-
الحرس الثوري.. "قوة إرهابية" تُعرقل إتمام صفقة النووي الإيراني
صنفت إدارة ترامب، في الثامن من أبريل العام 2019، الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية، بهدف شل القوة القتالية المسؤولة عن قتل أكثر من 600 أميركي، إضافة للتخطيط لعشرات الهجمات الإرهابية الإقليمية على القوات الأميركية.
وطفت قضية الحرس مؤخراً إلى السطح، بعدما وصلت المفاوضات النووية التي انطلقت في أبريل الماضي (2021)، في العاصمة النمساوية فيينا، إلى مراحلها الأخيرة، قبل إعادة إحياء الاتفاق الذي وقع عام 2015 بين طهران والغرب، وانسحبت منه الإدارة الأميركية عام 2018، مع اشتراط طهران، رفع الحرس الثوري، من على لائحة الإرهاب الأمريكية، لإبرام أي اتفاق حول برنامجها النووي.
اقرأ أيضاً: سفير إيراني جديد في بغداد.. ضابط بالحرس الثوري على قائمة العقوبات
ويتمتع الحرس الثوري بنفوذ سياسي واسع ضمن هيكل السلطة في إيران، لاسيما منذ انتخاب إبراهيم رئيسي، الذي تولى منصبه في أغسطس الماضي، وتضم حكومته العشرات من قادة الحرس، بجانب إدارة ذلك الفصيل المسلح القوي في البلاد، لإمبراطورية من الأعمال الاقتصادية، إضافة إلى قوات مسلحة واستخباراتية، ودعمه لمجموعة من الميليشيات خارج إيران، إن في سوريا أو لبنان أو العراق، وصولاً إلى اليمن.
آمال إيران تبوء بالفشل
ورغم أنه قد تراءى للبعض بأن الاتفاق النووي سيضحى واقعاً، خابت آمال طهران، مع تأجيل الجانب الأمريكي لخطوة رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، إلى أن أعلن في بداية أبريل الجاري، عن إخفاق الوساطات الأوروبية في التوصل إلى توافق حول عقبة الحرس الثوري.
فقد شدد في الثاني من أبريل الجاري، مسؤول أميركي رفيع مُطلع، على أن الجولات المكوكية التي قام بها المشاركون الأوروبيون، والزيارات التي نظمها من واشنطن إلى طهران والعكس، لم تصل إلى أي تسوية أو تنازلات، مقبولة من الجانبين، وفق ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.
اقرأ أيضاً: حزب الله.. تحوّل أوسع نحو الإرهاب السيبراني لتعزيز هيمنة إيران في الشرق الأوسط
كما أردف أن إمكانية تقديم واشنطن موقفاً أكثر ليونة لجهة رفع الحرس الثوري عن لائحة المنظمات الإرهابية أم لا، متروك للرئيس جو بايدن، إلا أن الأخير لم يحسم قراره بعد، وفي الصدد أكد أن "تلك المسألة صعبة من الناحية السياسية جداً ومكلفة"، لاسيما وسط معارضة الكونغرس.
وقد توقع حينها، تحليل سياسي حضره الجمهوريون في مجلس النواب، وعرضته صحيفة واشنطن فري بيكون، أن يتضمن الاتفاق النووي الجديد لإدارة بايدن مع إيران، ثغرة من شأنها "السماح للمواطنين الإيرانيين المرتبطين بالإرهاب بالدخول والبقاء في الولايات المتحدة"، حيث نبه التحليل آنذاك، من أن شطب الحرس الثوري الإيراني، سيسفر عنه "فتح الأبواب أمام الإرهابيين الإيرانيين لدخول الولايات المتحدة"، كما سيجعل من الصعب على وكالات إنفاذ القانون استهداف المنتسبين إلى الحرس الثوري الإيراني العاملين في الولايات المتحدة.
وأشعلت محاولة إدارة بايدن رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، معارضة من الديمقراطيين والجمهوريين، الذين يتخوفون من أن يؤدي ذلك الامتياز إلى تشجيع الإرهاب العالمي وعمليات التجسس الإيرانية، إذ تم تقديم تشريع من الحزبين في مجلس النواب في الواحد والثلاثين من مارس، بغية إجبار إدارة بايدن على التوضيح كيف أن تخفيف العقوبات عن إيران، لا يعزز قدرات الحرس الثوري الإيراني.
