الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • المعارضة التركية تنهي مؤتمرها وسط غياب المعارضة السورية ومؤيدي الأسد

المعارضة التركية تنهي مؤتمرها وسط غياب المعارضة السورية ومؤيدي الأسد
المعارضة التركية تنهي مؤتمرها وسط غياب المعارضة السورية ومؤيدي الأسد

أحمد طلب الناصر


اختتم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، مساء السبت في إسطنبول، مؤتمره الدولي الذي حمل عنوان "الباب المفتوح إلى السلام في سوريا"، بهدف بحث ملف اللاجئين السوريين الذي "أصبح واحداً من أكثر المشاكل المهددة للسلام والأمن في تركيا واستقرار المنطقة" بحسب ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر.


وشارك في المؤتمر الذي انطلق صباح السبت، سياسيون ودبلوماسيون وأكاديميون وصحفيون، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات غير حكومية من داخل تركيا وخارجها. وغاب ممثلو النظام السوري عن المشهد، رغم توجيه الحزب دعوات لهم لحضور المؤتمر، إذ امتنعت السلطات التركية عن منح تأشيرات الدخول لممثلين عن نظام الأسد في سوريا، إلا أن رئيس "جمعية المسيحيين السوريين"، وائل الملاسي، تمكّن من الحضور قادماً من أوروبا.


كما لوحظ غياب مؤسسات المعارضة السورية والعديد من محطات التلفزة والمؤسسات الإعلامية العربية عن حضور المؤتمر رغم تلقيها دعوات رسمية لحضوره، احتجاجاً على دعوة حزب الشعب لممثلي النظام السوري.


وألقى رئيس الحزب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، كلمة الافتتاح التي وجّه من خلالها هجومه المعتاد على الحكومة التركية متمثلة بحزب "العدالة والتنمية" قائلاً بأنها "تسببت في اتساع الحريق نتيجة انتهاج سياسات خاطئة حيال سوريا". وأضاف بأن حزبه "سيعمل من خلال المؤتمر على ترميم العلاقات التركية- السورية".


على الرغم من محاولة المنظمين تناول مسألة اللاجئين السوريين من الجوانب الحقوقية والإنسانية، إلا أن كلمات بعض المشاركين من أعضاء الحزب طغى عليها الطابع السياسي؛ إذ حمّلوا مسؤولية ما يحصل للاجئين السوريين في تركيا إلى سياسات حزب العدالة والتنمية الداخلية وتأخره في معالجة ملفهم، بالإضافة إلى التدخّل التركي المباشر في المسألة السورية من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ولاحقاً في شرق الفرات.


وفي الوقت نفسه، حمّل العديد من المحللين والأكاديميين والصحفيين الأتراك مسؤولية تزايد أعداد اللاجئين وهروبهم نحو تركيا وبقية الدول، إلى الحرب التي يشنّها نظام الأسد بالدرجة الأولى.

وعبّرت الأستاذة الجامعية التركية "باشاك يالجاك" عن هذا بالقول "لا يمكن إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم إلا من خلال إحلال السلام داخل سوريا". كما أشار الخبير العسكري التركي "أحمد يافوز" إلى أن "طالما الأسد ما يزال موجوداً في السلطة فإن اللاجئين لن يرجعوا".


أما المحلل "متين غورجان" فيرى أن الخطوات التي تساعد على إنهاء أزمة اللاجئين تتمثل أولاً في "وقف إطلاق النار ثم تشكيل الدستور ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة، ليحلّ بعد ذلك السلام الذي يمهّد عودة اللاجئين".

وتعاطف غالبية المشاركين الأكاديميين والإعلاميين مع حالة اللجوء السوري بداخل تركيا، ودعوا إلى تفعيل الخطوات اللازمة لأجل تطبيق آليات الانسجام والاندماج والملائمة الاجتماعية بين السوريين والأتراك.

فتطرّقت الناشطة الاجتماعية "سما كارا عثمان أوغلو" إلى أهمية التعليم في حياة السوريين ودعت إلى الاهتمام بتعليم الأطفال داخل المدارس التركية، بالإضافة إلى تأمين فرص تعليم المهن لفئة الشباب من الجنسين.

كما أشارت إلى "أهمية مواجهة إطلاق الأحكام المسبقة ضد السوريين والتي تسببت في تشكيل مفاهيم مغلوطة لحالات اللجوء في الشارع التركي".


أما "باشاك يالجاك" فقد نوّهت في مداخلتها إلى ضرورة "إفهام الشارع التركي بأن السوريين لا يقبضون رواتب من الحكومة التركية وإنما تصلهم مساعدات ومنح من الاتحاد الأوروبي واليونسيف".


"وائل الملاسي" الذي تمّت دعوته كممثل ورئيس لجمعية دينية سورية (المسيحيين السوريين)، فاجأ الحضور بعرض رسالة موجهة من "القيادة القطرية لحزب البعث" يشكر فيها أحزاب المعارضة التركية واصفاً إياها بأنها "شريك تاريخي لحزب البعث"، ثم قام بعرض صورٍ لبشار الأسد يتوسط عائلات ضحايا جيش النظام وأخرى لعائلات أجبرت على توقيع "المصالحات" والعودة إلى "حضن الوطن" بحسب وصفه، ما دفع أحد الإعلاميين الحضور، "سامر الطه"، وهو من اللاجئين السوريين المقيمين في إسطنبول، إلى الاحتجاج والرد عليه قائلاً "هذه صور كاذبة ومفبركة لرئيسك"، ما جعل "الملاسي" يرتبك وينهي مداخلته بسرعة.


وفي ختام المؤتمر، اتفق المشاركون على وجوب تقاسم عبء اللاجئين على الصعيدين الإقليمي والدولي بمشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ومعالجة مظالم الملايين من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في توفير احتياجاتهم الأساسية بسبب الحرب في سوريا، وإزالة جميع الحواجز التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وتشجيع العودة الطوعية اللاجئين بعد جعل سوريا دولة آمنة مرة أخرى ، ووضع خطط واستراتيجيات تركز على التماسك من أجل التكيف مع السوريين الذين سيبقون في تركيا.

العلامات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!