-
اليمن بين مشاورات الرياض وهدنة مهددة بخروقات الحوثي
تسير المشاورات اليمنية في الرياض نحو مزيد من التقدم في محاولة لحل نزاع عمره ثمانية أعوام وسط مشاركة واسعة لمختلف المكونات اليمنية، لكنّ الحوثيين غابوا عن المشهد التشاوري، في حين أنّ الهدنة الأممية على الأرض تبدو مهددة في ظل عدم جدّية الحوثي لإنهاء هذا الصراع.
دخلت الهدنة الأممية في اليمن حيّز التنفيذ مساء السبت 2 أبريل، وسط ترحيب سعودي إيراني تزامناً مع استمرار المشاورات اليمنية_ اليمنية، لكنّ خروقات الحوثي المتصاعدة تهدد استمرار الهدنة حسبما أعلن الجيش اليمني.
يحاول المجتمع الدولي جاهدا إنهاء هذا الصراع الذي يستمر للعام الثامن على التوالي، منذ 2015، الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الضحايا علاوة على تشريد ملايين اليمنيين.
تستمر الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة مؤخراً لمدة شهرين، تتوقف خلالها كل العمليات العسكرية الهجومية برًا وجوًا وبحرًا".
اقرأ أيضاً:خروقات حوثية للهدنة الأممية في اليمن بيومها الأول
وأكد المبعوث الأممي أن "نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة".
تتضمن بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من والى مطار صنعاء كل أسبوع".
وأُغلق مطار صنعاء الدولي عام 2015 عندما بدأ تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية عملياته في اليمن، عقب إطاحة الحوثيين بالحكومة المعترف بها دولياً بقيادة عبد ربه منصور هادي في 2014.
قال المتمردون المتحالفون مع إيران على لسان المتحدث باسم جناحهم العسكري، يحيى سريع، في بيان السبت "نعلن دخول الهدنة الإنسانية والعسكرية حيز التنفيذ والتزامنا بالوقف الشامل للعمليات العسكرية طالما التزم الطرف الآخر بذلك".
خروقات الحوثي تهدد الهدنة الأممية
لكنّ خروقات الحوثي المتصاعدة تهدد باستمرار الهدنة الإنسانية باليمن، وذلك بعد ارتكابها أكثر من 54 انتهاكا بـ6 محافظات، جنوبي وغربي وشرقي البلاد.
وأعلن الجيش اليمني في بيان، فجر الإثنين، ارتكاب مليشيات الحوثي سلسلة من الخروقات للهدنة المعلنة في يومها الأول في مختلف جبهات القتال في الحديدة وحجة وتعز والجوف ومأرب.
وبحسب البيان فإن الحوثي ارتكب منذ مساء السبت وحتى مساء أمس الأحد، أكثر من 44 خرقاً تنوّعت بين هجمات على مواقع الجيش اليمني واستهداف مواقع عسكرية ومدنية بسلاح المدفعية والأعيرة المختلفة.
قال الجيش اليمني إنه تصدى لهجوم بري نفذته مليشيات الحوثي في جبهة "المخدرة" ليلة الأحد- الإثنين، وذلك في جبهة المخدرة غرب مأرب.
كما دفعت المليشيات الحوثية بأكثر من 20 آلية عسكرية باتجاه مواقع الأعيراف بمديرية الجوبة جنوب مأرب، وشنّت قصفاً مدفعياً على مواقع قوات الجيش في هذا المحور القتالي، طبقا للبيان.
اقرأ أيضاً:الإمارات ترحّب بإعلان الهدنة في اليمن
شهدت جبهات القتال المحيطة بمحافظة مأرب، تحركات كثيفة للميليشيا الحوثية الإيرانية شملت الجبهة الشمالية الغربية والجبهات الغربية والجنوبية، والدفع بمجاميع لمهاجمة مواقع عسكرية ضاعفت عمليات حشد التعزيزات واستحداث خنادق ومتارس وتحصينات.
مشاورات الرياض.. مشاركة واسعة ورفض حوثي
يأتي ذلك دخول المشاورات اليمنية في الرياض يومها السادس والحديث عن تقدم كبير في مناقشات القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.
وانطلقت المشاورات اليمنية_ اليمنية، الأربعاء 30 مارس الفائت، برعاية مجلس التعاون الخليجي، في مقر الأمانة العامة بالعاصمة السعودية الرياض، في غياب الحوثيين الذين شرطوا مشاركتهم بعقد المشاورات في دولة محايدة.
