الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
(الصمت في مواجهة الضجيج) مبادرة شخصية تحتاج إلى دعم
(الصمت بمواجهة الضجيج) مبادرة تحتاج إلى دعم

على الرغم من محدودية الانتشار والالتزام بالمبادرات الفردية، إلا أنها تبقى حجر أساس لمبادرات على مستوى المدن وربما الدولة والقارة، الاحتجاج الصامت على الضجيج تعبير عن مدى الاستياء الذي وصل إليه الناس من ضجيج السيارات غير المبرر، وهذا ما دفع رويال للوقوف في وجه هذا الضجيج.


يشن البنغالي مومينور رحمن رويال حملة بمفرده لخفض الاستخدام غير المبرر لأبواق السيارات في دكا، واحدة من أكثر المدن ضوضاء في العالم.


وتوازي أصوات أبواق السيارات في أزمات السير الخانقة في شوارع عاصمة بنجلاديش صخب حفلة روك موسيقية.


خلال عطلة نهاية الأسبوع، يقف رويال عند تقاطع طرق يشهد حركة كثيفة قرب منزله، حاملاً لافتة صفراء كتب عليها باللغة البنغالية "وحده المغفل يستخدم بوق السيارة من دون طائل".


وقال مومينور: "هذا احتجاجي الصامت على مصدر الإزعاج. أحاول أن أمرر الرسالة إلى الناس"، بينما السيارات والحافلات والشاحنات تمر به مصدرة ضجيجاً قوياً.


وأكد مصمم الجرافيك أنه تلقى دعما هائلاً منذ أطلق حملته قبل 4 سنوات.


وأوضح: "بعض الناس في طريقهم إلى منازلهم يقفون إلى جانبي ويرفعون بصمت اللافتات على الطريق رغم أنهم لا يعرفونني. وهذا مؤشر إلى تغير إيجابي".


وانتشرت صور احتجاجه الصامت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة، وحصدت تعليقات داعمة له.


وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن مستوى الضجيج الأعلى الذي يمكن للبشر تحمله لمدة 8 ساعات دون أن يفقدوا حاسة السمع مع الوقت هو 85 ديسيبل.


وفي داكا البالغ عدد سكانها 18 مليون نسمة، التي يسير على طرقاتها أكثر من مليون آلية، يمكن لأصوات الأبواق أن تصل إلى 110 ديسيبل خلال ساعات الذروة، حسب دراسة لدائرة البيئة 2017.


ويعاني نحو 12% من سكان بنجلاديش البالغ عددهم 165 مليون نسمة من مشاكل في السمع بسبب التلوث الضوضائي، حسب الدراسة أيضاً.


وأقرت الحكومة قوانين لمحاربة ظاهرة استخدام أبواق السيارات تفرض عقوبات قد تصل إلى السجن 6 أشهر، إلا أنها لا تطبق بشكل صارم.


ويخشى رويال، الذي يعتصم أحيانا بعد ساعات العمل خلال الأسبوع، أن يعاني من مشاكل في السمع بسبب الوقت الذي يمضيه على تقاطع الطرقات، لكنه شدد على أنه سيستمر في تحركه حتى يتراجع التلوث الضجيجي.


وقال الناطق باسم الشرطة سوهيل رانا إن "عدد عناصر شرطة المرور الذين يأتون إلى المستشفيات مع مشاكل في السمع أسبوعياً بات يشكل مصدر قلق".

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!