الوضع المظلم
الجمعة ٢٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • اليهود والعرب والبيض يتظاهرون ضد انتهاكات إسرائيل على غزة

اليهود والعرب والبيض يتظاهرون ضد انتهاكات إسرائيل على غزة
1

إحدى عشر يوماً من العدوان على سكان قطاع غزة، من قصف مستمر، قُتل مدنيون وعزّل وأطفال ونساء وكبار السن، ورغم بعد المسافات لم تكن الحرب النفسية ببعيدة عن بريطانيا، ليس فقط العرب، ولكنها لامست الضمائر الحية بعدة قطاعات، شارك بمسيرات لندن الحركات الشيوعية والاشتراكية، قاموا بتوزيع اللافتات وطباعة الأعلام مساهمة منهم في توسيع دائرة المتظاهرين.


مظاهرة أمس والتي تمت الدعوى إليها أثناء العدوان على غزة منذ عدة أيام، توقع العديد من المحللين والصحفيين أنه بوقف العدوان ووقف الضربات الجوية لن تحشد المسيرة العشرات، لكن بعكس التحليلات شارك مئات الألوف في المظاهرة، وكما مثيلاتها من كل الطوائف، بما في ذلك يهود بريطانيا، الذين نددوا بقيام دولة إسرائيل بأسرها، حيث أخبرني أحد المتظاهرين أنّ تعاليم كتابهم المقدس تقول لهم أينما أرادوا الحياة ليعيشوا ولكن تحت كنف الدول، وكما يعيش يهود بريطانيا بجواز سفر بريطاني، على كل يهودي يرغب بالحياة بجوار الأماكن المقدسة بالقدس، عليه أن يعيش في القدس بجواز سفر فلسطيني، تعاليم الكتاب المقدس التي لا تسمح بقتل المدنيين العزل، خاصة الأطفال وكبار السن، تمنع إقامة دولة يهودية على أساس ديني.


اليهود والعرب والبيض تتظاهر ضد انتهاكات إسرائيل على غزة


من بين المنظمات المدنية اليهودية التي شاركت في المظاهرات كانت منظمة يهود من أجل العدالة في فلسطين، وهي منظمة متواجدة في كافة المظاهرات التي تناهض أعمال العنف الدموية التي تمارسها قوات الاحتلال على الفلسطينيين، الصوت هذه المرة وفي تلك الحرب لم يعد عربياً خالصاً كما اعتدنا في عدوان ٢٠١٢ و٢٠١٤ وفي الانتفاضة، بل أصبحت الأصوات البريطانية البيضاء واليهودية تمثّل الإنسانية في قطاعات غُيبت عمداً عن قضية إنسانية في المقام الأول.



ولكن ما فاجأني حقّاً هو التغطية الإعلامية البريطانية المحلية، ربما إنني جديدة على المجتمع البريطاني فلا أعرف الأولوية الإعلامية لوسائل الإعلام المحلي، لكن كعربية، أولاً، وصحفية، ثانياً، يدهشني أن أرى مئات الآلاف بشوارع العاصمة الرئيسية وميادينها الكبرى تسير دون تغطية منصفة لأصواتهم. كانت المسيرات تسير من محطة مترو إمبانكمنت وحتى حديقة الهايد بارك الشهيرة، ومرت بميدان تلفجار وشوارع السفارات الرئيسية واقتربت من دوانينغ ستريت والبرلمان ومقر رئيس الوزراء البريطاني وحتى منصة الماربل آرش، فالهايد بارك كان آخرها عند محطة مترو إمبانكمنت، أي حشود على مسافة 1.7 ميل، لم تكن تبثّ على الشاشات المحلية ولم يكتب عنها التقارير بالقدر الذي اعتدنا عليه بالعالم العربي، لكن هذا لم يمنع الحشود في استمرار الهتاف بقوة وحتى تحت المطر الذي استمر في الهطول على المظاهرات ولم يمنعهم من الاستمرار في الهتاف Free Free Palestine.



أعلن البرلمان البريطاني يوم الأربعاء، 19 مايو، أنّ نواب البرلمان سألوا الحكومة عن جهود حكومة المملكة المتحدة لتأمين وقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة.


مما حفز الحشود والنشطاء من كافة أرجاء بريطانيا الآن لاستمرار في المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما وصف العدوان الأخير على غزة بوصفه جرائم حرب، كما يستعدون لمطالبة البرلمان بوقف تسليح الكيان الصهيوني من خلال العرائض الإلكترونية والتي وقعها أكثر من ثلاثمائة ألف مقيم بالأراضي البريطانية والتي حدد لها البرلمان البريطاني موعداً لمناقشة الأمر بالفعل في الـ14 من حزيران يونيو، وهو ما دفع النشطاء لتدشين عريضة أخرى لمراسلة نواب البرلمان لحسهم للتصويت لصالح العقوبات ضد الكيان الصهيوني من خلال الموقع، فلربما يستطيع البرلمان تحقيق فصل جديد في القضية الفلسطينية استجابة للمسيرات والعرائض الإلكترونية.


مريم السايح إبراهيم


ليفانت - مريم السايح إبراهيم

تصوير: إسلام حسين

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!