الوضع المظلم
الأربعاء ٢٤ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • مجلة التايم الأمريكية.. حقوقيان سوريان من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم

مجلة التايم الأمريكية.. حقوقيان سوريان من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم
صورة تعبيرية. معقلون ومغيبون قسرياً وضحايا النظام السوري. وقفة تضامنية في برلين ألمانيا. أرشيف

ليفانت خاص

تصدر مجلة التايم الأمريكية قائمةً مجمّعةً كل عام تتضمن مئة شخص لأكثر الشخصيات نفوذاً وتأثيراً في العالم. والشخصيات من ميادين مختلفة أو (مجموعة من الأفراد) ويجري تصنيفهم في فئات عدة؛ من القادة والفنانين إلى المفكرين والأبطال والرواد.. إلخ

وضعت المجلة الحقوقيان السوريان والناشطان الحقوقيان المعارضان للنظام السوري، أنور البني ومازن درويش ضمن فئة الرواد في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، وقدّم لهما في التعريف كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش.


مجلة التايم، دورية أسبوعية دولية أمريكية من أشهر الصحف بنسختها الورقية والإلكترونية التي تستعرض الكتب الجديدة في الأسواق وتقدم اللقاءات مع الكتاب والمشاهير. تغطي مجلة التايم أوروبا الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. توجد نسخة آسيوية والكندية منها توقفت 2009 وصدر العدد الأول في 3 آذار 1923.

أثمرت جهود الحقوقيان السوريان أنور البني ومازن درويش، وكليهما كانا معتقلين عند النظام، عن عدة نتائج يثمنها كثر من السوريين في المجال الحقوقي وملاحقة المتورطين في جرائم الحرب والتعذيب، وأيضاً الجانب التوثيقي لانتهاكات النظام السوري على أنواعها.

برز على نحو أكثر وضوحاً سورياً ودوليا، اسم المحامي والحقوقي أنور البني في السنوات الأخيرة على خلفية نشاطاته الحقوقية المكوكية في أوروبا بما يخص الشأن السوري، ولاسيما المتعلق منها بتغطية محاكمة كوبلنز الشهيرة لشخصيتين أمنيتين محسوبتين على النظام السوري أحدهما الضابط أنور رسلان.

يوضح البني لليفانت نيوز أهمية هذه المبادرة من مجلة عريقة كالتايم الأمريكية، ولاسيما بوصفها تتجه لتسليط الضوء أكثر على فنانين وسياسيين، لكنّ المهم كما يقول أنور هو حضور القضية السورية، فذكر أنور و مازن كحقوقييّن هو لفتة من المجلة أيضاً للتذكير بالقضية السورية.

المحامي أنور البني من أمام محكمة فرانكفورت الألمانية/ ليفانت نيوز

اشتُهر البني بالدفاع عن المعتقلين السياسيين ونشاطه في مجال حقوق الإنسان في سوريا. وداوم على حضور جلسات محكمة كوبلنز دورياً، وقدّم التصريحات لوسائل إعلام ألمانية وسورية، ولاسيما صحيفة ليفانت اللندنية التي غطت المحاكمة منذ اليوم الأول، وكان له عدة وقفات مع مراسلة الجريدة الزميلة لونا وضفة التي غطت المحكمة.

في هذا السياق، يوضّح البني لليفانت، أن لفتة المجلة مهمة لجهة الإضاءة على مسار عملية المحاسبة التي جرت وتجري لشخصيات محسوبة على النظام تورطت بجرائم حرب وانتهاكات، في إشارة إلى محكمة كوبلنز التي انتهت بإدانة المتهمين.

ويرى البني أن هذا النوع من الإضاءات على جهود ناشطين في الشان العام السوري في منابر عالمية مختلفة، إجراءٌ مهمٌ لإبقاء القضية السورية حاضرة دائماً، ولاسيما للتذكير بالضحايا والمعتقلين حتى الآن في سجون ومعتقلات النظام السوري، مضيفا، أنه تذكير بمبدأ العدالة الذي يجب أن يسود باعتباره حجر الأساس في أي مجتمع ولاسيما في سوريا.

يؤكّد الحقوقي أنور البني على أن ورود اسمه في هذه قائمة التايمز لعام 2022 هو أداة/وسيلة لحضور قضية السوريين ومطالبهم المحقة في العدالة، فالأمر يتجاوز الشخصي بخضور القضية الكبرى، فالعدالة وأهميتها في سوريا، شهادات الضحايا أو ذويهم أمام المحاكم ومعاناتهم هو ما جذب اهتمام مجلة التايم.

وحصل البني  في عام 2008 على جائزة الخط الأمامي للمدافعين عن حقوق الإنسان المعرضين للخطر. وفي عام 2009م حصل على جائزة حقوق الإنسان من قبل الرابطة الألمانية للقضاة. وفي عام 2018م، فاز بجائزة حقوق الإنسان الفرنسية-الألمانية. واعتُقل في أيار2006، ووقع إعلان بيروت دمشق، الذي كان يدعو إلى الإصلاح الديمقراطي.

حُكم عليه في وقت لاحق بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة. واعتبرته منظمة العفو الدولية سجين رأي. أخليَ سبيله عام 2011 واستمر في الدفاع عن المعتقلين حتى نهاية عام 2014 عقب اشتداد الحروب والمعارك وتهديد حياته. يُقيم حالياً في ألمانيا ويعمل على فتح ملفات مجرمي الحرب في سوريا الذين نجوا من العقاب كما يعمل على تشجيع وتأييد ما يُعرف بالعدالة الانتقالية.

الحقوقيان أنور البني ومازن دوريش. رسم مجلة التايمز في تصنيف 2022 لأكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم

أما المحامي والناشط مازن درويش يشغل رئاسة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، واعتقل على خلفية نشاطاته الحقوقية بتاريخ 16 شباط 2012 وأفرج عنه في 10 آب 2015، بعد مطالبات منظمات دولية عدة اعتبرته سجين رأي، وحصل جائزة اليونيسكو / جوليرمو كانو لحرية الصحافة في 3 ايار 2015.

كينيث روث يُقدّم ويُشيد 

في تعريفه عن الحقوقييّن السورييّن، قدم كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، سردية مذكّراً بعام 2014 عندما استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع إحالة الفظائع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية الأمر الذي لم يسمح بملاحقة مرتكبي هذه الجرائم.  ووفق روث فإن حق النقض وضع العدالة بعيداً عن متناول الضحايا؛ فتحرك المحاميان السوريان.

يشيد روث بنشاط الحقوقييّن مع المدعين الألمان، إذ استفادا من المفهوم القانوني للولاية القضائية العالمية المعترف به في ألمانيا، ففي يناير/ كانون الثاني، أدانت محكمة في مدينة كوبلنز الألمانية ضابط المخابرات السابق أنور رسلان العالم في الفرع 40 (الخطيب).

اقرأ المزيد: ازدادت عمليات الإعدام قبل تقرير آمنستي.. نصف إعدامات العالم في إيران

ما يزال رسلان أكبر مسؤول سوري يُحاكم حتى الآن، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب الإشراف على التعذيب المنهجي للمعتقلين، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

يختم روث مشيداً بنتائج المحاكمة، باعتبارها تعطي قدراً من الاحترام للضحايا وتوفر الأمل لمزيد من العدالة. إذ يمكن أن تساعد هذه المحاكمات في ردع المزيد من الفظائع، في سوريا وأماكن أخرى.

 

إعداد وتحرير: وائل سليمان

ليفانت نيوز _ التايمز

 

 

 

 

 

 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!