-
الحركة الكردية والحزب الشيوعي السوري (الجزء الثالث)
إزاء كل تلك الممارسات التي سردناها بالحلقة السابقة التي تعتبر إجرامية والسياسات المدمرة، خلال كل هذه السنوات الخمسين تقريباً، لم نسمع أي موقف رسمي مغاير مختلف أو مناقض أو ناقد من كل تلك القضايا، وما أكثرها من جانب الحزب الشيوعي، الذي تحول لأحزاب، للأسف. الحركة الكردية
قاطع ذلك الحزب أي طرف سوري ينتقد النظام وسعى إلى تغييره بل ناصبه العداء، ولم يعترف بوجود شعب كردي سوري يقيم على جزء من وطنه التاريخي، كردستان، ويستحق حق تقرير المصير مثل سائر شعوب العالم، ورفض التوقيع مع أحزاب الحركة الكردية السورية على مذكرة احتجاجية تدين النظام العراقي حول مجزرة حلبجة، وكان موقفه من الثورة الكردية، بقيادة الزعيم مصطفى بارزاني، مطابقاً لموقف النظام الحاكم، وهذا غيض من فيض المواقف اللامبدئية.
“وثيقة“
نصّ التقرير الذي رفعته لجنة العلاقات الخارجية لدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، في 13– 4– 1984، على لجنة المكتب السياسي للشؤون الإستراتيجية والآيديولوجية. “مترجم عن النص الروسي الأصلي الموجود بحوزتنا (المؤلف).”
حول السؤال عن حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا
إضافة إلى المعلومات التي تملكونها من المصادر المختلفة، نرى من الضروري إضافة بعض النقاط الجزئية التي تسلط الضوء على الموقف السلبي الذي تكون حول هذا الحزب في الاتحاد السوفيتي، وبصورة خاصة من قبل المجلس السوفيتي العام لشؤون طلبة الأجانب والمجالس التابعة له.
أصبح معلوماً لدينا بأنّ /رمو شيخو/ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري، قد أبدى في حديث شفهي عام 1982 موقفه السلبي من الأمين العام للحزب الكردي صلاح بدر الدين، الذي لا يستطيع أن يطيقه، وخاصة بسبب وعيه السياسي العالي، حيث إنّ مقالات صلاح بدر الدين تنشر دائماً في الصحافة الدورية التقدمية اللبنانية والفلسطينية.
في عام 1983، اتهم /رمو شيخو/ الحزب الكردي بالارتباط مع الاشتراكية الدولية، ولم يقدّم أيّ دلائل تثبت ذلك. ما زالت الدعاية مستمرة من عام 1977 من قبل الأطراف والعناصر ذات المصلحة لتلبيس تهمة ارتباط صلاح بدر الدين مع الرئيس العراقي، صدام حسين، وعملياً لا تقدّم أيّ حجج مقنعة.
لا يجوز النظر بشكل جدّي الى الاتهامات السياسية المبنية على الأغراض الشخصية لمسؤولي المجموعات المختلفة والمتباينة، هذا يعني أنّ هذه الاتهامات مبنية بقدر أكبر على النواحي العاطفية لبعض القضايا المرتبطة بالوضع الداخلي في العراق.
يتكوّن لدينا نظرة بأنّ وظيفة هذه الجوقة هي عزل الحزب الكردي عن الاتحاد السوفيتي، وتغذية الرفاق السوفييت بالمعلومات الخاطئة حول حقيقة خطّ ومواقف هذا الحزب.
صدام وصلاح لم يلتقيا أبداً وجهاً لوجه، أما اللقاء على مستوى منظمة البعث في لبنان، لا يجوز تقييمه كاتفاق بين الحزب الكردي وفرع البعث العراقي، والأكثر من ذلك، كموافقة على قتل الأكراد.
من الضروري بحث كل هذه الوقائع بشكل دقيق ومفصل، لا من موقف الحزب الشيوعي السوري والقوى الواقفة وراءه، والتي لها مصلحة في ذلك، وإنما من موقف الحفاظ على التحالف مع القوى الديمقراطية المستعدّة للتعاون مع الطرف السوفيتي، إنّ تعقيدات القضية الكردية لا يمكن أن تكون عقبة أمام هذا البحث والتوضيح.
نذكركم بأنّه في عام 1976 كانت للقوى الوطنية اللبنانية علاقات جيدة مع العراق، أما العلاقات مع سورية فكانت متدهورة، على مستوى منظمة الحزب الكردي في لبنان (قاتلت في صفوف القوى الوطنية اللبنانية ضد الميليشيات، مما أثارت غضب الميليشيات وأصبحت تتهجم عليهم بشكل حاد)، لم تستطع أن تقف ضد القيادة العراقية، أما على مستوى الحزب (توجد مواد) أبدى عدم رضاه على سياسة تهجير الأكراد إلى المناطق الجنوبية العراقية، وأبدى دعمه للحركة الكردية في العراق.
لجنة العلاقات الخارجية لدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي الحركة الكردية
بتصرف عن: كتابي– الحركة الوطنية الكردية السورية– مذكرات– الجزء الثانيمنشورات: رابطة كاوا للثقافة الكردية– أربيل– كردستان العراق- ٢٠١١
ليفانت – صلاح بدر الدين
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!