الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • التجسس على الهواتف الذكية.. شيفرة "بيغاسوس" من يمتلكها؟

التجسس على الهواتف الذكية.. شيفرة
التجسس على الهواتف الذكية

اتخذت شركة NSO ـ "Pegasus" والمعنية بالتجسس على الهواتف الذكية قراراً بإعادة هيكليتها بعد أن شهدت الكثير من الانتقادات والدعاوى القضائية ضدها. وفي أعقاب هذه التطورات، استقال شاليف هوليو، مؤسس ورئيس الشركة الإسرائيلية، وكذلك رئيس الشركة المصنعة لبرامج التجسس الإسرائيلية NSO وحل محله المدير السابق للأعمال التشغيلية، يارون شوحط، الذي سيقود أيضاً عملية إعادة الهيكلة، وفق مصادر الشركة ليوم 21 أغسطس 2022.

شركة NSO ـ برنامج التجسس "Pegasus"

هي إحدى الشركات الإسرائيلية المصنعة لبرامج التجسس التجارية وتبيع منتجاتتها إلى وكالات إنفاذ القانون وأجهزة الاستخبارات والجيوش في جميع أنحاء العالم التي تتيح التجسس الشامل للهواتف المحمولة. تأسست الشركة في عام 2010 وتبلغ قيمتها الآن أكثر من مليار يورو، لديها حوالي 60 عميلاً في 40 دولة. ويمكن لبرنامج التجسس "Pegasus" مراقبة المكالمات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني وحتى الدردشات المشفرة، والذي يعتبر أحد أقوى برامج التجسس في السوق التجاري، من خلال قدرته على تشغيل كاميرا وميكروفون الجهاز دون أن يلاحظه أحد، وفقاً لـ NSO. يهدف هذا التطبيق إلى تعقب الإرهابيين والمجرمين.

عملاء برنامج "بيخاسوس"

استخدمت السلطات الألمانية، تحديداً مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية والمخابرات الفيدرالية البرنامج. وسبق أن وضعت الولايات المتحدة شركة NSO على قائمة العقوبات عام 2021 في محاولة من واشنطن لمنع الشركة من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية.

من العملاء المحتملين للبرنامج، جهات حكومية في ألمانيا ترغب في استخدام برامج التجسس بهدف تعقب الإرهابيين المشتبه بهم وغيرهم من المجرمين. لكن لا يوجد حتى الآن تأكيد رسمي أو رفض من هذه الجهات، حول ما إن كان المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية - المخابرات الداخلية (BKA) أو الاستخبارات الخارجي (BND) قد استخدمت برنامج التجسس "بيغاسوس"، على غرار حصان طروادة. وذلك حتى بعد مرور عام على الكشف عن هذا البرنامج، وفقاً لتقرير دوتش فيللة في 18 يوليو 2022 بيغاسوس. عام على فضيحة برنامج التجسس وبرلين تلتزم الصمت!

اقرأ المزيد: "واتساب" يبدأ بخدمة نقل السجلات بين نظامي الهواتف النقالة

لكن شركة آبل وفيسبوك اتهمتا NSO  باختراق "منتجاتها ورفعتا دعوى قضائية ضد الشركة، كما تضررت الشركة من قرار الحكومة الإسرائيلية بتشديد الرقابة على صادرات البرمجيات وهذا أدى إلى خفض عدد الدول التي تستطيع NSO بيع برامجها من 100 إلى 37 دولة.

قائمة بأهداف تجسس محتملة

وكشف بحث أجراه اتحاد دولي من الصحفيين، والذي يضم أيضاً وسائل إعلام ألمانية منها تلفزيون NDR  وWDR و"Süddeutsche Zeitung" وصحيفة "Zeit" الأسبوعية، بالاشتراك مع منظمة العفو الدولية، تقييم مجموعة بيانات تضم أكثر من 50000 رقم هاتف، وهي قائمة بأهداف تجسس محتملة اختارها عملاء شركة NSO Group  في أوروبا. يشير البحث الجديد إلى أن برنامج التجسس قد تم استخدامه أيضاً في أوروبا، على سبيل المثال في ألمانيا والمجر.

أجرى كذلك خبراء تكنولوجيا المعلومات من مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية في برلين ومختبر المواطن التابع لجامعة تورنتو تحقيقات جنائية في 44 جهازاً من أجهزة "آيفون" لأفراد تم تحديد أرقامهم على ما يبدو كأهداف محتملة من قبل عملاء NSO تم العثور على آثار للهجمات ببرنامج "Pegasus" على 37 جهازاً، ويبدو أن حصان طروادة كان نشطاً على بعض الهواتف المحمولة.

الاستخبارات تحتاج صلاحيات أوسع

تعاني بعض أجهزة الاستخبارات الدولية ووكالات إنقاذ القانون، من صعوبة مراقبة اتصالات أهداف، تمثل تهديداً لأمنها القومي، وقد وجدت في برنامج "بيخاسوس" ضالتها، بمساعدتها على تعقب العناصر المطلوبة على قوائم الجريمة والإرهاب، لكن أين تكمن المشكلة؟

المشكلة لا تتعلق بالشركة المصنعة ولا بالبرنامج، هي تقنية رائدة ومتقدمة جداً في زمن عالم السيبراني، فبعد أن كانت هناك مراقبة على أجهزة الهواتف الثابتة التقليدية تنفذها الحكومات، اليوم هذه الحكومات تحتاج مثل هذه البرامج، لتأمين أمنها الوطني والقومي، لكن ما تحتاجه هو الحصول على موافقات السلطات التشريعية لكي تعتمد مثل هذا النوع من البرنامج.

اقرأ المزيد: الغزو الروسي لأوكرانيا يسهم في تراجع مبيعات الهواتف الذكية

والقضية تكون أكثر تعقيداً، عندما لا يكون هناك "فهم" من السلطات التشريعية، فما تحتاجه وكالات إنقاذ القانون، هو الحصول على الصلاحيات من أجل تنفيذ عمليات استباقية تعمل على حماية أمنها، وما تحتاجه السلطات التشريعية أن يكون هناك فهم لمخاطر الأمن القومي والمهام التي تقوم بها الاستخبارات ووكالات إنقاذ القانون، في زمن "الديجتال" وعولمة الاتصالات، اليوم نحن أمام مفاهيم أمن قومي جديدة.

ليفانت – جاسم محمد

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!