الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • التشكيلي "منذر كم نقش" رحل عنا تاركاً ملائكته اللونية فی المنفی

التشكيلي
التشكيلي منذر كم نقش رحل عنا تاركا ملائكته اللونية فی المنفی

 


ودّع السوريون فی مدينة جنيف السويسرية الفنان التشكيلي والنحات السوري “منذر كم نقش”، عن عمر ناهز الـ 84 عاماً.


ويعتبر الفنان السوري كم نقش، الذي ولد في دمشق عام 1935، من أوائل الفنانين السوريين الذين تلقوا تعليمهم فی دمشق، لينصرف إلی الفن السينمائي في بداية حياته، ثم درس الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة في دمشق، وتخرج منها عام 1968.


غادر كم نقش سوريا متوجهاً إلی فرنسا فی سبعينيات القرن الماضي، ليتخرج من جامعات فرنسا حاملاً الدبلوم العالي للفن في باريس، عام 1976، وليعمل بعدها في تدريس الفن في سوريا، معيداً في كلية الفنون الجميلة.


عمل فی مجال النحت والفن التشكيلي إلی جانب شغفه بالتصوير الفوتوغرافي، فكانت للطبيعة فی لوحاته أثرا واضحاً، ولينتقل بين التعبيرية والواقعية بلمسة سوريالية.


اشتهرت منحوتات كم نقش فی عدة مدن أوروبية، حيث اقتنت عدة معارض دولية وعالمية أعماله، بالتزامن مع إهمال وزارة الثقافة السورية التابعة للنظام السوري لإبداعه الفني.



التشكيلي منذر كم نقش رحل عنا تاركا ملائكته اللونية فی المنفی التشكيلي منذر كم نقش رحل عنا تاركا ملائكته اللونية فی المنفی

امتازت أعمال الفنان السوري بالانسيابية اللونية والخطوط غير المنحنية، كما كانت للمرأة وجوداً مميزاً فی لوحاته، بدلالات الطبيعة أو وحدة الكون والمستمدة، من عالم الأساطير أو الموروث الشعبي والفلسفات القديمة.


حاول كم نقش فی لوحاته الفنية، الرجوع إلى الذات، والبحث عن الأشياء المضيئة والنقية فيها، مع الحفاظ علی دورة الحياة في الطبيعة، بتفاصيلها الدقيقة، محاولاً لمس الأشياء وكأنها تلد لأول مرة.


أفلاطونية كم نقش كانت تنطلق من الوقائع اليومية، لتحيك ألونا برونق الإنسان الأول، ليتحدث عبرها عن معاناة السوريين وأهله الكرد وما تعرضوا له من ظلم من قبل الأنظمة الديكتاتورية، بشكل جمالي مغاير عن الواقع المرير.


كما تطرّق كم نقش إلی معضلات الخلق والوجود والولادات الأولى للأشياء، مع كل ما يحيط بها من هوامش تسحب العمل الفني نحو جماليات الطبيعة المستمرة. وليشبه الكائنات البشرية فی لوحاته بالملائكة المجنحين، محلقين كطيور بشرية فی لوحاته، ليعود بهم إلی أسطورة فينوس الرومانية، كما فی معرضه "فينوس الغيوم"، فينوس آلهة الحب والجمال والخصوبة.


هرب بالواقع فی لوحاته إلی الأسطورة من دون أن ينجرف بالغرق في أعماقها، ولتكون مدخلاً إلی عالمه اللوني، متحدثاً عن المرأة من الولادة والخصوبة والجمال حتى الإغواء الجنسي، كل هذه الرموز فی ألواته كانت رموزاً تعبيرية عالج فيه الفنان لجسد المرأة.


تلك البساطة في لوحاته مع ألوانه وخطوطه الانسيابية كانت تعبيراً واضحاً عن جماليات اللون في مخطوطاته التشكيلية، ليحوّل بذلك تلك اللوحات إلی عالم من الجمال والخصوبة بشكل إبداعي خاص.


رحل الفنان السوري عن عالمه ليترك خلفه الألاف من لوحاته الفنية ومنحوتاته الحجرية إلی مكنونات إبداعية تتحدث عن "منذر كم نقش" الذي هرب من إهمال النظام السوري لفكره الفني واللوني بعيداً مع ملائكته وطيوره المجسمة فی اللوحات.


لیفانت-شيار خليل


التشكيلي "منذر كم نقش" رحل عنا تاركاً ملائكته اللونية فی المنفی


التشكيلي "منذر كم نقش" رحل عنا تاركاً ملائكته اللونية فی المنفی

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!