الوضع المظلم
الجمعة ١٩ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • الفقر والقلق والتفرقة بين الجنسين في أدب الطبقة العاملة الأسكتلندية

الفقر والقلق والتفرقة بين الجنسين في أدب الطبقة العاملة الأسكتلندية
صورة تعبيرية. مصدر: marxist.com

ترجمات ليفانت


يقدم دوجلاس ستيوارت قائمة قراءة رداً على "تأثير غلاسكو"

كانت نشأتي في بيت لم يدخله كتاب وهو أمر طبيعي جداً في ذلك الوقت وذلك المكان. كان العمال من حولي يكسبون خبز يومهم من تطويع الفولاذ أو ربما بناء سفنٍ للأثرياء أو نقبَ الأرض لاستخراج قلبها الأسود "الفحم".

ثم جئنا نحن الأبناء لنخلف آبائنا في ذلك. ركلنا أشياء كثيرة أولها كرة القدم وتابعنا وركلنا بعضنا البعض. ومع مرور سنين أعمارنا كان لدينا القليل من الوقت للكتب. سعينا للحصول على التدريب المهني أو تعلم حرفة ما. كنا فخورون وكنا مفيدين.

لكن الحكومة المحافظة الحاكمة لم تلقِ بالاً للفقراء الكادحين الشرفاء. فشرعت في خصخصة معظم المصانع لتحرم الطبقة العاملة المؤممة من كل دعم. وبالنتيجة قضت مارجريت تاتشر على المواطن العامل.


اجتاحت سياسة تاتشرجميع القطاعات الثقيلة من الساحل الغربي لإسكتلندا خلال جيل واحد متجاهلةً أن الحكومة ليست قريبة من الشعب بل بينهما مسافة تقاس بعدة طبقات اجتماعية. فذهب الفولاذ وبناء السفن والفحم هباءً. فتقطعت السبل بهؤلاء الرجال وصاروا والبطالة رفاق درب طويل. لقد أخصتهم امرأة وألقت بهم في براثن أرائكهم التي لا يملكون ثمنها.

في السبعينيات والثمانينيات كان الساحل الغربي لإسكتلندا مكاناً يعج بالبطالة الجماعية والبيوت المتهالكة والأمراض. وكان انعدام الفرص إيذاناً بدخول عقود من تعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات، مما أدى إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع إلى بعض أدنى المستويات في أوروبا الغربية.

يتحدث "تأثير غلاسكو" عن تلك العوامل الخافية التي تقلل متوسط العمر المتوقع للرجل بناءً على مخطط الإسكان الذي يعيش فيه. حتى اليوم سيموت رجل من الطبقة الدنيا غير المستقرة في غلاسكو قبل 11 عاماً تقريباً من رجل ما يزال لديه وظيفة وحفنة من الأمل.

من الصعب أن تجد شيئاً إيجابياً في هذا الحرمان، ولكن إذا أَمْعَنَا النظر فيه قد نجد أن الظروف نفسها جهزت الأرض وأخصبتها لميلاد بعض من أروع التحف الأبدية على الإطلاق.

لم أتذوق متعة القراءة إلا متأخراً. إذ عندما تعيش وتكبر وسط هذه الظروف سيكون صعباً عليك إيجاد ذلك السلام الداخلي الذي يقودك إلى عالم الكتب. نعم الكتاب ملجأي ومأواي، ولكني لم اكتشف القوة الحقيقية للكلمات إلا عندما بدأت أرى عالمي أنا وقومي أنا من ذُكروا في كتب جاءت قبلي.

قد تكون الكتب نافذة أمل وحلم ومدرسة في نفس الوقت، ولكنها أهم من ذلك بكثير، إنها سجلٌ أننا ومن سار سيرنا وعانى مثلنا موجودون وأصحاب كيان.

إليكم الكتب التي جعلتني أشعر أنني موجود:

تأخرنا كثيراً وفات الأوان، جيمس كيلمان (1994)

هذا كتابٌ فجٌ وقاطع وصفه البعض بالكتاب الشاق. أنا عن نفسي اعتبر هذا إشادة بالكتاب وليس هجاءً. فيه أن سامي السكير المزعج من أبناء غلاسكو يستيقظ بعد ليال من العربدة ليجد نفسه في زنزانة. يستيقظ أعمى تماماً والأغرب من ذلك هو عودته إلى بيته والتعامل مع إعاقته الجديدة وإيجاد حبيبته.
تبدأ تلك الهمهمة تتصاعد في ذهنك فتصير مزعجة في أثناء تجوالك في المدينة برفقة سامي وخصوصاً عندما تتعمق معه في عالمه الأعمى والبارانويا كل ذلك خلال تعامله مع البيروقراطية المهترئة ورجال شرطة فاسدين.

