-
المظاهرات في "عبادان" تقضّ مضجع النظام الإيراني.. وحشود من الحرس الثوري لقمع انتفاضة المدينة الجنوبية
كشف نشطاء وإعلاميون إيرانيون أن الفساد لدى النظام الإيراني وصل إلى حدّ منح عناصر الحرس الثوري تراخيص بناء، دون مراعاة للإجراءات الحكومية والأمنية وفق قوانين البناء المتبعة في إيران.
وأضاف النشطاء أن انهيار المبنى في عبادان ما هو إلا استهتار بأرواح المواطنين، الأمر الذي أسفر عن مقتل37 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، في المدينة الواقعة جنوب غربي إيران.
من جانبه، أرسل خامنئي محسن حيدري آل كثير، مندوباً عنه للمنطقة لمخاطبة المحتجين الغاضبين بالقرب من موقع مبنى (ميتروبول) المنهار، والمكون من عشرة طوابق، لكن أبناء المنطقة تجمعوا مساء الأحد، وهتفوا ضده، واصفين إياه بـ "وقح.. وقح!".
اقرأ المزيد: قبائل عربية تنضم إلى احتجاجات عبادان في إقليم الأحواز بإيران
وذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية، ووكالة أنباء (فارس) شبه الرسمية، أن المتظاهرين هاجموا المنصّة التي وضع فيها مسؤولو التلفزيون الرسمي الكاميرات وقطعوا البثّ. وأمرت الشرطة الحشود بعدم ترديد شعارات مناهضة للجمهورية الإسلامية، ثم أمرتهم بالمغادرة، ووصفت تجمعهم بـ "غير القانوني".
عبادان أسقطت نظام البهلوي
ولتوضيح ما جرى في عبادان، اتصلت صحيفة "ليفانت نيوز البريطانية" مع ناصر عزيز، وهو مدير المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، وقد حمل عزيز، النظام الإيراني أسباب الإهمال، والتعامل بقوة السلاح مع المحتجين، مما أثار غضبهم لتمتد التظاهرات لمدن أخرى، متضامنةً مع عبادان.
وأضاف، إلى جانب العنف الذي استخدمته سلطات الاحتلال (النظام الإيراني)، أرسلت "علي شمخاني"، أحد الاشخاص الذين شاركوا في مجزرة الأربعاء الأسود عام 1979 في بداية مجيء الخميني، والذي شارك بقتل المواطنين في مدينتي المحمرة وعبادان.
كما أنّ وجود شمخاني ذي الصيت الإجرامي، في هذا التوقيت له دلالات، ناهيك أن عبادان، تُعد الشريان الاقتصادي للنظام الإيراني، وفيها أنشئت أول شركة نفط في الأحواز. حينذاك أدت احتجاجات عبادان لإسقاط النظام البهلوي، وفقاً للإعلامي الأحوازي.
ويضيف عزيز: "إن لم يستجب النظام الايراني لمحاسبة من ارتكبوا الجرائم بحق المواطنين الأحوازيين، ستستمر الاحتجاجات، وحتى إن انطفأت فتيلتها بهذه المرحلة، سنعيدها سيرتها الأولى حتى سقوط هذا النظام، مؤكداً أن الأحواز ستبقى شعلة للثورة في جغرافيا ما تسمى إيران".
وفي الختام أوضح الإعلامي الأحوازي، أن التنسيق مع الأذريين والأتراك والبلوش والكرد، قائم، وعندما تحصل احتجاجات في أحد مناطق الشعوب غير الفارسية، الكل يتحرك معها ويساندها.
وفي أعقاب انهيار برج عبادان، في 23 أيار/ مايو، أقرّت السلطات بأن مالك البناء ومسؤولين حكوميين فاسدين سمحوا بمواصلة البناء رغم المخاوف من سوء حالة مواد البناء، واعتقلت السلطات 13 شخصاً ضمن تحقيق موسّع في الكارثة، وبينهم محافظ المدينة.
اقرأ أيضاً: إيران.. انفجار يهز مصفاة عبادان للنفط وجرح 3 عاملين
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية‘ إن 3 جثث أخرى انتشلت من أنقاض البرج، ليرتفع عدد القتلى إلى 37 وما يزال البحث عن المزيد من الأشخاص تحت الأنقاض.
