الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الهيمنة الروسية على الموانئ السورية
ما دور الموانئ السورية في الحياة الاقتصادية ..؟

إعداد وتحرير : سامر دحدوح


تحاول كل من موسكو وطهران الحصول على موطئ قدم في سوريا, وضمن هذا المحور استأجرت روسيا ميناء طرطوس لمدة نصف قرن قابلة للتجديد، وأما إيران فقد تمركزت في ميناء اللاذقية.




وتعتبر الموانئ البحرية في سوريا من أهم المشاريع الاقتصادية للبلاد، ومن أساسيات التنمية نظراً لما تحققه من موارد مالية كبيرة، وهي المركز المتكامل لربط البلاد بالعالم الخارجي، حيث باتت موانئ الساحل السوري اليوم في يد كل من روسيا وإيران من جهة، والمقربون من النظام السوري من جهة أخرى.






توسع النفوذ الإيراني الروسي في الساحل السوري




في الوقت الذي نشرت فيه روسيا قواتها في الساحل السوري واتخذت من بعض المناطق نقاطاً عسكرية لها, رافقه انتشار آخر للإيرانيين في الساحل السوري في سباق مع روسيا في السيطرة على الموانئ السورية, إضافة إلى رغبة إيران بإنشاء ميناء جديد مختص بالاستثمار النفطي.




استطاعت إيران عن طريق الموانئ الالتفاف على العقوبات الأمريكية وذلك عبر تصدير النفط الإيراني من بانياس إلى العراق, ومن هنا تبرز أهمية ميناء بانياس, فهو يتوسط قاعدة حمييم (القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس), إضافة إلى خط الأنابيب الذي يربط العراق ببانياس.




أما روسيا، فمنذ تدخلها في سوريا عام 2015، ركزت نفوذها في قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية, وقد جرت اتفاقية مع حكومة النظام في نيسان عام 2017, ونتص هذه الاتفاقية على استئجار ميناء طرطوس لمدة 49 عاماً لصالح روسيا, على أن تُجدّد تلقائيّاً لفترة 25 عاماً أخرى، إذا لم يقم أحد الأطراف بإرسال كتاب نوايا عبر القنوات الدّبلوماسيّة يطلب إنهاءها، على أن يكون إرسال هذا الكتاب قبل سنة على الأقلّ من تاريخ انتهاء الاتّفاقيّة.






وتعتبر هذه الاتفاقية تسديد لفواتير الحرب التي ساعدت خلالها روسيا النظام السوري, على بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة.


الصراع بين روسيا وإيران على الموانئ السورية




بلغ التنافس على أشده عام 2017, حيث أقدمت قوات روسية متمركزة في اللاذقية على طرد سفن إيرانية تحمل موالدات كهربائية, أمام شاطئ وادي قنديل, الذي تعده روسيا محمية طبيعية تخصها, وذلك بهدف تزويد مدن الساحل السوري بالطاقة.


كما عملت روسيا على إيقاف توقيع اتفاقية بين النظام السوري وإيران مفاد هذه الإتفاقية تأجير المنطقة ذاتها لمدة 99 عاماً كمرفأ لوزارة الدفاع الإيرانية, مقابل تزويد مدن الساحل السوري بالكهرباء.






وأثار طرد السفن الإيرانية حفيظة الموالين, وذلك بسبب امتناع السفن عن تزويد الساحل السوري بالكهرباء, إلا بعد التوقيع على الإتفاقية التي أوقفتها روسيا, وقد اختلفت ردود الفعل بين الأهالي في المنطقة فمنهم من اعتبر "أن الموضوع يتعلق بالمصالح ومن حق إيران أن تثبت وجودها العسكري على الساحل السوري كمكافأة لها على ما تقدمه للقضاء على الثورة السورية"، وأنه "لولا إيران لكانوا الآن يباعون في سوق النخاسة" وفقاً لتعبير "عماد أحمد" على صفحته الشخصية".




بينما اعتبر آخرون "أن إيران تريد احتلال سوريا، وهي تخوض حرباً سياسة ومصالح مع روسيا أكبر من الحرب التي تخوضها لصالح نظام الأسد".


روسيا تضغط على النظام السوري


تعمل روسيا على الضغط على النظام السوري متجاهلة الضغوطات التي يعانيها من حليفه الإيراني في الوقت ذاته, حيث تطالبه بالديون المستحقه عليه منذ عام 2011, وإيفاء ديون الأسلحة التي قامت بتزويده بها, أو تضع له خيار آخر, وهو توقيع المزيد من الاتفاقيات التي تمكن "موسكو" من بسط نفوذها أكثر داخل الأراضي السورية.




ويرى محللون وخبراء اقتصاديون أن النظام السوري بدأ فعلياً بدفع ثمن الدعم الروسي له, خلال الثورة السورية, معتبرين أن اتفاق ميناء طرطوس هو واحد من أحدى الأتفاقيات التجارية التي لن تتوقف عندها روسيا, ومنها اتفاق يمنحها حق استخراج الفوسفات مدة خمسين عاماً من مدينة تدمر وسط البلاد, للسيطرة على المزيد من الأماكن الاستراتيجية والمؤثرة في الاقتصاد السوري







النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!