الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
المرأة العربية وجائحة كورونا
رقية العلمي

كما كل عام يحتفل العالم وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في الثامن من مارس، باليوم العالمي للمرأة، لكن يبدو أن هذا العام مختلف، حيث ألقت أزمة كورونا ظلالها على هذا الحدث، ولمواكبة الهم العالمي المُستجد الذي فرضته الجائحة، اختير موضوع اليوم العالمي للمرأة لعام 2021: "المرأة في القيادة مستقبل متساوٍ في عالم كوفيد-19". المرأة العربية


وسيتضمن هذا اليوم، وفقاً للرسمي الأممي، إشارة للجهود الهائلة التي تبذلها النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم في تشكيل مستقبل أكثر مساواة والتعافي من جائحة كورونا. وبينت هيئة المرأة التابعة للأمم المتحدة، بأن النساء وقفن في الخطوط الأمامية في مكافحة كورونا، سواء في مجال الرعاية الطبية أو المنظمات المجتمعية والقياديات، حيث أظهرت القيادات النسائية والمنظمات النسائية مهارتهن ومعارفهن وشبكاتهن للقيادة الفعالة في جهود الاستجابة لكوفيد-19 والتعافي منه.


نسلّط الضوء في السياق على واقع المرأة العربية التي أبلت بلاءً حسناً في مواجهة الجائحة وعملت مع الجيش الأبيض وفي الخطوط الأمامية لجهة الطب والتمريض والأبحاث العلمية والتطوع الإرشادي والوصول إلى أكبر عدد من السكان الأقل حظاً بهدف التوعية وتوزيع المعقمات.


مبادرة قصتي في زمن الكورونا


في الأول من فبراير 2021، أعلنت لجنة المرأة العربية، إدارة المرأة والأسرة والطفولة، أحد أفرع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عن إطلاق مبادرة عربية: "قصتي في زمن الكورونا "


تهدف المبادرة لإلقاء الضوء على الدور الذي تلعبه النساء والفتيات في مواجهة وباء كورونا المستجد، وتوثيق صوت المرأة العربية وقصصها تحت هاشتاغ "#إحكي_قصتك" ونشره من خلال الموقع الإلكتروني للأمانة العامة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لحضّ السيدات على مشاركة قصصهن والمواقف المتميزة والشجاعة للنساء والدور الحيوي والأساسي في مواجهة تفشي الفيروس في جميع الدول العربية.


وحسب ما أوضحه بيان الجامعة العربية، بأن الآثار السلبية الناتجة عن الجائحة قد انعكست على النساء بشكل أكثر حدة، حيث تضاعف حجم المشكلات الناتجة عن تعمق فجوة عدم المساواة بين الجنسين. كما كشفت الأزمة عدم جاهزية بعض المجتمعات للقيام بالمشاركة الاجتماعية بشكل يهدد المكاسب المحدودة التي حققتها المرأة خلال العقود الماضية.


النساء هن المتحملات لأعباء الرعاية الأسرية، بشكل أساسي، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من النساء المعيلات لأسرهن، والنساء في قطاع العمل غير النظامي هن الأكثر تأثراً اقتصادياً. وجودهن في الصفوف الأولى لحماية المجتمع، خصوصاً أنّ النساء يشكلن 70 في المائة من نسبة العاملين في قطاع الرعاية الصحية. وفي كثير من الأحيان تضاعف العنف المنزلي ضد المرأة خلال فترات الحجر الصحي.


الحق في الصحة والعلاج:


حسب التقارير الصادرة عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) حول جائحة كوفيد-19، تتعرّض المرأة في العديد من البلدان العربية لمخاطر صحية وعوامل تهدّد صحتها:


الأكثر قابلية للإصابة بفيروس كورونا وانتقال العدوى لهن فئة الممرضات والقابلات القانونيات وموظفات الدعم.


تحويل الموارد المالية لاحتواء تفشي الجائحة سيشكل صعوبة حصول المرأة على الخدمات الصحية، بما في ذلك الصحة الإنجابية.


في ظلّ القيود المفروضة على التنقل في بلدان عربية عديدة، ستكون احتياجات المرأة أثناء الحمل والمخاض والولادة والنفاس تحدياً جسيماً، نظراً على أنّ معظم الاستشارات تجرى في المراكز الطبية والمستشفيات.