وبعد انهيار المبنى، قال محافظ خوزستان، صادق خليليان: "في البداية، تم إصدار رخصة بناء من 6 طوابق للمبنى، ولكن مع مرور الوقت، تمت إضافة 3 طوابق وطابقين على مرحلتين".
وشدّد على أن "متروبول" لم يتم بناؤه بالكامل بعد، وأن عملية البناء كانت مستمرة.
كما قال رئيس منظمة النظام الهندسي في البلاد، حمزة شكيب، إن بلدية عبادان أصدرت رخصة بناء "متروبول" دون إبلاغ النظام الهندسي.
وفي نفس السياق، أعلن رئيس لجنة الإعمار في البرلمان، محمد رضا رضائي كوتشي، أن بناء "متروبول" كان يجري "بشراكة بين البلدية ومجموعة عبد الباقي"، وأن البلدية لها "مصالح" في المشروع.
وقال إن النظام الهندسي طلب، مراراً، من البلدية وقف المشروع، وأبلغ المحافظ والنائب العام بالمخالفات.
الأعداد أكبر مما يدعيه النظام
وتعليقاً على مظاهرات عبادان، يقول عباس الكعبي، رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) في حديثه لـ "ليفانت نيوز"، إن في هذه الأيام من كل عام ينتفض الشعب الأحوازي، وبمساندة من القوميات الأخرى ضد النظام الإيراني المصطنع، إذ تتقاطع الاحتجاجات الحالية مع ذكرى مجزرة المحمرة الشهيرة، والتي راح ضحيتها 400 شخصاً آنذاك.
ويضيف، أنه لطالما كانت الأحواز المحرك لاحتجاجات الشعوب في الجغرافيا الإيرانية، لكن ما حدث في عبادان، هو أن المدعو حسين عبد الباقي، وهو من منظمة خاتم الأنبياء التابعة للحرس الثوري الإيراني، قام بتشييد بناء يفوق العدد المحدد من البلدية وهو 6 طوابق، ويضيف أن عدد العمال الذين يعملون في هذا البناء الضخم قرابة 400 عامل.
ويؤكد الكعبي، أنّ ما حدث يعتبر مجزرة بكل المقاييس، ورواية النظام الإيراني والأعداد التي يصدرها للإعلام غير صحيحة على الإطلاق، إذ أن كل من اتصل بهم داخل عبادان، قالوا إن أعداد الضحايا كبير جداً، وهناك من هم تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم حتى اللحظة.
اقرأ أيضاً: إيران: حريق بمصفاة عبادان وشكوك بهجمات سيبرانية
وتعتبر مدينة عبادان، من أكثر المدن خضاراً بسبب احتوائها للغابات والمياه وفيها مصفاة نفط، وعلى الرغم من كل تلك الموارد التي تحيط بالمدينة إلا أن شعبها يعيش فقراً مدقعاً، بسبب إهمال وفساد النظام الإيراني وعدم إيلاء عبادان أي أهمية، بسبب مناهضة شعبها للنظام ورفضه لكل الممارسات الهمجية بحق أبنائها، بحسب رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز.
ويضيف الكعبي: "بالرغم من كل التحذيرات للمدعو حسين عبد الباقي، مالك البناء المنكوب، إلا أنه لم يلقِ بالاً لحياة مئات الناس الذين يعملون ويراجعون المبنى، وأصرّ على إكمال العمل في البناء حتى حدث ما حدث، وتضرر الكثير من أهالي عبادان".
ومن الواضح، بحسب الكعبي، "أن النظام الإيراني يحشد قواته ضد المدينة، الأمر الذي قد يلقى مقاومة وثورة شعبية كبيرة، فحالة الغليان في المدينة وصلت لدرجة كبيرة، لكن بالمقابل نخشى من استخدام النظام الإيراني لآلة القمع والقتل التي اعتاد عليها خلال عقود من حكمه".
ويختم عباس الكعبي حديثه بالقول: "إن الشعوب والقوميات على الجغرافية الإيرانية، متعاطفين جداً مع احتجاجات عبادان، وقد يمتد الحراك إلى مدن وأقاليم أخرى. مما دعا النظام الإيراني لقطع الإنترنت عن المدينة كي لا تتأثر المدن المتعاطفة وتحصل مواجهات مع القوات الأمنية التابعة للحرس الثوري الإيراني المصنّف على لوائح الإرهاب الدولية.
ليفانت - خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!