الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • الخليج العربي والتصعيد الإيراني.. الهروب للأمام من أزمات طهران الداخلية

الخليج العربي والتصعيد الإيراني.. الهروب للأمام من أزمات طهران الداخلية
الخليج العربي والتصعيد الإيراني \ ليفانت نيوز

أعلن الأسطول الخامس الأميركي في السابع من أكتوبر الماضي، عن تدريب بحري مشترك مع القوات البحرية البريطانية، في خطوة لتطوير القدرات العسكرية في الخليج العربي، لمواجهة التهديدات التي تشكلها البحرية الإيرانية، بمشاركة ثلاث سفن أميركية وسفينتان بريطانيتين وثلاث مسيرات بحرية، في المياه الدولية قبالة البحرين.

ورغم أنها بدت للوهلة الأولى مسألة روتينية، لكنها في الحقيقة كانت تصعيداً واضحاً للتمارين والتقنيات بين القوات المشاركة في أمن المنطقة، ضد التهديد الوحيد الموجود في المنطقة وهو التهديد الإيراني بشقّيه، تهريب المخدرات وتسليح الميليشيات.

اقرأ أيضاً: البحرية الأمريكية تسعى لتقييد القوات الإيرانية بالخليج.. بشبكة مُسيرات وسفن

فخلال السنتين الماضيتين، تمكنت القوات المشاركة في أمن المنطقة المركزية، خصوصاً في خليج عمان وبحر العرب من ضبط كميات هائلة من المخدرات والأسلحة، وأشارت بعض التقديرات إلى أن ثمن تلك الأسلحة والمخدرات والموجهة إلى شواطئ الخليج العربي بات يتخطّى الملياري دولار أميركي، وتريد القوات الدولية والعربية تطوير قدراتها لمنع المزيد من التهريب الإيراني.

احتجاز مسيرات..

إلى ذلك، تعرّضت المسيّرات إلى مماحكات من قبل القوات البحرية الإيرانية، فخلال تلك الفترة، حيث حاولت قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني الاستيلاء على مسيرة في المياه الدولية للخليج العربي، لكنها تخلّت عن المحاولة بعدما سارعت زوارق أميركية إلى المكان، وبعد ساعات قامت سفن تابعة للبحرية الإيرانية بعملية مماثلة ونجحت برفع مسيرتين أميركيتين من مياه البحر الأحمر، واحتفظت بهما لساعات طويلة، قبل أن تعيدهما في صباح يوم 2 سبتمبر المنصرم بدون الكاميرات.

اقرأ أيضاً: الحرس الثوري الإيراني يحتجز سفينة أجنبية في الخليج

وذكرت معلومات أن سفناً أميركية لاحقت السفن الإيرانية في المياه الدولية لأميال طويلة خلال ساعات الليل، لكن لم يكشف الأميركيون عن الصور ولا التسجيلات الصوتية لتلك الحادثة، وعليه، أمكن النظر إلى التمرين الأميركي البريطاني، بمشاركة المسيرات البحرية والسفن الحربية التي تحمل قدرات قتالية، تطويراً للقدرات ورسالة إلى الإيرانيين الذين تعمّدوا مماحكة الأميركيين خلال الأشهر السابقة، خاصةً مع تعيين قائد جديد للقيادة المركزية، وهو الجنرال مايكل كوريللا، حيث تغيّرت بعض المقاربات، وبدى أن الأميركيين أقرب إلى تشديد لهجتهم، وساعين إلى استباق الإيرانيين وإيصال بعض "التهديدات" على أمل منعهم من تكرار المماحكات.

وفي بيان وزّعته العمليات البحرية البريطانية، وجّه القائمون على التمرين البحري رسالة مفادها أن المسيرات البحرية هي "ملك للحكومة الأميركية وستعمل قانونياً في المياه الدولية والممرات البحرية"، وأضافت الرسالة "أن أي تدخّل في شؤون المسيرات البحرية سيعتبر خرقاً لأعراف القانون البحري الدولي".

تعاون أمريكي مع السعودية..

بينما شدد مجلس الأمن القومي الأميركي، في الأول من نوفمبر الجاري، على أن الولايات المتحدة على اتصال متواصل مع السعودية لمواجهة تهديدات إيران، وذكر ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن الولايات المتحدة قلقة من تهديدات إيران للسعودية، وإنها لن تتردد في الرد إذا لزم الأمر، وأردف الناطق: "نحن قلقون من التهديدات، ونظل على اتصال مستمر مع السعودية من خلال القنوات العسكرية والمخابراتية.. لن نتردد في التحرك دفاعا عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة".

