الوضع المظلم
الأربعاء ٠١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • المواطن السوري بين مطرقة الأزمة الاقتصادية وسندان الدوريات التفتيشية

المواطن السوري بين مطرقة الأزمة الاقتصادية وسندان الدوريات التفتيشية
حواجز النظام السوري \ تعبيرية \ متداول

منذ أكثر من 13 عاماً، تعيش سوريا في حالة من الأزمات المستمرة بسبب حرب دمرت كل شيء، وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الشعب السوري، انتشر مقطع فيديو خلال الأيام القليلة الماضية لمواطن يصرخ بحرقة بسبب دورية تفتيش دخلت محله وهددت بمخالفته.

الرجل، الذي يمتلك محلًا لتصليح الأجهزة الكهربائية في وسط العاصمة دمشق، كان يحتفظ في متجره بعلب كرتون فارغة، ومع ذلك، ظنت دورية التموين أنه يبيع قطع تبديل أجهزة جديدة، وهو ما يعتبر مخالفة للقانون ويترتب عليه غرامات في حالة عدم وجود تراخيص.

رغم تأكيد الرجل على أن العلب فارغة وأن متجره مخصص للصيانة فقط وليس للبيع، لم تقتنع الدورية، وبالتالي، انفجر الرجل غضبًا، مؤكدًا أنه صادق وأنه لم يرتكب أي مخالفة. هذا أدى إلى تجمع الناس حوله.

اقرأ أيضاً: اعتقال عضو بحزب كردي بشمال سوريا.. ودعوات للتحالف الدولي للتدخل

وعلى الرغم من محاولات الدورية منعه من تصوير ما يحدث، أصر الرجل على متابعة التسجيل ليتمكن من نشره على حسابه على "فيسبوك"، لإبلاغ المعنيين والحصول على العدالة، وصرخ باللهجة السورية: "معنا سلطة منستفز الشعب.. الواحد بليرة ما عم يسترزق بالشهر كلو"، في إشارة إلى صعوبة الوضع المعيشي في البلاد.

وفي الوقت الذي تلقى فيه الفيديو مئات المشاركات، وتعليقات تطالب بتدخل المسؤولين لمنع تجاوزات الدوريات بحق المواطنين خصوصًا في ظل هذا الوضع الصعب، خرجت وزارة التموين عن صمتها لكن بـ"الإيموجي"!

فقد أصدرت الوزارة بيانًا عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، قالت فيه إنه توضيح من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حول ما حدث مع دورية تموينية داخل أحد محلات الصيانة في مدينة دمشق.

وأضافت الوزارة أن صاحب المحل قام بتصوير الدورية التي كانت تقوم بعملها اليومي وفقًا لأحكام المرسوم التشريعي رقم (😎 لعام 2021، دون توضيح تفاصيل ما حدث داخل المحل.

وتابعت الوزارة أنه تم تشكيل لجنة تحقيق أولية في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق للتدقيق في الواقعة مع المراقبين بشكل فوري، وتم إعداد تقرير أولي من قبل اللجنة، ومن ثم إحالته للوزارة التي كلفت بدورها الرقابة الداخلية لديها للتوسع في التحقيق واستكمال الإجراءات القانونية، وقد تم إيقاف المراقبين الاثنين عن العمل الرقابي لحين صدور نتائج التحقيقات.

وشددت الوزارة على أن صاحب المحل دخل من الخارج دون أن يعلم ماذا تريد الدورية، "وبدأ برمي العلب عن الرفوف داخل المحل مع الصراخ مهددًا عناصر الدورية بنشر الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، علمًا أن ما تحدث به يجافي الحقيقة ولم يكن دقيقًا، ويعاقب عليه القانون بتعطيل عمل الجهات العامة وتشويه صورة موظف دولة والتشهير به أثناء القيام بواجبه، حيث إن المرسوم التشريعي رقم (😎 لعام 2021 أجاز لموظف حماية المستهلك الدخول إلى محل صيانة وفقًا للمادة رقم /34/ من المرسوم التشريعي في معرض تنفيذ أحكامه).

وبناءً على ذلك، تم تنظيم ضبط تمويني بحق المخالف بمخالفة حيازة وعدم إبراز فواتير لمواد مجهولة المصدر، وتم حجز المواد المخالفة، وسيتم إحالة الضبط للقضاء المختص أصولًا.

وطالبت أصحاب الفعاليات التجارية إلى تقديم شكوى بحق أي عنصر تمويني يتصرف خارج ما تمليه عليه محددات وظيفته، ورغم أن البيان أوضح خطأ الدورية وأكد إحالتها للتحقيق، وخطأ المواطن أيضاً، إلا أن ما لفت النظر بالأمر وجود صور "الإيموجي" داخل بيان رسمي.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!