الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • فضيخة جديدة للهلال الأحمر السوري.. "موظف للمجرمين ومتستر تابع لحكومة النظام"

فضيخة جديدة للهلال الأحمر السوري..
الهلال الأحمر السوري

ما تزال ويلات الحرب في سوريا تلقي بظلالها القاتمة على الشعب السوري، مغلقة أي أمل بتحسن الوضع الإنساني والسياسي والمعيشي. ومن بقي ينتظر أي استجابة إنسانية لوجعه وأنينه.

في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بالجميع، طبعاً ما عدا القلة القليلة من حاشية النظام ومرتزقته، يسعى الشعب السوري لسد رمقهم من جوع طال أمده، وردم جرح طال نزيفه، والتي سببها رأس النظام بشار الأسد وزبانيته.

ومع تزايد مآسي الحرب التي شنها النظام السوري على شعبه، وحجم الدم والتهجير والدمار، سعت العديد من المنظمات الإغاثية والحقوقية للدخول في المشهد السوري، وحاولت النزول على الأرض بغية تقديم ما يفترض به أن يكون مساعداتٍ إغاثية لتخفيف المآسي والأضرار.

لقد ارتهنت معظم المنظمات للموافقات الحكومية والمحسوبيات الشخصية من قبل الخارجية السورية لتزاول عملها على الأرض، تحت أنظار مسامع الأمم المتحدة والتي تعتبر بأنها المعنية الأولى بالعمل الإنساني في العالم.

اقرأ أيضاً: فضيحة في الهلال الأحمر السوري.. تقاضي "رشوى" لتسجيل أسماء العوائل في قوائم المساعدات الإنسانية

ودعمت الأمم المتحدة وموّلت العديد من المنظمات الحكومية وشبه الحكومية في سوريا، من بينها منظمة (الهلال الأحمر العربي السوري)، والتي تعتبر من أكبر تجار وسماسرة المواد الغذائية والإغاثية في سوريا.

توظيف المجرمين والقتلة

عمدّت هذه المنظمة إلى تعيين وتوظيف الأشخاص الموالين للنظام السوري، فلا يتولاها أو يسيطر عليها سوى المتنفذين وكبار الشخصيات الموالية لبشار الأسد، لتكون لها مورد أضافي للسرقة من أموال مساعدات الشعب السوري. والأخطر هو التغطية على جرائم النظام من خلال إصدار شهادات وفاة مزورة لأفراد قتلهم النظام، ولا تنتهي بتوظيف أشخاص في منظومتها مارسوا التعذيب والقتل بحق الشعب السوري لتبييض صورتهم ومنحهم "ترضية نفسية" عن جرائمهم".

 

 
توظيف القتلة.. جريمة جديدة تضاف لسجل الهلال الأحمر السوري

شاهد سجّانه على فيسبوك.. معتقل سابق في سجون الأسد يكشف لـ“نون بوست” أن سجّانه الذي تناوب على تعذيبه طوال فترة الاعتقال، كان يعمل في الوقت ذاته مع فريق الهلال الأحمر في دمشق! #اليوم_الدولي_لضحايا_الاختفاء_القسري

Posted by ‎NoonPost نون بوست‎ on Tuesday, August 30, 2022

وفي أحدث ما تم فضحه من ممارساتها، ما نشره الصحفي أحمد الصيصي حين تعرف في أحد المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، على أحد المسؤولين عن تعذيبه في سجون النظام بعد اعتقاله في جهة مجهولة.

وقال أحمد، أنه "تم اعتقالي من قبل جهة أمنية لا اعرفها، وخلال فترة اعتقالي تعرضت لوسائل تعذيب كبيرة، وكان أحد السجانين المسؤول عن تعذيبي بشكل مباشر يدعى (جورج)".

وأضاف أحمد: "وبعد سنوات من خروجي من المعتقل وأثناء تصفحي للفيسبوك، أتفاجأ بوجه مألوف على صفحة الهلال الأحمر السوري، لأفاجأ بأنه هو نفس الشخص الذي قام بتعذيبي".

