الوضع المظلم
الأربعاء ١٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الحاجة إلى الدبلوماسية الإنسانية
معراج أحمد معراج الندوي (1)

الدبلوماسية تعرف بأنها علم العلاقات القائمة بين الدول لمصالحها المتبادلة على أسس القانون الدولي، ونصوص المعاهدات والاتفاقات، الدبلوماسية هي علم العلاقات أو فن المفاوضات لتحقيق المصالح الوطنية اعتمادًا على الاتصال الرسمي بين الدولة والدول والهيئات الأخرى الفاعلة على الساحة الدولية.

الدبلوماسية الإنسانية إنها أسلوبٌ منظمٌ لتحقيق المصالح الإنسانية بوجه عام، وقد أصبح هذا المصطلح من المصطلحات المألوفة بين جميع المنظمات الإنسانية لإقناع قادة الرأي وصانعي القرار بالعمل في جميع الأوقات لصالح الأشخاص الضعفاء، والاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية.

الدبلوماسية الإنسانية إحدى أدوات القوة الناعمة التي تهدف لحماية حقوق الإنسان، والعمل على نشر القانون الدولي واحترامه بما يعزز الأمن والسلام، كما تهدف إلى تعزيز احترام القانون والمعايير الدولية، ودعم السكان الأصليين والمؤسسات، والانخراط في الدعوة على مستويات مختلفة لدعم الأهداف الإنسانية.

تقوم الدبلوماسية الإنسانية على حماية ودعم مصالح المستضعفين أو المنكوبين، وإتاحة الحد الأعلى الممكن من الخدمات الإنسانية لهم، وتوسيع الحيز الإنساني الذي تتحرك فيه مؤسسات العمل الإغاثي الدولية.

الدبلوماسية الإنسانية أداة من أدوات السلام ونشر المحبة لرفع المعاناة وتصفية الأجواء السياسية وتهدئة النفوس التي تحدث نتيجة الاختلافات السياسية، وكذلك لتلبية الحاجات الإنسانية الماسة للشعوب المنكوب، وتستند المبادئ الإنسانية على عوامل أساسية مثل عدم التحيز، وعدم التمييز على أساس الدين والعرق والهوية والجنسية بين المستهدفين من جهود القائمين على تنفيذ الدبلوماسية الإنسانية، والحياد دون أن يكون ذلك ضد أي طرف فاعل في النزاعات.

اليوم العالم يحتاج إلى الدبلوماسية الإنسانية التي تهدف الإنسان في المقام الأول ومراعاة احتياجاته وأمنه والبحث عن العدالة الاجتماعية، فأمن الفرد من أمن المجتمع وهي دبلوماسية طريقها دائما مكلل بالنجاح ويفتقدها العالم في هذه الآونة التي لا تضع أي اعتبارات للإنسان واحتياجاته في وقت يلفظ فيه القوه الصلبه والخشنه من الحروب والعقوبات التي تنال من الانسان والدول والشعوب بأكملها .

اليوم يحتاج العالم إلى الدبلوماسية الإنسانية لتطبيق خطط الدبلوماسية الشعبية حيث يكون المستهدف منها إشراك العامل البشري في تنفيذ تلك الخطط والتي تكون أهدافها طويلة المدى في مجال العلاقات الدولية من خلال تبادل الاحتياجات والمعونات والأنشطة والبرامج الثقافية والرياضية والفنية.

الدبلوماسية الإنسانية جزء لا يتجزأ من الأعمال اليومية المضطلع بها من جانب الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي بتوفير القدرات اللازمة. والغرض الأساسي من هذه السياسة هو ترسيخ الدبلوماسية الإنسانية كطريقة تفكير دائمة في كل الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي.

اليوم العالم في أمس حاجة إلى الدبلوماسية الإنسانية من أي وقت مضى، لأنها هي السبيل الوحيد من خلاله يمكن المناصرة والمفاوضات والإقناع، والدبلوماسية الإنسانية هي التي تلعب دورها في تلبية حاجات المستضعفين وتمكينهم من تلبية احتياجاتهم للعيش بأمان وكرامة.

ليفانت - الدكتور معراج الندوي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!