الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٢ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
  • النظام السوري يسعى لتجاوز العقوبات عبر القطاع المصرفي اللبناني

  • التحركات الأخيرة للنظام السوري تعكس محاولة مستميتة للتهرب من العقوبات الاقتصادية والحفاظ على مصادر تمويله
النظام السوري يسعى لتجاوز العقوبات عبر القطاع المصرفي اللبناني
النظام السوري ولبنان \ تعبيرية \ متداول

تبذل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جهودًا مكثفة للحد من التجارة بالكبتاغون، المعروفة بارتباطها بالنظام السوري والفصائل الإيرانية، من خلال تطبيق عقوبات اقتصادية على مؤسسات وهيئات تقوم بدور الواجهات المالية للنظام ضمن الإجراءات الغربية لإضعاف "كبتاغون الأسد"، ويبدو أن النظام السوري يحاول الاستفادة من خبرات طهران في التحايل على العقوبات الدولية، التي عاشت تحت وطأتها لعقود.

ووفقًا لتصاريح صادرة عن شركات تحمل أسماء رجال أعمال لبنانيين، يهدف النظام إلى استخدام لبنان كمنطقة نفوذ للعودة إلى نظام "سويفت" لإدارة "الأموال السوداء" الناتجة عن الأرباح الكبيرة من تجارة الكبتاغون، التي قُدرت بحوالي 57 مليار دولار سنويًا من قبل السفارة البريطانية في بيروت، وهو رقم أثار جدلًا واسعًا في بلد يشهد دمارًا في جميع جوانب الحياة.

وحصل موقع تلفزيون سوريا على وثائق تأسيس شركات يملكها رجال أعمال لبنانيون مثل علي محمد النميري وإبراهيم علي منانا تحت اسم شركة جبال الأرز المحدودة المسؤولية، وكذلك تأسيس شركة مساهمة تعود ملكيتها لـ"بنك لبنان والمهجر" و"بنك سوريا والمهجر" و"شركة آروب للتأمين" بالإضافة إلى مالك شركة القدموس للنقل المقرب من رامي مخلوف، مهران خونده وحبيب بيتنجانة ومحمد صبحي جود وإحسان البعلبكي، وأيضًا شركة سكاليب ستيل التي يملكها رجل الأعمال اللبناني المقرب من حزب الله زين العابدين عدنان شمص.

اقرأ أيضاً: النظام السوري يبدأ مرحلة تسريح الاحتياطيين.. في خطوة لإعادة الهيكلة

ويذكر الخبير المالي عادل المسلماني لموقع تلفزيون سوريا أن "النظام يسعى لإنشاء شركات لبنانية تعمل كذراع اقتصادي له عبر البنوك الدولية التي لها فروع في بيروت للوصول إلى النظام المالي العالمي سويفت، وبالتالي تمكينهم من إدارة الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة".

وتابع المسلماني بأن "الأسد يحاول تكرار التجربة الإيرانية التي سعت في السنوات السابقة إلى إنشاء نظام سويفت محلي للتواصل بين البنوك الإيرانية والسورية لمواجهة العقوبات المفروضة في هذا السياق". وأشار إلى أن الخطوة الإيرانية جاءت بعد أن أدرجت واشنطن العديد من المصارف السورية ضمن عقوباتها، مما حرمها من التعامل عبر سويفت.

وأوضح أن خروج نظام الأسد من نظام سويفت يعني فقدانه القدرة على استقبال الأموال من المؤسسات الدولية مقابل صادراته، أو الدفع للجهات الخارجية مقابل الواردات، مما قد يدفعه إلى الاعتماد بشكل أكبر على البنوك اللبنانية المتعبة لفتح خطابات اعتماد بالدولار وإتمام التحويلات التجارية.

وأكد المسلماني أن النظام الداخلي الذي أقامته إيران ألحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد السوري، حيث تم إنشاء مركز "إيرانيان" التجاري في سوريا، وأجبرت الشركات المحلية على شراء التومان الإيراني بالدولار الأمريكي بسعر صرف البنك المركزي الإيراني، وعلى إثر ذلك افتتحت نحو 30 شركة إيرانية مكاتب في دمشق للتعامل مع الشركات السورية عبر خطوط الائتمان ولكن بالتومان الإيراني.

ويشير المسلماني إلى أن النظام سيعزز شحنات الكبتاغون إلى دول الجوار وخاصة الأردن لتصل إلى دول الخليج، وبذلك يكون النظام قد وجد طريقة للتحايل على العقوبات وتأمين تدفق الأموال من تجارة الكبتاغون، مما يعني فشل واشنطن في كبح جماح هذا النشاط.

ويختتم المسلماني حديثه بالتأكيد على أن الطريقة الوحيدة للأسد لتخفيف العقوبات الأمريكية هي تغيير سلوكه بشكل جذري، مشيرًا إلى أن الخليج يرغب في إيقاف تدفق الكبتاغون من سوريا إلى الأردن ودول الخليج، لكن يبدو أن الأسد لم يعد مهتمًا بما تمليه واشنطن أو برغبات دول الخليج.

ما هو نظام "سويفت"؟

و"سويفت" هو اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، وهي منظمة تعاونية غير ربحية توفر خدمات المراسلات المالية بكفاءة عالية وبتكلفة منخفضة. تأسست المنظمة في عام 1973 وبدأت نشاطها في عام 1977، وتهدف إلى توفير أحدث الوسائل لربط وتبادل الرسائل والمعلومات بين أسواق المال العالمية.

ويستخدم النظام لتبادل الرسائل في مختلف العمليات المالية والبنكية، ويوفر الحماية والسرعة للتعاملات. وفقًا لآخر الإحصائيات، يشارك في "سويفت" أكثر من 11,507 مؤسسات مالية من أكثر من 200 دولة حول العالم، مما يجعله أحد أهم الأنظمة المالية العالمية.

ليفانت-تلفزيون سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!