وتابع: "تمكنت من الدخول على حسابه الشخصي أنه نفس الشخص الذي يدعى أدهم سليمان، وهو نفس الشخص الذي قام بتعذيبي طوال فترة اعتقالي".

وختم أحمد بالقول: "إنه الآن متطوع في منظمة الهلال الأحمر السوري والتي من المفترض أن تكون راعية لحقوق الإنسان".

قصة (أحمد الصيصي)

ويعرف أحمد عن نفسه في إحدى مقالاته، "أنا أحمد من سوريا، تحديداً من داريا بريف العاصمة دمشق، شاركتُ بالثورة السورية منذ انطلاقها، وتعرضتُ للاعتقال في سن الـ15 في أحد أكثر الأفرع الأمنية إجراماً ووحشية".

ويضيف: "كشاب في هذه السن، ربما لم أكن أعي تماماً عِظَم القضية، لكنني شاهدت ما يكفي لأنضم للجموع المنتفضة، وكأي شاب حالم يستحوذ المستقبل على فكره، كنت أرى المستقبل في أرضٍ اجتازت الطاغوت وأزهرت بالحرية، لكن حتى لفظة شاب ظهرت فضفاضة على الـ15 عاماً".

وأشار أحمد في مقالة له، إلى أنه "اُعتقل يوم 28 من مايو/أيار 2012 رغم صغر سنه بجريمة ما يحمله من توثيقات، فهنا لا حرية للصحافة بل هي تهمة تودي بصاحبها إلى الزنزانة في أخطر الأفرع الأمنية (المخابرات الجوية) وأقساها لأمضي بداخلها المظلم 70 يوماً". على حد تعبيره.

وأضاف: "بعد خروجي من المعتقل وبفترة ليست طويلة، جاء الحدث الذي نكب المدينة وهو مجزرة داريا الكبرى، يوم 25 من أغسطس/آب عام 2012، شهدت مدينة داريا مجزرة راح ضحيتها أكثر من 700 مدني بينهم 522 موثقون بالاسم، بحسب المجلس المحلي، إلا أن الأيام التي سبقت هذا اليوم كانت أقسى وما تلاه كان أشد، إذ انقطعت كامل الاتصالات عن المدينة في 20 من أغسطس/آب مع قطع كامل للكهرباء والمياه، وبدأ النظام حملةً عسكريةً على المدينة استهلها بقصف المنطقة الفاصلة بين داريا ومدينة معضمية الشام".

سرقة وإهانة

يقوم معظم الناشطين والمنتسبين لمنظمة الهلال الأحمر السوري، وأثناء توزيع السلال الغذائية على مستحقيها بممارسة أقسى أنواع "التشبيح" والإستعلاء، من خلال إهانة المواطنين المستحقين لتلك المعونات. حيث يقوم موظفيها بسرقة الحصة الأكبر من الحصص المخصصة للتوزيع، وذلك طبعاً تحت إشراف من مليشيات النظام في المنطقة.

وعادة ما تقوم هذه المليشيات بإعادة المواد من جديد داخل مستودعاتٍ يشرف عليها عناصرها  ليتم بيعها على أنها مواد غير إغاثية، وبيع البعض الآخر من تلك الحصص لتجارٍ معينين متعاملين مع موظفين الهلال الأحمر.

والجدير بالذكر، أن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لا تستطيع العمل في سوريا إلا إذا وافقت على العمل بشراكة مع جهات فاعلة محلية ومعتمدة لتنفيذ برامجها، والتي تعتبر في معظمها تابعة لأجهزة أمن قوات النظام بشكل باشر.

فيما تؤكد تقارير ميدانية، تفرد النظام وسطوته على المساعدات الإغاثية والإنسانية، وحصرها لدعم فئات معينة، بينها مقربون منه وعائلات قتلى في قواته وأشخاص يتمتعون بنفوذ في مناطق سيطرته، وطبعاً يحصل كل ذلك على حساب السكان المستضعفين.

ليفانت نيوز_ خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!