عندما قرأته للمرة الأولى فاجأني وأفرحني فوز هذا الكتاب بجائزة "مان بوكر". ومن المعروف أن لجنة التحكيم انقسمت على نفسها بين من رأى في الكتاب عبقرية وبين من اندفعوا في الاحتجاج على وضاعته وبذائته في استخدام اللغة اليومية، رأوه مثالاً "للتخريب الأدبي".

بصفتي كاتبًا أمريكيا من أصل أسكتلندي لا أجد ما يقال بعد نقد الكتاب. في أسوأ أيامي شعرت أني بلا قيمة وأنني بلا تعليم كافٍ وأن لغة قومي لا ترقَ إلى مستوى الكتابة. عندها فقط أفكر في هذا الكتاب وأتذكر قوته. كتب كيلمان كل كلمة بحقيقتها وأجاد في ذلك. هذا الكتاب عمل لا ينسى.

الحيلة هي البقاء حياً (1989) بقلم جانيس جالوي

"لم أعد أطيق حياتي ولا حتى نفسي." البطلة اسمها "فرح" (دجوي) ولكن ليس لها من اسمها نصيب. وهي تنهار حزناً على وفاة والدتها وموت عشيقها غرقاً إثر حادث، بينما تنزلق نحو مزيد من العزلة والاكتئاب الذي زاده فقدان الشهية وإدمان الكحول.

عندما قرأته للمرة الأولى كنت يافعاً جداً لأقدّر واقعيته النفسية. هو صورة غريبة ومرعبة ومظلمة للمرض النفسي والوحدة والضياع. فاز بجائزة "وايت بريد فرست نوفل" لأن جالوي تصعقك بوضوحها واحترمها جداً لاقترابها الشديد من الشعور الخام.

يتميز الخيال الشمالي للروح المجاهدة بندبة عميقة هي المدمن على الكحول. في الغالب هذا المدمن من الذكور ونتعاطف معه في انحطاطه، وكونه رجلًا نسامحه في النهاية. أما أن يكون امرأة فهو خارج عن المألوف أن تراها تمر بنفس مراحل تدمير الذات. تكون مخطاً إن فكرت بذلك لكنك بطريقة ما تشعر بخيبة أمل أكبر في كفاحها. لكن هذا من المحرمات المؤذية.

لقد نشأت والنساء حولي يتفككن ليس فقط داخل منزلي ولكن في حيي والأحياء الأخرى. في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي كانت دائماً تلك الأم والزوجة التي تنهار تحت وطأة يأس خانق من مستقبل غامض. هذا هو الكتاب الذي شجعني على الالتزام بشخصيتي أغنيس باين في أسوأ حالاتها، لأن جالاوي تقدم بطلتها المتصدعة ولا تخجل منها. ترينا المؤلفة مدى قربنا من الكارثة وكيف يمكن أن يدمرنا الحزن والخسارة في لحظة؛ كيف يمكن أن يكون كل يوم صراعاً عندما تصبح الحياة تافهة جداً بحيث لا يمكن الاهتمام بها.

يونغ آدم (1954) تأليف ألكسندر تروتشي

تعجبني هذه الرواية لأن تروتشي أعطانا بطلاً لا يمكن تعويضه واستطاع أن يجعلنا نهتم به. جو هو مستخدِم كامل. إنه بارجة ينقل الفحم بين غلاسكو وادنبره. نراه يجد جثة امرأة شابة تطفو في القناة ويتعلم أنه قد يعرف أكثر مما يسمح به. عندما يغوي زوجة رئيسه ثم يتجاهلها بقسوة، نرسم صورة لرجل أناني يفقد جاذبيته الجنسية وليس لديه سوى القليل غيرها.          

بين ثنايا قصة فتاة ميتة تجد حكاية النجاة. ترينا القصة مدى ضآلة القيمة التي يمكن منحها للآخرين عندما تشعر أن حياتك لا قيمة لها أبداً. القضية هي كيفية استخدام الناس لبعضهم البعض من أجل إنقاذ أنفسهم وأيضاً كيف يترك الناس غيرهم يسقطون في الخراب على أمل أن يُنقَذوا لفترة أطول قليلاً. إنها صورة جميلة للجبان.
يبدو أن جميع الشخصيات في رواية تروتشي قدرها الشقاء، كونها مخلوقات عديمة الشعور وتخدم مصالحها الذاتية. إنها دراسة خانقة في كيفية استخدام الرجال والنساء لبعضهم البعض، نظرة صريحة على ممارسة العابرة للجنس بغض النظر عن المشاعر الصافية. يرينا المؤلف أن الجنس عملة وأنه عندما لا تملك شيئاً آخر للمقايضة يكون الوصال حاجة ماسة لها قيمتها.

