الكولاجين.. مفتاح بقاء الشباب بجانب فوائده الصحية

إن ينبوع الشباب هو مجرد خرافة، بيد أن الكولاجين ربما يكون الترويج لمنتجات ومكملات الكولاجين هي ما يكون لـ"حلم الشباب الدائم"، حيث يوجد بالفعل أشكال وأنواع متعددة من منتجات الكولاجين سواء حبوب أو مساحيق أو سوائل أو الصمغ، وبالطبع تحتوي حملات الترويج لها وعوداً ببشرة وأظافر أفضل، وأن الكولاجين هو مفتاح البقاء شاباً، ناهيك عن فوائده الصحية في القناة الهضمية.

ولكن وفق ما ورد في تقرير عرضه موقع CNET، فإنه من المهم فهم ماهية الكولاجين ودوره في الجسم قبل الانسياق أو الاستجابة لتلك الدعايات، بالأخص أن الخبراء يوصون بأنه من الأفضل لك الحصول على الكولاجين من الأطعمة التي تتناولها.

والكولاجين هو البروتين الأكثر وفرة في الجسم، وبالتالي فهو مهم إلى حد ما في الحفاظ على وظائف الجسم، يبين اختصاصي التغذية وخبير التغذية توني كاستيلو أن أفضل طريقة للتفكير في الكولاجين هي "كغراء لتثبيت الأشياء معًا".

مضيفاً إنها لبنة البناء الرئيسية للأوتار والأربطة والعظام والعضلات والجلد، كما أنه يساعد جسمك على إعادة بناء نفسه بعد الإصابات، خاصة في مواقع مثل الأوتار والأربطة والعضلات، أي أن الكولاجين يساعد في الحفاظ على جسمك متماسكاً.

وينتج الجسم الكولاجين عن طريق الجمع بين الأحماض الأمينية، تستعمل العملية كذلك فيتامين C والزنك والنحاس، لذلك يمكن تمكين إنتاج الكولاجين الطبيعي عن طريق تناول نظام غذائي متوازن.

ومع تقدمنا في السن، تبدأ أجسامنا بشكل طبيعي في إنتاج كمية أقل من الكولاجين، في حين أن التجاعيد والأوجاع هي جزء من عملية الشيخوخة، فربما يطرأ تساؤل عما إذا كان انخفاض الكولاجين هو السبب في أمراض الشيخوخة.

ويذكر كاستيلو إن العلامات التالية تلفت إلى أن الشخص ربما يكون لديه مستويات منخفضة من الكولاجين:

• قلة مرونة الأربطة والأوتار

• التجاعيد على الجلد

• ضعف العضلات

• تلف الغضروف أو آلام المفاصل

• مشاكل الجهاز الهضمي الناتجة عن ترقق بطانة الجهاز الهضمي

وبالطبع، إذا أثرت أي أعراض جسدية بشكل كبير على جودة الحياة، فسيحتاج الشخص إلى مراجعة طبيب، بيد أنه إذا كان يرغب فقط في الحصول على بشرة أكثر نعومة وقليلاً من النشاط في خطواته، فيمكن أن يكون من المفيد النظر في كيفية زيادة مستويات الكولاجين.

ورغم أنه يمكن بالتأكيد محاولة إنتاج المزيد من الكولاجين بشكل طبيعي، ربما يستفسر البعض في هذه المرحلة عما إذا كانت مكملات الكولاجين الحديثة وعلاجات الجلد تعمل بالفعل، فإن الإجابة ربما تكون غير مرضية وهي أن مكملات الكولاجين تحقق النتائج نوعاً ما.

ويذكر كاستيلو إن الدراسات توصلت إلى أن مكملات الكولاجين يمكن أن تساهم في التئام الجروح وشيخوخة الجلد، بجانب زيادة مرونة الجلد وترطيبه، بيد أنها مجرد نتائج أولية، أي أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد فعاليتها، ونبّه كاستيلو في هذا الصدد لتوخي الحرص عند البحث عبر الإنترنت، مبيناً أنه يجري إجراء العديد من الدراسات من قبل الشركات التي تصنع مكملات الكولاجين، لذلك لا يمكن أن يتسم الكثير منها بالدقة اللازمة.

من جهة ثانية، لا يجد كاستيلو أي سبب مقنع للاستثمار في علاجات الجلد المصممة لزيادة الكولاجين، غالباً ما يكون لهذه العلاجات ثمنا باهظا، ومعظم الأبحاث الداعمة غير حاسمة في أحسن الأحوال.

ويبين أن هناك بعض العلاجات التي تستحق التجربة، حيث أظهرت بعض الدراسات أن الوخز الدقيق (الذي يقال إنه يزيد الكولاجين) يمكن أن يعالج تندب الوجه وعلامات التمدد، فيما يبدو أن العلاج بالموجات فوق الصوتية فعال إلى حد ما لشد ورفع عضلات الوجه، ولكن تعتبر نتائج البحث غير نهائية أو حاسمة بشكل نهائي لذا ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أنه يمكن الحصول على نتائج مماثلة من المصادر الطبيعية علاوة على أن هذا البحث يعد بعيدًا عن أن يكون نهائيًا.

ويمكن بالتأكيد اتباع نهج أكثر طبيعية لزيادة الكولاجين، وتعتبر الطريقة الأكثر فعالية هي اتباع نظام غذائي متوازن، عندما ينتج الجسم الكولاجين، فإنه يستعمل الأحماض الأمينية وفيتامين C والزنك والنحاس، للحصول على الأحماض الأمينية الضرورية، يقول كاستيلو إنه يمكن تناول البيض ومرق العظام والفاصوليا واللحوم للحصول على البرولين والغليسين، على وجه التحديد، والفواكه الحمضية والتوت والفلفل لتعزيز فيتامين C، يردف كاستيلو أن تناول اللحوم والمحار والمكسرات والحبوب الكاملة والفول يمنح الجسم كميات مناسبة من الزنك والنحاس.

وينصح كاستيلو أنه إذا كان يتوجب اختيار طعام واحد فقط لزيادة مستويات الكولاجين، فينبغي أن يكون مرق العظام، شارحاً أنه عندما ينضج اللحم البقري أو الدجاج أو عظام السمك في الماء، فإن الكولاجين والمعادن الأخرى تتسرب إلى الماء، مما يوفر سائلاً لذيذاً وغنياً بالعناصر الغذائية.

ليفانت-وكالات