شرط أمريكي لرفع الحرس من قائمة الإرهاب
وبجانب المخاوف التي حملها نواب من الحزبين، بدى أنه توجد كذلك شروط لدى الإدارة الأمريكية للقيام بالخطوة، وهو ما تطرق له موقع إذاعة "فردا" الإيرانية المعارضة، عندما نقلت عن مصدر مطلع على محادثات فيينا، أن "إغلاق قضية سليماني، كان أحد شروط الحكومة الأمريكية لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب التابعة للحكومة الأمريكية، واختتام المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015”.
اقرأ أيضاً: إسرائيل.. على الأسد قطع علاقاته بإيران للعودة إلى جامعة العربية
وأضاف المصدر المطلع، أن "الأجهزة الأمنية الأمريكية لديها معلومات مفصلة عن خطط طهران لاتخاذ إجراءات ضد بعض المسؤولين الحكوميين الأمريكيين السابقين المتهمين بالتورط في اغتيال قاسم سليماني"، وشدد على أنه "في مثل هذه الظروف لا يمكن الموافقة على طلب الحكومة الإيرانية بإزالة الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة”.
واشنطن تتخلى عن المقترح
وانتهت عملياً آمال إيران في الحصول على صفقة مع واشنطن، في السادس من أبريل الجاري، عندما أفصح مسؤول أميركي، عن أن واشنطن تخلت عن مقترح رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، لافتاً إلى أن محادثات فيينا عالقة ووسطاء من أوروبا، يبحثون عن حل بين واشنطن وطهران، حسب ما أورد عنه موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.
فيما عبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن عدم تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق في فيينا، بشأن البرنامج النووي الإيراني، رغم كل الجهود المبذولة، مضيفاً في مقابلة مع قناة NBC، أن الوقت أصبح ضيقاً بالنسبة للاتفاق النووي، مشيراً إلى إجراء مشاورات مع الشركاء في أوروبا، وحول ملف الحرس الثوري، أكد وزير الخارجية الأمريكية، على أنه "منظمة إرهابية".
اقرأ أيضاً: ميليشيا "فاطميون" الأفغانية تنقل صواريخ إيرانية من غرب الفرات
فيما كرر في التاسع من أبريل، مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، أن واشنطن لن تتخلى عن قرارها تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، حتى إذا كانت تلك الخطوة ضرورية لإحياء الاتفاق النووي، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال رأي نشرته للمسؤول الذي لم يتم الكشف عن اسمه، وقال المسؤول، وفقاً للصحيفة: "المسؤولية تقع على عاتق إيران عما إذا كان سيكون لدينا اتفاق نووي، والرئيس (الأمريكي جو بايدن) ملتزم بالمبادئ الأساسية، وآراؤنا معروفة للإيرانيين".
رضى إسرائيلي من الموقف الأمريكي
ذلك الموقف الأمريكي، استجلب رضىً واسع من المعارضين للاتفاق النووي مع إيران، وعلى رأسهم إسرائيل، إذ أعرب مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، في التاسع من أبريل، عن أمل الدولة العبرية بأن يوجه رفض الولايات المتحدة رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب "ضربة فتاكة" إلى المفاوضات النووية في فيينا.
اقرأ أيضاً: مظاهرات ضد إيران في عدة مناطق من أفغانستان
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول بارز في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، قوله إن الدولة العبرية تأمل أن ترى إيران في رفض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تلبية طلبها بشأن الحرس الثوري تطوراً "يقطع طريقاً" إلى إبرام أي صفقة في المفاوضات بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مشيراً إلى أن موقف بينيت يرحب بالموقف الأمريكي، غير أنه يفهم في الوقت نفسه أن هذا الخلاف لا يلغي بشكل نهائي إمكانية إبرام صفقة بين واشنطن وطهران، وأن إيران لا تزال تنوي تحقيق مكاسب اقتصادية من ذلك السيناريو.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!