مشاهدة القطارات (1993) تأليف ايرفين ويلش

كرهت كتاب "مشاهدة القطارات" في التسعينيات. كصبي نشأ مع إدمان على أمه، لم أستطع تحمل ما رأيته من تمجيد للحشاشين والسكارى. لقد كانت لحظة ثقافية هزت الأرض، وبعد ذلك رأيت طلاب جامعيين من الطبقة الوسطى يمتطون الفقر ويقلدون موضة كانت تقضي على مسقط رأسي كل ذلك كان يقض مضجعي. كرهت الكتاب. بعدها كان الفشل حليفي. هذا الكتاب كلاسيكي لجميع الأوقات. هذا الكتاب رائع.

يصور الكتاب مجموعة من المدمنين في إدنبرة والأصدقاء الطائشين يتفاعلون في قصص مختلفة بعضها كوميدي وبعضها مأساوي جداً. يجذبنا بطل الرواية مارك رينتون لكن المشاهد الأصغر التي تُركت ولم تكن موجودة في الفيلم هي السحر الحقيقي بنظري. رينتون متهور وجريء: عدمي وأناني لكنه محبب للغاية لأنه ينتقد الامتثال ولأنه يدمر نفسه على الرغم من أن لديه الكثير ليعيش من أجله         

عندما يبدأ الإيدز باجتياح المدينة تتضح كلفة الإدمان وعشوائية بلائه. بالرغم من الموضوع الكئيب الذي ينادي به هذا الكتاب، وفي أحلك اللحظات يشع بروح الدعابة. كل شخصية هنا نابضة بالحياة ربما غير مرغوب فيها أو تعرضت لأضرار بالغة لكنها حية أكثر من غيرها.

نبلاء الغرب (1984) تأليف أجنيس أوينز

أغنيس أوينز هي واحدة من أدق المراقبين لحياة الطبقة العاملة التي قرأتها على الإطلاق. اعتُبرت أوينز "أكثر المؤلفين الإسكتلنديين الذين ظُلموا وأُهملوا" وهذا رأيي أيضاً واعتقد أنها الأكثر تميزاً، لأن كتاباتها تستحضر الحنان واللطف إلى المشهد الصناعي القاسي الذي يهيمن عليه الرجال عادةً.

يحكي هذا الكتاب، وهو أشهر أعمالها، قصة ماك الشاب من سكان غلاسكو، يكافح للعثور على توجه في مدينة تعاني البطالة. يذكرني ماك بجميع الشباب في مشروع الإسكان الحكومي حيث أسكن وكيف عندما يبدو كل شيء ميؤوساً منه، من الطبيعي أن يسألني، لماذا تزعج نفسك؟

تنتقل حياته الضيقة بين الانسحاق في الحانة المحلية وبين الرهاب المزعج من الأماكن المغلقة لشقة أمه العصبية. يغلب على الكتاب طابع الحزن والغرابة والفكاهة في نفس الوقت بالضبط. تتألق جوقة الشخصيات بكل قتامتها.

حيث يمكن أن تنحدر الكتب الأخرى في هذه البيئة إلى العنف الذكوري والغضب الجنسي فهذه قصة فخمة وحميمة. إنها نافذة لمعرفة ما شعرت به الأمهات عندما رأين البطالة تتصاعد إلى 28٪، ورأوا أزواجهن وأبنائهن بلا مكان يلجؤون إليه. من الواضح أن أوينز، كاتبة علمت نفسها بنفسها، صبت كل خبرتها الخاصة في هذه الصفحات. كما قال ألاسدير جراي: "علمتها الحياة أن تواجه الحقائق وتذكرها بأقل الكلمات". قد يكون العثور على كتبها صعباً في عالم اليوم ولكنك تستحق عناء البحث.

مورفيرن كالار (1995) تأليف آلان وارنر

تجري الأحداث في بلدة ساحلية على الساحل الغربي نرى فيها مورفيرن كالار عاملة في السوبر ماركت المحلي، تستيقظ ذا صباح لتجد أن صديقها انتحر. غيرت الاسم على مخطوطته غير المنشورة ثم أخفت جثته المتعفنة. عندما تحقق المخطوطة المسروقة النجاح ويأخذ السعد طريقه نحو بطلتنا تنتهز مورفيرن فرصة واحدة للهروب من المدينة المنهارة.

هذا الكتاب، المكتوب في نثر قصير له إيقاع لافت للنظر، سيتردد صداه لدى أي شخص يعرف شعور الغرق بكونه عالقاً في بلدة صغيرة / حياة صغيرة. ما أجده أكثر إثارة للدهشة في الرواية هو كيف تأخذ رعب الموت وتقطيع الأوصال والتعامل معها بواقعية لأنه في نهاية اليوم أحياناً يكون التعامل مع وضع مؤلم هو كل ما يمكنك فعله؛ الحزن والكرب من الكماليات التي لا يستطيع الجميع تحملها.

