المخترع السوري مجد أبا زيد يطوّر طريقة للكشف المبكر عن الزهايمر

ليفانت- نور مارتيني

ذلك المرض الذي يلتهم الذاكرة والذكريات، ويقوّض علاقاتك بمن حولك ويحوّلهم إلى صور ومشاعر تجتاحك، لكن بلا تاريخ؛ الزهايمر الذي يتلف الخلايا الدماغية فيعيد المريض طفلاً يحاول استقراء ملامح الأشخاص للبحث عن شعور بالأمان، لا تساعده الذاكرة المهترئة على الوصول إليه..

وعلى الرغم من الأبحاث الكثيرة التي أجريت للبحث عن أبسط السبل، لتخفيف معاناة مرضى الزهايمر وذويهم، غير أن العلم ما زال قاصراً عن إيجاد علاج لهذا المرض، أو تخفيف معاناة المريض، فضلاً عن معاناة من حوله.

ويصنّف الزهايمر على أنه اضطراب تدريجي يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ (التدهور) وموتها، حيث أن داء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخَرَف، وهي حالة تتضمن انخفاضاً مستمرّاً في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلباً في الشخص وقدرته على العمل بشكل مستقل.

الشاب السوري مجد أبا زيد، تمكّن من الحصول على براءة اختراع تتعلّق بطريقة رياضية قائمة على الذكاء الاصطناعي، تساعد على الكشف المبكر عن مرض الزهايمر، وأمراض أخرى، ويمكن استخدامها بمجالات مختلفة غير الصحة.

كيفية التوصل إلى الطريقة..ومجالات تطبيقها

المخترع السوري الشاب مجد أبا زيد، تحدّث لـليفانت نيوز عن أهمية الاختراع، وكيفية التوصل إلى الكشف عن هذه الطريقة، فضلاً عن المجالات التي يتيحها الكشف عن هذا الاختراع، فيقول: “اختراعي هو طريقة قائمة على علم المعلومات والذكاء الاصطناعي، باستخدام إشارات الدماغ الكهربائية EEG”، ويتابع: “أثبت الطريقة فعالية في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر، وأمراض أخرى من خلال تطبيقها، على قاعدة معطيات أعطاني إياها مستشفى فرنسي منخرط بالبحث العلمي، ولكن يجب تطبيق الاختراع في الظروف العملية في مشافي أخرى، خارج مراكز البحث العلمي للتأكد من فعالية الاختراع، وهذا مرتبط بتطور تقنيات التقاط الإشارات الكهربائية للدماغ EEG؛ الأمر الذي سيسمح للكوادر الطبية زيادة الاعتماد على ال EEG للكشف عن الأمراض وتشخيصها”.

كما أشار أبا زيد إلى أننا “نشهد في السنين الأخيرة تطوراً مهماً في هذا المجال، وبعض المشفيات قد بدأت فعلاً باستخدام ال EEG، بعد الدراسات العلمية الكثيرة التي تؤكد فعالية ال EEG”.

أهمية الاختراع..تخفيف معاناة مرضى الزهايمر

يرى مجد أبا زيد أن “أهمية الكشف المبكر عن مرض الزهايمر، هي أنه في وقتنا حالي لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، وكل الأدوية وظيفتها وقف تدهور حالة المريض، وهي غالية الثمن ولها أعراض ثانوية لا يستهان بها”.

ويتابع: “انا قمت بدراستي في فرنسا، حصلت على ليسانس هندسة ثمّ درست ماجستير بحث علمي في مجال علم المعلومات والذكاء الاصطناعي لمدة سنتين، ثمّ عملت لمدة سنة كمهندس بحث علمي في جامعتي” لافتاً إلى أنّه “خلال هذه السنة، قمت لأول مرة بنشر أوراق بحث علمية، وكانت في مجال القياسات الحيوية والتواقيع الالكترونية، ثم بدأت دراسة الدكتوراة بعنوان (طرق جديدة للكشف المبكر عن الأمراض العصبية عن طريق الذكاء الاصطناعي وعلم المعلومات باستخدام إشارات الدماغ الكهربائية EEG)”.

اقرأ المزيد: هل يمكن وقف مرض الزهايمر؟

وحول المدة التي استغرقها البحث يقول: “بعد ثلاثة شهور من العمل بالدكتوراة وجدت فكرة الاختراع بمساعدة مشرفتي في الدكتوراة وشريكتي في براءة الاختراع الدكتورة نسمة حوماني، وهي من أصل جزائري، ثم اخذت الأمور الإدارية حوالي ستة شهور إلى أن حصلت على الموافقة من المركز الأوروبي للاختراعات”، ويؤكّد أن “العوامل المساعدة هي ظروف البحث العلمي في فرنسا التي تحترم الباحث، وتقدّم له الجو المناسب للإبداع، فريق الدكتوراة ايضاً من اهم العوامل المساعدة للإشراف على دراستي وتوجيهي، وأيضا إعطائي هامشاً مقبولاً جداً من الحرية، لأختبر أفكاراً جديدة”.

كما لفت المخترع السوري مجد أبا زيد إلى أنّ “الخطوة التالية هي تسجيل براءة الاختراع في المركز الأمريكي، لكي تصبح براءة اختراع عالمية بدل من أوروبية، وأيضا الانتهاء من دراسة الدكتوراة المرهقة جداً ، أنا حاليا طالب دكتوراة سنة أولى في معهد Polytechnique de Paris، وبقي لي سنتان للحصول على درجة الدكتوراة”.

أهمية ما قام به الباحث الشاب تنبع من كونه فتح آفاقاً جديدة لعلاج واحدٍ من أمراض العصر، التي يعاني بسببها الملايين، ليس بسبب المرض فقط، بل بسبب تبعاته التي يتأثر بها محيط المريض الأسري والاجتماعي، والذي يرتّب عليهم أعباء ثقيلة، وتجعلهم يعيشون عواقب هذا المرض، في ظلّ قصور العلم عن إيجاد طريقة لوقف تدهور أوضاع المرضى..