الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • الحرب تُلاحقهم.. الخشية تُسيطر على قاطني عفرين ومٌهجريها شمال حلب

الحرب تُلاحقهم.. الخشية تُسيطر على قاطني عفرين ومٌهجريها شمال حلب
تهجير أهالي عفرين \ أرشيفية

لا تزال تداعيات العملية العسكرية التركية المزعومة والتي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصدح بصداها في مناطق الشمال السوري التي تحتلها أنقرة، حيث تقوم الميليشيات المسلحة بتجهيز وتحضير أرتال عسكرية ضخمة ضمن قواعدها المنتشرة في مناطق نفوذها بما فيها قواعدها ضمن مدينة عفرين.

وبحسب ما أفاد به سكان من منطقة عفرين لـ"ليفانت نيوز"، فإن عناصر الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا والتي تعرف بمسمى "الجيش الوطني السوري"، في حالة استنفار دائم و تقوم بشكل يومي بعروض عسكرية ينظمها مسلحو "هيئة ثائرون"، حيث تجوب السيارات العسكرية شوارع المدينة معلنة عن استعدادها التام للعملية العسكرية التي تزعم تركيا أنها ستنفذها في مناطق الشهباء وخاصة مدينة تل رفعت شمال حلب، والتي يقطن فيها الألاف من مهجري عفرين، الذين هجروا بشكل قسري نتيجة ما سمي بـ"عملية غصن الزيتون" ضد عفرين.

اقرأ أيضاً: أهالي عفرين: مدينتنا تحولت لساحة صراع وتصفية حساب بين الميليشيات التركية

بهذا الصدد أجرت ليفانت نيوز، استطلاع للرأي لبعض سكان مدينة عفرين المهجرين والمقيمين فيها على السواء، حول نظرتهم لقيام أنقرة بغزو عسكري ضد مناطق الشهباء (ريف حلب الشمالي).

وتحدث "أحمد\اسم مستعار"، قائلاً: "بداية سأتحدث بلسان جميع سكان عفرين، لأني على ثقة بأننا نحن سكان عفرين جميعنا متخوفون من هذه العملية التركية، فإن ذلك يعني أننا سنعيش أجواء الحرب مجدداً، خاصة أن الطرف الأخر وهما روسيا والنظام السوري، لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسوف يقوموا بالرد، وبالتالي فإن مدينة عفرين ستكون في مرمى النيران ومستهدفة بشكل مباشر، كونها تخضع لسيطرة الاحتلال التركي وميليشياته المسلحة".

وتابع: "لم ننسى إلى الآن الحرب الشرسة التي قامت بها أنقرة بمساندة ميليشياتها المسلحة ضدنا، والتي لا تزال صدى أصوات القصف تدوي في أذاننا إلى الآن، وخاصة أطفالنا الذين عايشوا تلك الفترة، حيث يعاني الكثير منهم من الخوف و الهلع إلى الآن، بجانب ما شهدته عفرين من تفجيرات إرهابية أثرت سلباً على نفوسنا".

فيما قال "شيرو\اسم مستعار"، وهو صاحب أحد متاجر الألبسة في عفرين: "كصاحب إحدى متاجر الألبسة، منذ أربع سنوات مضت تعرضنا نحن أصحاب المتاجر والمحال التجارية والمصانع والمعامل وحتى القطاع الصحي والصيدليات لخسارة مادية كبيرة، بعد عمليات النهب والسرقة الكبيرة التي تعرضت له محالنا بعد دخول مسلحي الميليشيات المسلحة لمدينة عفرين وقيامهم بعمليات سرقة كبيرة طالت أرزاق سكان مدينة عفرين".

اقرأ أيضاً: "رد الحقوق والمظالم".. لجنة ورقية عاجزة أمام المسلحين بـ"عفرين"

متابعاً: "فانا مثلاً خسرت حينها ما يقارب الـ20 ألف دولار، ثمن البضائع التي تمت سرقتها من محلي، وهناك الكثير ممن خسروا مثلي وأكثر، لذلك نأمل ونتمنى ألا تتضرر مصالحنا مجدداً، فبعد الخسارة الكبيرة التي تعرضنا لها، عانينا كثيراً حتى تمكنا من الوقوف مجدداً، حتى لو لم يكن كالسابق".

أما فيما يخص مهجري عفرين، فإن العملية العسكرية التركية ستكون عقبة كبيرة أمامهم، حيث أكد أحد مهجري عفرين لـ"ليفانت نيوز" قائلاً: "إن هذه العملية العسكرية التركية التي يتم التحضير لها الآن، شكلت رعباً حقيقياً لنا، حيث أننا مهجري عفرين هربنا من ألة الحرب التركية وتركنا بيوتنا ومنازلنا حتى ننقذ أطفالنا من هول الحرب، ولكن للأسف نرى بأن هناك حرب جديدة تحضر ضد المناطق التي هجرنا إليها، ولا ندري ماذا سيكون مصيرنا".

متابعاً: "ما يقلقنا نحن المهجرين، هي بأن جميع الطرقات مغلقة أمام سكان عفرين، فقوات النظام لن تسمح لنا بالنزوح نحو مدينة حلب كما هو معروف، وكذلك طريق مدينة عفرين مغلق أيضاً من جانب ميليشيات أنقرة المسلحة، لذلك نحشى أن نبقى بين فكي كماشة مجدداً، لذلك نطالب المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان بتأمين ممر إنساني آمن، حتى يخرج المدنيين العزل من مناطق الصراع ولا تحدث مجازر مجدداً بحق مهجري عفرين كما حصل خلال الحرب على عفرين".

اقرأ أيضاً: بريف عفرين.. ضربة مؤلمة لمليشيا "فيلق الشام" تودي بـ9 مسلحين

بهذا الصدد تنفذ القوات التركية وميليشياتها المسلحة عمليات قصف بشكل يومي على مناطق الشهباء (الخاضعة لقوات تحرير عفرين وقوات النظام السوري بجانب نقاط روسية) بعشرات القذائف التي تستهدف القرى والمناطق السكنية في مدينة تل رفعت والمناطق المحيطة بها، والتسبب في أضرار مادية كبيرة بمحاصيل المدنيين وتدمير المنشآت والمنازل جراء القصف العشوائي.

في المقابل، تقوم القوات الروسية والإيرانية الحليفة للنظام السوري، باستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة تل رفعت مركز الصراع، كونها تعتبر نقطة استراتيجية مهمة، حيث يسعى الجانب التركي لاحتلال البلدة.

ليفانت-خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!