يمكنني أن ارتبط بمذهب المتعة لدى مورفيرن خلال أحلك الأوقات: كيف كانت تتوق إلى القضاء على المشروبات والحفلات أو الفرح البسيط بالشمس على بشرتها بعد حياة أمضتها في بلدة رمادية رطبة. لقد عرفت مئات الأشخاص مثلها - ربما نعرف جميعا أشخاصاً عالقين - لذلك عندما رأيت امرأة تنتهز فرصة مروعة واحدة لها للهروب من وضعها المزري كان من الصعب عدم تشجيعها.

مشروعه اللعين (2015) تأليف غريم مكراي بيرنيت

يسلط المؤلف الضوء على الوجود الصعب للمعيشة التي تقلب الصورة الرومانسية والهادئة المعتادة للمرتفعات الإسكتلندية يظهر كيف كانت الحياة الريفية حقاً مثلما بعد الإجازة في المرتفعات، تمثل ذلك في إبعاد الملاك الغائبين قسرياً للمستأجرين من الأراضي الزراعية، للسماح للأغنام بالرعي من أجل ربح أعلى. لقد كان إخلاءً جماعياً نتج عنه واحدة من أكبر أزمات اللاجئين التي لا مثيل لها في التاريخ الأوروبي.

تدور أحداث القصة في عام 1869 حول جريمة قتل ثلاثية وحشية في المرتفعات الإسكتلندية البطل الشرير رودريك ماكراي فتى ذكي لا يستطيع الهروب من مجتمعه المملوء بالحيوية لأنه لا يمكن إعفاؤه من العمل في الأرض الوعرة الصعبة.  قريته المنعزلة تخنقه بإهاناتها الصغيرة وانتهاكاتها البسيطة للسلطة.

أدرجت الرواية في القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر لعام 2016، في البداية، كان هذا فيلماً أدبياً مثيراً، وهو جريمة إجرائية من نوع ما.

إنها أيضاً دراسة رائعة للطبقية، عن كيف أنه حتى في قاع المجتمع، ما يزال الناس يكافحون لإنشاء تسلسل هرمي بغض النظر عن مدى دِقَّة التمييز. كمجتمع نعود إلى زمن ينبح فيه السياسيين اليمينيين الفقراء لمساعدة أنفسهم.

هذا كتاب يجب أن يذكرنا بأن الفقر فخ. وأن الأشخاص الذين يعملون بجد لا يمكنهم دائماً الهروب من أعباء العمل الطاحنة لحياتهم اليومية ليضعوا أهدافهم في الأفق البعيد.

لوبورن (2019) تأليف كيري هدسون

من المثير للغضب أن حوالي ثلث أطفال المملكة المتحدة اليوم ما يزالون يعيشون في فقر. يرسم هذا الكتاب الواقعي الشجاع تجارب المؤلفة التي نشأت في بعض أكثر المجمعات السكنية حرماناً في المملكة المتحدة. تربت المؤلفة على يد أم عَزَبَة مدمنة، وسجلت ثمانية من أصل عشرة على مقياس الحكومة "تجارب الطفولة المعاكسة" الذي يقيس صدمات الطفولة.

بينما تعيد هدسون النظر في مشروع الإسكان حيث نشأت ومصاعب طفولتها، فإنها تفعل ذلك بنعمة نادرة ورغبة في الفهم دون غضب أو حكم. بصفتي كاتباً كان محظوظاً بما يكفي للحصول على تعليم جيد فأنا الآن أقرب إلى الطبقة الوسطى من الطبقة الدنيا التي نشأت فيها. هذا في حد ذاته يمكن أن يشعرني بأنه خيانة لمن أحب، أولئك الذين جعلوني أنا.

اقرأ المزيد: معارض ربيع "الشارقة للفنون" رسم وصوت.. تجارب وحياة فنية تستحق الاستكشاف

من الصعب دائماً الكتابة عن النشأة الفقيرة. إنه موضوع حساس نلتقطه دون أن ننظر إليه على أنه يدين الظروف أو الأشخاص الآخرين الذين كانوا حاضرين. ولكن توجد بالتأكيد حاجة إلى أن نكون صادقين بشأن مدى قسوة الأمر ومدى الضرر اللاحق بالأطفال تفعله هدسون بوضوح وإحساس مدروسين جيداً. كتابها دروس متقدمة في التعاطف. كما تقول الكاتبة نفسها: كانت دائماً فخورة بكونها من الطبقة العاملة لكنها لم تكن أبداً فخورة بكونها فقيرة.

 

إعداد وتحرير وترجمة :
وائل سليمان- فادي حسن

ليفانت نيوز_ lihub

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!