-
القصف يُجبر تجار مورك على نقل سوق "الفستق الحلبي" لشمالي إدلب
بسام الرحال – إدلب:
تعتبر مورك في ريف حماة الشمالي الخزان الرئيسي للفستق الحلبي في سوريا، حيث تحتل أشجار الفستق المساحة الأكبر من أراضيها المزروعة، والتي تعرضت خلال السنوات السابقة لانخفاض كبير في الإنتاج نتيجة حملات القصف التي يشنها النظام السوري على المدينة ومحيطها، كما أن نزوح السكان أدى لضعف أو عدم تقديم الحد الأدنى من الخدمات الزراعية للمحصول.
يعد الفستق الحلبي من أهم المواسم الرئيسية التي يعتمد عليها السكان في بلدات ريف حماة الشمالي، إذ كانت مدينة مورك تتغنى بسوقها الشهير بالفستق الحلبي، والذي يزيد عمره على 50 عاماً، لكنها اليوم تواجه عدة صعوبات وتحديات في الاعتناء بالمحصول وقطافه وتصريفه نتيجة الوضع الأمني الذي تمر بها المنطقة عقب التصعيد العسكري من قبل النظام وروسيا على الشمال السوري، إلا أن المردود الجيد من تلك الزراعة دفع الأهالي لإيجاد حلول بديلة تمثلت بنقل سوق التصريف إلى ريف إدلب الشمالي الذي يعد أكثر أماناً.
قطاف قبل السرقة و3 ساعات فقط لجني المحصول
يبدأ الفلاحون عادة قطاف محصولهم من الفستق في بداية الأسبوع الأول لشهر آب من كل عام، إلا أن الواقع الأمني المتردي وعمليات القصف اليومية، بالإضافة للسرقات التي تتعرض لها المنطقة، دفع الأهالي لجنى محاصيلهم في وقت مبكر قبل اكتمال النضوج.
وقال "مهند العمر" أحد المزارعين في مدينة مورك لـ "ليفانت": "أعمل كناطور في بستان للفستق الحلبي لأحد أبناء مورك لحماية المحصول مقابل مبلغ من المال اتفقنا عليه مسبقاً، وذلك بعد عمليات سرقة المحاصيل من قبل ضعاف النفوس الذين استغلوا نزوح السكان لمناطق أخرى وخلو المدينة من الأهالي، بالإضافة للاعتناء بالأشجار من الحشرات الضارة وخصوصاً من حشرة الزيات (الباسيلا) التي تحتاج إلى مراقبة والعمل على القضاء عليها فور ظهورها على الأشجار بالمبيدات الحشرية".
وأضاف "العمر" أن "عمليات قطف الموسم تتم خلال 3 ساعات في اليوم فقط، وذلك من الساعة الرابعة فجراً وحتى الساعة 7 صباحاً بسبب توقف القصف في هذه الأوقات وخلو الأجواء من الطيران الحربي والاستطلاع التابعة للنظام الذي يعمل على استهداف المزارعين في البساتين"، مشيراً إلى أن "هناك العديد من المزارعين قتلوا في قصف سابق أثناء قطفهم للمحصول".
ضعف في المحصول
بدوره، أوضح "ناصر الشفيع" من مدينة مورك ويملك بستان للفستق الحلبي أن "قصف النظام السوري تسبب باحتراق عشرات الهكتارات من مزارع الفستق، كما أن العديد منها تبقى دون جني محصولها بسبب قربها من حواجز قوات النظام، وتتفاوت أسعار العمال بحسب طبيعة الأرض وقربها أو بعدها عن أماكن القصف، حيث تتراوح أجرة القطاف بين 2000 ليرة سورية إلى 5000 ليرة سورية للساعة الواحد، ويتم نقل المحصول عن طريق الدراجات النارية إلى أماكن أقل خطورة بسبب استحالة دخول السيارات إلى تلك المناطق التي تعد هدفاً مباشراً لدبابات ومدافع النظام المنتشرة حول المنطقة".
وحول كمية المحصول هذا العالم أوضح "الشقيع" أن الكميات تراجعت 80% مقارنة بالعام الماضي الذي شهد حينها هدنة وتوقف للقصف والمعارك بين النظام والمعارضة"، منوهاً أن "الأرض الذي يملكها والتي تبلغ مساحتها 15 دونم أنتجت 3 طن من الفستق الحلبي العام الماضي، في حين كان الإنتاج هذا العام 300 كيلو غرام فقط".
انتقال سوق الفستق الحلبي من حماة إلى إدلب
"كان يعد سوق مورك أهم سوق في الشرق الأوسط بالنسبة لإنتاج الفستق الحلبي وقدرة استيعابه في السابق تقارب 400 طن يومياً وكان يشتهر بتسويق بضاعته إلى دول عديدة، بحسب "محمد الحسن"، أحد تجار الفستق في السوق.
وأضاف أنه "بعد أن تدمر السوق بفعل القصف التي تعرض له نتيجة عدة حملات عسكرية استهدفت المدينة من النظام السوري، أصبح المزارعون ينقلون المحصول إلى قرية (الغدفة) شرقي مدينة معرة النعمان، بالإضافة لانتشار تجار على الأوتوستراد القريب من مورك يعملون على شراء المحاصيل ذات الكميات القليلة التي لا يرغب أصحابها ببيعها في السوق لبعده عن مورك أو خوفاً من استهداف الطيران للتجمعات، حيث ينقل بعدها التجار هذه الكميات إلى مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي التي تعتبر منطقة آمنة وبعيدة عن العمليات العسكرية والقصف، ويتم بيع قسم منه هناك وتصدير القسم الآخر إلى خارج سوريا عن طريق تجار سوريين مقيمين في تركيا".
وأوضح "الحسن" أن "الواقع الأمني دفع الأهالي لجني محاصيلهم قبل اكتمال النضج، وتسمى هذه الفترة التي تبدأ في منتصف شهر آب بموسم اللب الأخضر أو (العجر)، لأن لون اللبّ في هذه الفترة يكون أخضر فاتح، ولم يصل إلى النضوج الكامل، ويستخدم هذا النوع في الحلويات والبوظة، ويباع الكيلو غرام واحد من هذا النوع بسعر 1400 ليرة سورية في حين إذا ترك حتى منتصف شهر أيلول وهي مرحلة قطاف الفستق الناضج فيس يباع الكيلو غرام الواحد بسعر 2500 ليرة سورية".
القصف يُجبر تجار مورك على نقل سوق "الفستق الحلبي" لشمالي إدلب
وكانت مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الفستق في مورك "مدينة الذهب الأحمر" كما يسميها أهالي المدينة تبلغ 4 آلاف هكتار، وتقدّر عدد أشجار الفستق الحلبي فيها بنحو 800 ألف شجرة، منها نحو 750 ألف شجرة مثمرة، وفق إحصائيات سابقة للمجلس المحلي في المدينة، بكمية إنتاج تصل إلى 40 ألف طن سنوياً، من أصل 63 ألف طن في كل أنحاء سوريا، لتساهم مورك بنسبة 63 % من إنتاج الفستق الحلبي في سوريا.
القصف يُجبر تجار مورك على نقل سوق "الفستق الحلبي" لشمالي إدلب
القصف يُجبر تجار مورك على نقل سوق "الفستق الحلبي" لشمالي إدلب
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!