الوضع المظلم
السبت ١١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الموت يلاحق مدني الركبان.. والنظام يضيق الخناق
مخيم الركبان \ متداول

خرجت قافلة الأمم المتحدة والهلال الأحمر من منطقة الـ 55 الجمعة 23 أغسطس ـ آب، بعد دخولها المنطقة السبت 19 أغسطس ـ آب، بهدف تسجيل أسماء النازحين داخل مخيم الركبان والذين يرغبون بالخروج نحو مناطق سيطرة النظام السوري، وكذلك الاطلاع على الأوضاع الإنسانية في المخيم.

وأجرى وفد الأمم المتحدة استبيان خلال خمسة أيام متواصلة مع سكان المخيم من النازحين، للاطلاع على رغباتهم، وتوجهاتهم خلال المرحلة القادمة، واجتمع الوفد مع سكان المخيم وممثلين عنهم، لتوثيق رغباتهم.


وخلال حديث أجرته "جريدة ليفانت" مع الناشط الإعلامي في مخيم الركبان، عماد غالي، قال: "إن وفد الأمم المتحدة دخل إلى مخيم الركبان لإجراء استبيان مع الأهالي، وتوثيق من يرغب البقاء داخل المخيم أو الخروج نحو مناطق سيطرة النظام السوري".


وأضاف: "وكذلك تسجيل من يرغبون الخروج إلى مناطق الشمال السوري، إلا أن الوفد لم يعطي ضمانة لفتح ممرات أمنة تسهل خروج المدنيين نحو الشمال السوري"، بينما اقتصرت الضمانات التي قدمها الوفد على تأمين عمليات نقل المدنيين إلى مراكز الإيواء في حمص، بينما لا يمكنها أن تضمن سلامتهم بعد مراكز الإيواء.


وتوزعت نسب الاستبيان الذي أجرته الأمم المتحدة مع المدنيين في مخيم الركبان، 90% من المدنيين فضلوا البقاء في مخيم الركبان أو الخروج نحو الشمال السوري، في حال تم تأمين ممرات آمنة، في حين اقتصرت نسبة الراغبين في العودة إلى مناطق النظام السوري على 10%، والغالبية من النساء والشيوخ والأطفال.


وخلال شهري فبراير ـ شباط، وأبريل نيسان الماضي، عاد ألاف المدنيين نحو مناطق سيطرة النظام، برعاية روسية ووفد من الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وذلك بعد اتفاق مع وجهاء المخيم، ونقل النازحون إلى مراكز الإيواء في حمص والتي باتت وجهًا مماثلًا لسجون النظام.


وأوضح غالي: "خرج نحو 17700 مدني من مخيم الركبان إلى مراكز الإيواء في حمص بحسب ما وثقت الأمم المتحدة"، إلا أن الأمم المتحدة تولت إيصالهم إلى مراكز الإيواء دون ضمانات تأمنهم من جانب قوات النظام، وعاد آخرون إلى مناطق النظام عبر طرق التهريب خوفًا من التعرض للاعتقال.


وأكد: "أن النظام اعتقل 37 من مدنيو مخيم الركبان بعد انتقالهم إلى مراكز الإيواء، وتم نقلهم سجن صيدنايا والمخابرات الجوية، ويواجهون الآن مصيرًا مجهولًا"، ويقيم أكثر من 1500 مدني في المدارس التي حولت إلى مراكز الإيواء، منذ خمسة أشهر، وبحسب مصادر من المقيمين داخل المراكز يمنع النظام السوري خروجهم ويضيق عليهم وإلى الآن لا يعلمون المصير الذي ينتظرهم.


ولم تلتزم قوات النظام بالمهلة الخاصة بالخدمة الإلزامية التي اتفق عليها الضباط الروس وممثلين عن قوات النظام ووجهاء مخيم الركبان، التي تمنع تعرض قوات النظام للمدنيين قبل ستة أشهر من الاتفاق، وبحسب ما قال عماد غالي لـ "ليفانت": "إن قوات النظام لم تلتزم ببنود الاتفاق، وقامت بسحب عشرات الشبان للخدمة في صفوفها، حيث تم توثيق مقتل 15 شخصًا شاركوا إلى جانب قوات النظام في حماة، إلى جانب مقتل إثنين من المدنيين كانوا يقيمون في المخيم بعد عودتهم إلى مناطق النظام نتيجة قصف إسرائيلي لمطار الشعيرات.


وخرج مئات الشبان نحو الشمال السوري، عبر طرق خطرة ووعرة، تعرض حياتهم للخطر، مما يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل ضباط النظام والمهربين، وتستخدم الدراجة النارية الوسيلة الوحيدة للنقل في عمليات التهريب، وبحسب ما أكد عماد غالي" فقد نحو 150 شابًا في المنطقة وأغلبهم قتلوا واعتقلوا، من قبل قوات النظام السوري.


وقال خالد العلي ناشط إعلامي في مخيم الركبان لـ "ليفانت"، "يفتقر مخيم الركبان للمواد الغذائية والأدوية، مما يشكل كارثة إنسانية بحق الأطفال والنساء"، ويتم إدخال المنتجات الغذائية عبر طرق التهريب من مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك عبر تعاون بعض المهربين مع ضباط في صفوف النظام يتقاضون رشاوي باهظة مقابل إدخال مواد معينة من المواد الغذائية، وأضاف: "أن النظام السوري ينتهج سياسة التجويع لإرضاخ سكان المخيم في العودة إلى مناطق سيطرته، أو الموت جوعًا، من خلال إغلاق المعابر المؤدية إلى المخيم.


ويعاني مدنيو مخيم الركبان بنقص بالأدوية وحليب الأطفال، حيث أكد العلي خلال حديث لـ "ليفانت": أن الظرف الواحد من حبوب الالتهاب يبلغ ثمنه 3000 ل. س، في حين لا يوجد عمل لدى غالبية سكان المخيم لوقوعهم في منطقة صحراوية لا تصلح للسكن والزراعة والعمل. وكانت الأمم المتحدة قدمت مساعدات إنسانية في 15 فبراير ـ شباط الماضي، عبر قافلة تحمل مواد غذائية من بقوليات وخيم وبطانيات للسكان، ومضى أكثر من ستة أشهر على سكان المخيم دون تلقي أية مساعدات إنسانية.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!