الوضع المظلم
السبت ١٨ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • النظام السوري يُظهر الطاعة القصوى للروس.. بتجنيده مقاتلين للذهاب إلى أوكرانيا

النظام السوري يُظهر الطاعة القصوى للروس.. بتجنيده مقاتلين للذهاب إلى أوكرانيا
مرتزقة سوريين إلى أوكرانيا

لا يوفر النظام السوري مناسبة ليعلن عن دعمه الغزو الروسي لأوكرانيا (العملية العسكرية بحسب الرواية الروسيّة)، كان بادئ ذي بدء، اتصال رأس النظام بشار الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال خلاله، إنّ "روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية".

واعتبر الأسد أن "العدو الذي يجابهه الجيشان السوري والروسي واحد، ففي سوريا هو تطرّف وفي أوكرانيا هو نازية".

في هذه الأثناء تتداول مواقع وصحف محلية وعربية ودولية، إرسال النظام السوري مقاتلين إلى أوكرانيا للقتال بصف القوات الروسية، وبمقابل ذلك هناك من ينفي ويستبعد تلك الرواية.

لكن تصريحات وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" جاءت لتؤكد جزءاً كبيراً من الأنباء المتضاربة حول نقل المقاتلين السوريين، وذلك بعد اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي بقيادة الرئيس بوتين، صباح يوم الجمعة الفائت، وتأكيده استعداد بلاده نقل المقاتلين الراغبين بالذهاب إلى أوكرانيا، وإقراره بوجود 16 ألف متطوّع من الشرق الأوسط مستعدين للقتال إلى جانب جنود بلاده.

اقرأ المزيد: وول ستريت جورنال: سوريون مرتزقة للقتال في أوكرانيا إلى جانب الجيش الروسي

تصريحات كيدية

وفي اتصال هاتفي لـ "ليفانت نيوز" مع المحلل السياسي فراس بورزان، المهجّر حديثاً من العاصمة الأوكرانية كييف، اعتبر أنّ ما قاله وزير الدفاع الروسي وأكده بوتين، "يندرج في إطار التصريحات الكيدية، بعد أن كشفت عدة حكومات غربية، أنها فتحت باب التطوّع والذهاب للقتال في أوكرانيا، وخاصة بالنسبة للعناصر المحترفة".

واستبعد بورزان، "نقل جنود سوريين من قبل السلطات الروسية إلى أوكرانيا، لعدة عوامل جوهرية، فيما لو أصبحت المعركة داخل المدن في الأسابيع القادمة، من بين أهمها؛ عامل اللغة الروسية والذي يفتقده المقاتلون السوريون، وبرودة الطقس التي تصل أحياناً بين ناقص 3 إلى 5 تحت الصفر، وهو ما لم يعتد عليه الشرق أوسطيون".

وأكد المحلل السياسي، أنَّ مجموعة "فاغنر" الروسية المرتزقة، متواجدة في المعارك منذ البداية، وجلّ عناصرها من صربيا ودول البلطيق، وبيّن أنه رآهم يقاتلون هناك، وهم يرتدون لباساً أسود ويضعون ربطة بيضاء على ذراعهم، وهو ما يشير لوجود مشاكل لوجستية وعملياتية عند الجانب الروسي، وفقاً لـ بورزان.

ولكن في ختام حديثه لم ينفِ وجود مشكلة نقص عناصر مدربين بين صفوف القوات الروسية، حيث إن معظم المقاتلين الروس هم من الجنود المتعاقدين أو أولئك الذين يسوقونهم إلى الخدمة الإلزامية.

روسيا تستنفد قواها العاملة بسرعة كبيرة

من جهته، ذكر معهد دراسة الحرب أن روسيا تستنفد بسرعة القوى العاملة التي تُوظف بسهولة لتوليد قوة قتالية إضافية للحفاظ على فعاليتها القتالية في أوكرانيا التي تعرضت لخسائر كبيرة، وقال: "نظرياً يمكن تعبئة المزيد من الأفراد في الوحدات القتالية الروسية، لكن من غير المرجح أن يكون هؤلاء مدربين بما يكفي".

