الوضع المظلم
السبت ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الظواهري.. تقرير يسرد تفاصيل لعملية تحديد موقعه واستهدافه

الظواهري.. تقرير يسرد تفاصيل لعملية تحديد موقعه واستهدافه
اجتماع الإدارة الأمريكية لتنسيق قتل الظواهري/ الحرة

كانت الاستخبارات الأميركية تدرك أن أيمن الظواهري يقيم في كراتشي بباكستان، إلى أن علم عملاؤها أن أفراد عائلة زعيم "القاعدة" وصلوا إلى كابول، وأنهم أقاموا في منزل بحي شيربور، ومن ثم وجدوا أن شبكة الدعم المحيطة به كانت تنتقل كذلك إلى العاصمة الأفغانية، تبعاً لتقرير عرضته "التايمز" البريطانية الأربعاء، وأعده 3 محررين فيها، ممن استندوا فيه إلى ما ذكره مسؤولون أميركيون، من دون الإفصاح عن هوية أي منهم.

أحد المسؤولين، الموصوف ضمن التقرير بـ"كبير"، ذكر: "كانت الحكومة الأميركية على علم منذ سنوات بوجود شبكة تدعم الظواهري، واكتشفنا هذا العام أن عائلته، أي زوجته وابنته وأطفالها، انتقلوا إلى منزل آمن في كابول"، حيث جرى تعليمهم مكافحة التجسس التقليدي، فبقوا دائماً داخل المبنى المكون من 3 طوابق، مع السماح للموثوق بهم فقط بالدخول "وهو النمط الذي استخدمه بن لادن مرة واحدة في مجمّعه السكني بمدينة "أبوت آباد" في باكستان" حيث جرى تعقبه وقتله في 2011 على يد قوات البحرية الأميركية.

ومع بلوغ زوجة الظواهري وابنته وأحفاده، اقتنعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أو CIA اختصاراً، بأن الرجل عينه سينضم إليهم في النهاية "فزدنا ثقتنا بحضوره، وتمكنا من تشكيل نمط حياة من خلال مصادر عدة للمعلومات".

اقرأ أيضاً: صمت إخواني عقب قتل الظواهري.. والتنظيم يستعد لمبايعة زعيم جديد

حيث جرى إبلاغ كبار مسؤولي الاستخبارات بالعثور على الظواهري في أوائل إبريل الماضي، وقد نقلوا الخبر سريعاً إلى الرئيس بايدن، للبدء في التخطيط لعملية تستهدف قتله.

ولم يكن الظواهري، البالغ 71 عاما، يغادر المنزل أبداً، ثم أتى التأكيد النهائي على وجوده بكابول حين ظهر على الشرفة، وعلى مرأى من الجميع، لذلك ذكر مسؤول أميركي: "تعرفنا إلى الظواهري في مناسبات مختلفة ولفترات طويلة على الشرفة" فجرى رصد نمط حياته اليومية لأسابيع عبر صور الأقمار الصناعية، وجرى منح CIA وقتاً لبناء نموذج مصغر للمنزل، وتقديمه إلى الرئيس بايدن لوضعه في مناخ اتخاذ قرار بخصوص ما إذا كان من الآمن استهدافه على الشرفة من دون قتل أفراد عائلته أو مدنيين قريبين.

وخلال مايو ويونيو الماضيين، نظم بايدن اجتماعات أخرى ضمن غرفة العمليات بالبيت الأبيض، مع دائرة ضيقة من كبار مسؤولي الاستخبارات، لتقييم تأثير الاغتيال، من ضمنها الضرر الذي قد يلحق بالعلاقات الأميركية المشحونة بالفعل مع طالبان خلال مفاوضات واشنطن بغية عودة الرهائن الأميركيين والمدنيين من أفغانستان، فقدر المحامون أن الظواهري "هدف مشروع" لكن من المهم تحييد أفراد أسرته وإبقائهم على قيد الحياة، وعندها جرى اتخاذ الاستعدادات لضربة دقيقة تقضي عليه وحده، عبر استخدام صاروخ معين لتصفية الظواهري.

و"تابع المسؤول، وقال: "كنا بحاجة إلى التأكد من أن معلوماتنا كانت صلبة للغاية، وأننا طورنا خيارات واضحة للرئيس يمكن أن يفكر فيها والتي من شأنها أيضاً تقليل مخاطر وقوع إصابات بصفوف المدنيين والأخذ في الاعتبار تداعيات اتخاذ مثل هذه الضربة وسط مدينة كابول".

وبتاريخ 25 يوليو الماضي، عقد بايدن اجتماعاً أخيراً لكبار موظفي الاستخبارات، من ضمنهم William Burns مدير وكالة الاستخبارات المركزية، بجانب Avril Haines مدير الاستخبارات الوطنية، وكذلك Jake Sullivan مستشار الأمن القومي، فوافقوا بالإجماع على العملية، وعندها أذن بايدن بضربة من "مسيّرة" بدون طيار تستهدف منزل الظواهري في حي شيربور.

وعند بزوغ الفجر فوق كابول، وبالتحديد في الساعة 6:18 صباح الأحد الماضي، أطل الظواهري مرة أخرى على الشرفة عقب الصلاة، وفي تلك اللحظة جرى إطلاق صاروخي R9X Hellfire من "مسيّرة" أميركية، طراز MQ-9 Reaper بدون طيار، كانت تحلق في سماء المنطقة، وقبل لحظات من الاصطدام انتشرت 6 شفرات من رأس كل صاروخ، مصممة لتمزيق الهدف من دون الحاجة إلى تفجير، وبتلك الطريقة بقيت زوجته وابنته وأحفادها على قيد الحياة، أما زعيم "القاعدة" فلقي حتفه.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!