وفي كلمته في افتتاح المشاورات، قال الأمين العام للمجلس، نايف الحجرف، إن "اتفاق الرياض يشكل خارطة طريق في اليمن واستكمال بنوده مطلب يمني". واعتبر أن "الحل السلمي هو السبيل الوحيد للأزمة في اليمن".
يشارك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن "هانس غروندبرغ" والمبعوث الأمريكي إلى اليمن "تيم ليندركينغ" والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في المشاورات التي تجري برعاية مجلس التعاون الخليجي وتستمر لأكثر من أسبوع.
تعد مشاورات الرياض أكبر حدث سياسي يمني منذ انقلاب الحوثي 21 سبتمبر/أيلول 2014 والأول من نوعه منذ مؤتمر الحوار الوطني في مارس/آذار 2013، وثاني أهم مبادرة لمجلس التعاون الخليجي بعيد المبادرة الخليجية في أبريل/نيسان 2011 .
يشارك في المشاورات جميع الأحزاب السياسية على رأسها الـ4 أحزاب مؤثرة في المشهد اليمني وهي (المؤتمر الشعبي العام، الاشتراكي، الناصري، الإصلاح). كما يشارك كبار قادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وهي أبرز قوى سياسية وعسكرية فاعلة على الأرض ولدت في خضم الحرب ضد المليشيات ويعول عليها مهمة تحرير شمال وغرب اليمن بعد رفض الحوثيين لكل المبادرات.
إلى جانب العديد من المكونات السياسية كالتحالف الوطني للأحزاب، والحراك التهامي ومؤتمر حضرموت الجامع والهبة الحضرمية من المرأة والشباب والمنظمات وزعماء قبائل وكتل برلمانية تمثل كل الأطياف.
تناقش مشاورات الرياض تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مدى أسبوع 6 محاور، سياسية، واقتصادية تنموية، وأمنية بمكافحة الإرهاب، وإغاثية إنسانية، واجتماعية، وإعلامية.
لكن الحوثيين أكدو أنهم لن يحضروا أي محادثات إلا عندما تنعقد على أرض محايدة.
يريد المتمردون الحوثيون أن يرفع التحالف القيود التي وضعها على الموانئ اليمنية ومطار صنعاء الدولي قبل الدخول في المحادثات، لكن التكتل العسكري يرى أن هناك ضرورة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل قبل تخفيف أو إزالة تلك القيود.
اقرأ أيضاً:بايدن: أنا مدين للسعودية وعُمان بسبب الهدنة اليمنية
وقال الحوثيون إنهم توصلوا إلى اتفاق لتبادل أسرى الحرب يتضمن 1400 من مقاتلي الجماعة مقابل 823 من القوات الموالية للحكومة اليمنية، من بينهم 16 سعوديا وثلاثة سودانيين.
لم تكن هي المرة الأولى التي يتغييب الحوثي عن المفاوضات اليمنيية، وسبق أن احتضنت الكويت في 2016 لأول مرة مشاورات مباشرة بين وفدي الحكومة الشرعية والحوثي، قدَم المبعوث الأممي -حينها- إسماعيل ولد الشيخ أحمد خطة عمل من أجل الوصول إلى حل سياسي في اليمن.
حينها، وافق وفد الحكومة الشرعية على الخطة الأممية، فيما رفض الحوثيون التوقيع واتخذوا خطوات أحادية نحو اختطاف السلطة، عبر تشكيل ما سُمي بـ"مجلس سياسي لإدارة البلاد"، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة.
كما غاب الحوثي عن مفاوضات دعت إليها الأمم المتحدة في جنيف السويسرية في 2018، لأنها وضعت شروط لم يتم تنفيذها، تمثلت في طلب المليشيات الانقلابية تأمين طائرة خاصة تقل وفدها وعدداً من الجرحى إلى مسقط بسلطنة عمان، ونقل جرحاها من عمان إلى صنعاء، ومنح الوفد ضمانات بالعودة إلى صنعاء.
تمثل مشاورات الرياض فرصة جديدة للمكونات اليمنية بمختلف أطيافها للحوار وحل الخلافات العالقة حتى بغياب الحوثي، خاصة وأنها شكلت ملتقى لطيف واسع من القوى وتوحيدها لإرغام الحوثي على الجلوس على طاولة السلام.
ليفانت نيوز_ خاص
إعداد وتحرير: عبير صارم
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!