-
الهجوم على دولة الإمارات.. أهدافه ومآلاته
لم يكن من السهل جداً تخيّل أن تقوم جماعة الحوثي بشنّ هجوم داخل العمق الإماراتي وبطريقة تكاد تكون فيها السرية والمفاجأة هما العنصران الأساسيان في هذا الهجوم، والذي تجري التحقيقات لمعرفة تفاصيله والأدوات المستخدمة فيه، حتى الآن.
الهجوم بكل وضوح لا يعتبر تكتيكياً على الإطلاق، وإنما هو هجوم ردعي بحت، وإن صغرت الأدوات المستخدمة مقارنة مع أسلحة نوعية قاتلة، فلا يمكن تفسير الهجوم على أنه هجوم لجماعة تستطيع المناورة في مناطق واسعة في الشرق الأوسط لوحدها، وإنما هو هجوم ينشأ من جسد استراتيجي كبير وليس فرعاً في بقعة جغرافية بعيدة عن دولة الإمارات العربية المتحدة.
الهجوم يحمل رسائلَ مُستقبلية: الأولى هي إنذار لانتصارات التحالف العربي في شبوة ومأرب، وذلك للتوقف عن متابعة العمليات هناك، خاصة وأن الإمارات تعتبر المؤسس لقوات العمالقة اليمنية التي أحدثت فرقاً على الأرض في الأيام الأخيرة، والثانية هي رسالة ردع بأن إيران قادرة على خلط أوراق الشرق الأوسط، سواء وقّعت اتفاقاً نووياً -في فيينا- أم لا، والاستخدام لهذه الأوراق يستهدف ليس فقط الإمارات، وإنما أيضاً الدول التي تقف في مقاومة المشروع النووي الإيراني، وذلك لمنع ضرب المفاعلات النووية الإيرانية مستقبلاً، لذلك هو عملية مصغرة واستباقية للردع المستقبلي لإيران لمتابعة مشروعها النووي، فقد تم انتقاء أهداف دقيقة ترتبط بهدفين حيويين، وهما "النفط" و"المطار"، وليس مواقعَ عسكرية، مما يوضح الهدف الردعي للهجوم وليس التعبوي، كما بدا واضحاً من خلال الخسائر البسيطة، وبالرغم من وجود خسارة بشرية، إلَّا أن الهدف كان ردعياً بحتاً.
وفي النهاية، معرفة الأدوات والأسلحة المستخدمة في الهجوم ضرورية جداً، لأن ذلك سيقود إلى الاتجاه الذي أطلقت منه تلك الضربات، وهذا سيقود الى إمكانية وجود أدوات رصد من قبل عملاء على الأرض قادت إلى إصابة الأهداف بدقة، ولربما يتم معرفة الحقيقة حول هذا الهجوم المنفلت، مسافةً وزمناً، ومعرفة الجسد الاستراتيجي لهذا الهجوم وليس الفرعي.
ليفانت - كمال الزغول
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!