اقرأ أيضاً: سفير أمريكي في الخليج يحذر إيران من التدخل في الدول الصديقة لبلاده

وبالصدد، فقد رافقت منتصف نوفمبر، مجموعة من طائرات القوات الجوية السعودية، القاذفة الاستراتيجية الأمريكية «بي -52» التابعة للقوات الجوية الأميركية، خلال عبورها في أجواء المملكة، حيث بينت وزارة الدفاع، أن الطائرات السعودية من نوع «ف-15 إس إي»، و«تايفون»، موضحةً أن الإجراء جاء في إطار العمل المشترك بين القوتين؛ للمساهمة في جهود تعزيز أمن واستقرار المنطقة.

اعتداء قبالة عُمان..

ورغم الرسائل التي تبعثها القوى العالمية كالولايات المتحدة والإقليمية كالسعودية، تواصل إيران نهجاها المعادي لاستقرار المنطقة، إن بشكل مباشر أو عبر مليشياتها، حيث أفاد مسؤول دفاعي لوكالة "لأسوشيتد برس" يوم الأربعاء\16 نوفمبر، بأن ناقلة نفط قبالة سواحل عمان تعرضت لهجوم طائرة مسيرة تحمل قنابل، وذلك وسط تصاعد التوترات مع إيران، وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي تيموثي هوكينز لرويترز إن الأسطول على علم بحادث تعرضت له الأربعاء، سفينة تجارية في خليج عُمان.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة توجّه نداء لدول الخليج والمانحين لمواجهة خطر المجاعة

وأفاد المصدر أن المسيرة التي أصابت ناقلة النفط "باسيفيك زيركون"، التي ترفع العلم الليبيري وتديرها شركة "إسترن باسيفك شيبينغ" ومقرها سنغافورة، كانت تحمل قنابل، وقال المسؤول الدفاعي في الشرق الأوسط إن الهجوم وقع مساء الثلاثاء قبالة سواحل عمان، مشترطا تكتم هويته لأنه غير مخول بمناقشة الهجوم علناً، فيما قالت منظمة التجارة البحرية البريطانية، وهي منظمة عسكرية بريطانية تراقب انشطة الشحن في المنطقة، للاسوشيتدبرس: ”ندرك حدوث الواقعة ويتم التحقيق فيها حالياً”.

تحميل إيران المسؤولية..

وشجبت الولايات المتحدة، الهجوم، متّهمة إيران بتنفيذه، ضمن بيان صادر عن مستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، حيث ذكر: "بعد مراجعة المعلومات المتاحة، نحن متأكدون من أن إيران يحتمل أن تكون قد نفذت هذا الهجوم باستخدام مسيّرة، وهو سلاح مميت تستخدمه بشكل متزايد وعبر عملائها في كل أنحاء الشرق الأوسط، وتنقله لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا".

وجاءت تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي عقب أن ألقى مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار، باللوم على إيران في هجوم استهدف ناقلة نفط قبالة سواحل عُمان، بطائرة مسيرة مفخخة، كما عدوا أن هذا الهجوم خطأ استراتيجياً من جانب طهران، ومحاولة لاستفزاز الغرب قبل مباريات كأس العالم في قطر، وفق ما أوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مضيفين أن الطائرة المسيرة التي استعملت لمهاجمة الناقلة كانت من نفس النوع الذي باعته إيران سابقاً إلى روسيا.

اقرأ أيضاً: وزير الدفاع الكويتي يشدد على ضرورة تكثيف التنسيق العسكري الخليجي

وعليه، يبدو أن منطقة الخليج العربي، مقبلة خلال الأسابيع القادمة، على زيادة في التوتر والهجمات المدعومة من إيران، حيث تسعى الأخيرة إلى صرف أنظار المجتمع الدولي عن التظاهرات الحاشدة التي تشهدها المدن الإيرانية، منذ مقتل الشابة الكردية "مهسا أميني" على يد ما تسمى بـ"شرطة الأخلاق" في السادس عشر من سبتمبر الماضي، ولن يكون هناك من خيار أفضل للهرب إلى الأمام، من اختلاق نزاع خارجي، قد تظن طهران إنه منقذها من أزماتها الداخلية.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!