في بعض الدول العربية الرازحة تحت ظروف اجتماعية واقتصادية خانقة، غالباً ما تتولّى النساء والفتيات من دون أجر توفير الخدمات اللازمة للصحة الجسدية والذهنية والعاطفية لمن يعولون على رعايتها من أفراد الأسرة، مثل: الأطفال وكبار السن والمرضى والأشخاص ذوي الإعاقة، وتقع هذه المسؤولية عليهن، نظراً إلى أنّ عُشر إلى ثلث الرجال لا يشاركون في العمل المنزلي.. ومع استمرار حالات الإغلاق، بما يشمل إغلاق المدارس، يتفاقم عبء هذا العمل عليهن، مما قد يؤدي إلى إرهاقهن عاطفياً وجسدياً، والتأثير على مناعتهن ضد الأمراض، ويزيد من خطر إصابتهن بجائحة كوفيد-19.


صحة اللاجئات في المخيمات


ورد في التقرير الختامي الصادر عن اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس العربي للسكان والتنمية، 21 ديسمبر 2020، بأنّ تداعيات جائحة فيروس كورونا ستتفاقم على اللاجئات والنازحات، والتي لا تقتصر فقط على خطر تعرضهن للإصابة بالعدوى، وإنما تمتد لزيادة العنف والاستغلال والاعتداء الجنسيين ضدهن.


كما أنّ النساء والفتيات في مجتمعات اللاجئين والنازحين داخلياً، في المنطقة العربية، يعانين بالأصل كذلك من مخاطر صحية وغالباً ما يتعذر عليهن الاستفادة من الخدمات الصحية ومرافق الصرف الصحي المناسبة، حيث ستزداد هذه العقبات والتحديات نتيجة الجائحة، مبينة أنّ 80% من اللاجئين واللاجئات والنازحين والنازحات، داخلياً وخارجياً حول العالم، يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، والتي تعاني الكثير منها من ضعف في أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي وتحتاج إلى دعم عاجل.


هذا، وتستضيف المنطقة العربية ما يقارب نصف إجمالي اللاجئين، على المستوى العالمي، بما في ذلك حوالي 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عمل الاونروا.


الأسيرات الفلسطينيات


تعاني الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية من أوضاع معيشية غاية في الصعوبة، وظروف قاسية تضاعفت في ظلّ تفشي وباء كورونا، حيث إنّ إدارة السجون لم تتخذ أية إجراءات وقائية ضد الفيروس، بل زادت من الممارسات القمعية:


منع الأسيرات من شراء أصناف كثيرة من مقصف السجن، من ضمنها مواد التنظيف، الأمر الذي يشكل خطراً على صحتهن، وحظر عوائلهن من الزيارة بدعوة مواجهة فيروس كورونا وعدم انتقاله للسجون، مما يعني عدم توفير احتياجاتهن من المعقمات والمطهرات الوقائية.


تواجه الأسيرات انعدام توفير للإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة الوباء، خاصة أنّه تم تسجيل إصابات كبيرة بفيروس كوفيد- 19 المُستجد بين السجانات وطواقم الحراسة، وهذا يشكل خطراً مباشراً لانتقال العدوى بالفيروس.


الإهمال الطبي المتعمد والممنهج، وذلك بعدم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة الخاصة بكورونا والمماطلة في إعطاء اللحاقات وإهمال تعقيم السجن وغرف الأسيرات.


وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قد طالبت المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق وتقصٍّ حول الأوضاع الصحية التي يعيشها الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال خلال جائحة كورونا.


ودعت الوزارة في بيان لها تم نشره في منتصف يناير 2021، دعت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية لاتخاذ ما يلزم لإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بتحمل مسؤولياتها وواجباتها اتجاه الأسرى وحمايتهم من الأمراض.


ما تعاني منه الأسيرات في سجون الاحتلال من انتهاكات لحقوقهن الإنسانية هي ذات المعاناة متماثلة تطال الأسير الفلسطيني، إلا أنّ هنا السياق ركز على المرأة الفلسطينية لمناسبة اليوم العالمي للمرأة. المرأة العربية



رقية العلمي


ليفانت ـ رقية العلمي  ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!