-
الدبلوماسية في الظل: محادثات عمان السرية بين الولايات المتحدة وإيران
في خضم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، تكشف الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط عن لعبة دبلوماسية معقدة تجري خلف الأبواب المغلقة.
ففي يناير من العام الماضي، شهدت سلطنة عمان محادثات سرية وغير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي تناولت قضايا إقليمية ملحة تتراوح بين الأمن البحري في البحر الأحمر والهجمات على القواعد الأميركية في العراق.
هذه المحادثات، التي أوردتها "نيويورك تايمز" نقلاً عن مصادر مطلعة، تعكس الحاجة الماسة للتواصل حتى في أشد الأوقات توتراً.
وفي العاشر من يناير، اجتمع ممثلون من الجانبين في مسقط، حيث قام الوسطاء العمانيون بدور الرسل بين الوفدين الإيراني والأميركي اللذين جلسا في غرف منفصلة.
اقرأ أيضاً: الاتفاق بشأن السجناء منفصل عن الملف النووي.. حول أمريكا وإيران
وعلى رأس الوفود كان علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية الإيراني، وبريت ماكغورك، منسق الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط.
هذا الاجتماع، الذي أشارت إليه "فايننشال تايمز"، يمثل أول مفاوضات شخصية، وإن كانت غير مباشرة، بين الطرفين منذ نحو ثمانية أشهر.
والمطالب كانت واضحة: الولايات المتحدة تسعى لكبح جماح وكلاء إيران ووقف هجمات الحوثيين، بينما تطالب إيران بوقف إطلاق النار في غزة.
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق، فإن الضربات الأميركية التي تلت الاجتماع مباشرة ضد أهداف الحوثيين في اليمن والقواعد الإيرانية في العراق وسوريا تشير إلى استمرار العمليات العسكرية كوسيلة ضغط.
من جانبها، أكدت إيران أنها لا تسيطر بشكل مباشر على الميليشيات، لكنها تمتلك النفوذ الكافي لتعليق هجماتهم في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وقد استمر تبادل الرسائل بين الطرفين، مع العمانيين كوسطاء، حول الميليشيات الوكيلة ووقف إطلاق النار.
المحلل السياسي ساسان كريمي يشير إلى أن الهدف من المفاوضات كان إبقاء التوترات عند مستوى منخفض والعودة إلى اتفاق غير رسمي. ويؤكد أنه لا ينبغي توقع اختراقات كبيرة، حيث تركز المفاوضات بشكل ضيق على المنطقة.
وهذه المحادثات تعكس الواقع المعقد للدبلوماسية في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع المصالح والتحديات الأمنية، وفي حين أن الحوار المباشر قد يبدو بعيد المنال، فإن الرسائل المتبادلة عبر الوسطاء تحمل في طياتها إمكانية للتقدم، ولو كان بخطوات صغيرة.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية الدور الذي تلعبه الدول الوسيطة مثل عمان في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنافسة.
وفي النهاية، تظل الأسئلة معلقة حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
ومع استمرار الصراعات والتوترات، يبقى البحث عن حلول دبلوماسية أمرًا حيويًا لتجنب تصعيد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وفي هذا السبيل، تعد محادثات عمان خطوة، وإن كانت محفوفة بالتحديات، نحو تحقيق توازن دقيق بين القوى الإقليمية والدولية.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!