وأوضح المعهد "قد يزيد المواطنون العاديون من دعوتهم للمشاركة العسكرية للدفاع عن أوكرانيا إذا استمرت العقوبات المتصاعدة والدعم العسكري الذي لا يوقف عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

في الوقت الحالي، باستثناء أولئك الموجودين داخل أوكرانيا والشتات الأوكراني، فإن هذه الدعوة ضعيفة، لكن قد ينضم المزيد من المواطنين في جميع أنحاء العالم، وكذلك بعض القادة السياسيين، وهم يشاهدون الناس يتعرضون للدمار المنهجي والوحشي وتمزق المجتمع السياسي الحي.

وأضاف، إن قصف مستشفى الولادة والأطفال في ماريوبول واستمرار قصف ممرات الإجلاء ما هي إلا أحدث الأمثلة التي تقضي على الحساسيات الأخلاقية، وقد يصرخ الضمير الجماعي: "يكفي!، أوقف هذا!"، بحسب المعهد.

اقرأ المزيد: المرتزقة شوكة إضافية في الأزمة الأوكرانية

وتشير مصادر خاصة لـ "ليفانت نيوز"، أنَّ هناك إقبال واسع من الشباب في مدينة أوديسا، إحدى أكبر المدن في جمهورية أوكرانيا، التي تقع على ساحل البحر الأسود، على استخدام السلاح والقتال وأعمال الدفاع المدني التي تنظمها الحكومة الأوكرانية، وبيّن المصدر، أن هناك مشاعر يمتزج فيها الخوف والحماس، ويراقب المدنيون في أوديسا إلى ماذا ستفضي المعارك في ميكولايف.

مرتزقة سوريون للقتال أوكرانيا

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين، أنّ روسيا تجنّد مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن، للقتال في أوكرانيا.

وأدلى أربعة مسؤولين للصحيفة الأمريكية أنّ موسكو التي بدأت غزو أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، وواجهت مقاومة لم تكن تتوقعها، وباشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على المدن.

وصرّح مسؤول أمريكي للصحيفة، أنّ بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا ويستعدون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا، دون تفاصيل أوسع حول الموضوع.

وسبق أن نشرت مواقع إخبارية عن وصول مقاتلين شيشانيين إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الروسية.

null

تحذير أوكراني للراغبين بالقتال في بلادهم

الإعلامي والمقدم التلفزيوني الأوكراني الشهير، ديمتري جوردون، حذّر في مقطع فيديو، بثّه على صفحته بموقع فيسبوك، المقاتلين السوريين من الذهاب إلى أوكرانيا، مبيناً أن القادة العسكريين الروس، وخاصة "ألكسندر كرينكيفيتش"، يعملون على تجنيد بعض السوريين للقتال ضد بلاده، ويقدم الروس وعوداً للمقاتلين السوريين "المرتزقة" بأنّ أجورهم ستكون قرابة 1800 دولار شهرياً.

وأضاف: "إنَّ الروس يغرون المقاتلين السوريين، بأن أوكرانيا مليئة بالنساء الجميلات اللاتي سيوفرن لهم ممارسة الجنس مجاناً"، ونبّه السوريين المغرّر بهم، قائلاً: "تعالوا إلى أوكرانيا وسنكرمكم بالتأكيد، كما فعلنا مع الجنود الروس حين هاجمونا"، وفقاً للإعلامي الأوكراني.

وبدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر مصادره الخاصة، أن "مسلحين سوريين يتبعون للفرقة 25 بجيش النظام، التي يقودها سهيل الحسن، أبدت استعدادها لإرسال مرتزقة للقتال في الصف الروسي، حيث تتواصل عملية تسجيل الأسماء للراغبين في التوجه للمشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا، ضمن ما يعرف بمجموعة “فاغنر” الروسية، بيدّ أنه حتى هذه اللحظة لم يتم إرسال أي مرتزق".

وفي ضوء كل تلك المؤشرات، يظهر بالفعل أنّ هناك سوريين يستعدون للذهاب إلى أوكرانيا، والمشاركة بالقتال مع القوات الروسية، بعد مضي أكثر من أسبوعين على الغزو الروسي وبسط سيطرة القوات الغازية على مناطق واسعة في شرق البلاد، ومحاولة حصار العاصمة الأوكرانية كييف.

لكن يبقى السؤال الأبرز، هل ستلتزم القوى العالمية الكبرى الصمت إزاء ممارسات النظام السوري؟

ليفانت- خاص 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!