الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٢ / أكتوبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الميليشيات الإيرانية تعيد انتشارها في البوكمال: إخلاء المقرات وتقليص الظهور

  • يبرز تقليص الوجود العلني للجماعات الموالية لإيران في البوكمال تحولاً في استراتيجيتها نحو العمل السري، مما قد يصعب عملية استهدافها ويزيد من تعقيد الصراع في المنطقة
الميليشيات الإيرانية تعيد انتشارها في البوكمال: إخلاء المقرات وتقليص الظهور
معبر البوكمال الحدودي (أرشيف)

مع تصاعد حدة التوتر الإقليمي وتوسع نطاق الضربات الإسرائيلية في لبنان وسوريا، بدأت الجماعات الموالية لإيران بتنفيذ تغييرات جوهرية في استراتيجية انتشارها وعملياتها.

حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المجموعات الإيرانية شرعت في إعادة تموضعها في منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، سعياً لتجنب الاستهداف الإسرائيلي المحتمل.

وتضمنت هذه الخطوات إخلاء العديد من المقرات في المربعات الأمنية من العناصر الأجانب والمحليين، مع الإبقاء على عدد محدود جداً من العناصر المحليين للحراسة فقط.

اقرأ أيضاً: كان يُقاتل بشرق الفرات.. اغتيال قائد مجموعة مسلحة مدعومة إيرانياً بالبوكمال

وشهدت المدينة انخفاضاً ملحوظاً في وجود العناصر ونشاط الدوريات والحواجز التي كانت تشرف عليها قوات الحرس الثوري الإيراني وجماعة فاطميون الأفغانية، وقد تم استبدال بعض الحواجز بعناصر محلية وبأعداد قليلة، خاصة على المداخل الرئيسية للمدينة.

وفي إجراء احترازي، قامت الميليشيات بتوزيع كميات كبيرة من الأسلحة في مستودعات منتشرة بين البوكمال ودير الزور، تفادياً لاستهداف أي شحنات جديدة، كما غادرت قيادات الميليشيات الأجنبية المنطقة بعد القصف الأخير، متجهة إلى الجانب العراقي لإدارة العمليات عن بُعد.

ورغم هذه التغييرات، تستمر عمليات التجنيد في صفوف أبناء المنطقة، مع وعود بتحسين المردود المالي للمتطوعين، ومع ذلك، تم إلغاء العديد من الدورات العسكرية التي كانت تُقام في السيال والبادية الجنوبية، وسط رفض القيادات المحلية حضور أي اجتماعات خشية استهدافهم.

وفي سياق متصل، لجأت العديد من المقرات العسكرية في المدينة، بما في ذلك المربع الأمني في حي القصور والمركز الثقافي الإيراني ومراكز التجنيد التابعة لحزب الله اللبناني، إلى إطفاء الأنوار خلال فترة المساء، تجنباً للرصد والاستهداف من قبل الطيران الحربي والطائرات المسيّرة.

وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الاستهدافات الإسرائيلية في سوريا، والتي تزايدت بشكل ملحوظ منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وكان أبرز هذه الهجمات قصف السفارة الإيرانية في دمشق في أبريل 2024، والذي أسفر عن مقتل 7 مستشارين عسكريين إيرانيين، بينهم 3 من كبار القادة.

وتعكس هذه التطورات تحولاً استراتيجياً في تكتيكات الجماعات الموالية لإيران في سوريا، مما قد يؤثر على توازن القوى في المنطقة ويعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي، كما تبرز التحديات المتزايدة التي تواجهها هذه الجماعات في الحفاظ على نفوذها، وقد تؤدي إلى تغيير في ديناميكيات الصراع الإقليمي على المدى الطويل.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!