الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الاختيار 3.. الفن بمواجهة التطرف الإخواني بالفضح والتعرية

الاختيار 3.. الفن بمواجهة التطرف الإخواني بالفضح والتعرية
مسلسل الاختيار والإخوان \ ليفانت نيوز

لا شك في أن للفن دوراً بارزاً في مواجهة التطرف والتشدد والإرهاب في أي مجتمع، خاصة المجتمعات التي تعاني من صراعات ونزاعات داخلية يستغلها عادة المتطرفون في محاولاتهم لإقامة مناطق نفوذ كما هو الحال في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً منذ العام 2010، مع بدء ما عرف بـ"الربيع العربي"، الذي تم استغلاله أي استغلالاً من قبل المتطرفين، وعلى رأسهم أفرع تنظيم الإخوان المسلمين في مجموعة دول شهدت اضطرابات وانتفاضات شعبية.

ولم يكن الحال في مصر استثناءً، إذ عمل تنظيم الإخوان المسلمين هناك، على استغلال احداث الانتفاضة الشعبية على حكم الرئيس السابق حسني مبارك، بغية السيطرة على المجتمع المصري، وأخذ الدولة المصرية رهينة في يد قوى إقليمية، تُعتبر المشغل والمُمول والمُستفيد الأول من تقلد الإخوان للحكم في مصر.

مسلسل الاختيار

وعليه، لم يقبل الفن المصري المتميز، أن يكون مُحايداً في معركة خلاص وطنه من براثن التطرف والتشدد الذي حاول تنظيم الإخوان جلبه وفرضه على المصريين، فبدأ خلال السنوات الأخيرة، بفضح مسارات العقد الماضي، التي استطاع فيه الإخوان الوصول إلى حكم البلاد، قبل أن تؤدي سياساتهم الطائشة وتدخلاتهم الفجة في شؤون المصريين أنفسهم والإقليم من حولهم، إلى قلب الطاولة عليهم.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون والنظام السوري.. مصالح مشتركة في الهندسة الديموغرافية

فرصد مسلسل "الاختيار 3" في إطار الدراما الرمضانية للعام الحالي، عدداً من التفاصيل والكواليس التي يجري الكشف عنها لأول مرة حول فترة حكم تنظيم "الإخوان" المسلمين بمصر، مروراً بالأزمات التي دخل فيها التنظيم، والصدام مع مؤسسات الدولة الأمنية المختلفة، حيث أخفق التنظيم في تنفيذ كل المخططات التي وضعها، وكانت كل تحركاتها مرصودة من جانب أجهزة الدولة المصرية، التي أعاقتها، وصولاً إلى الإطاحة بها.

التباعد بين الجيش المصري وتنظيم الإخوان

فشهدت الحلقة الثالثة من المسلسل، مواجهة بين وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي في ذلك الوقت، ومرشد الإخوان محمد بديع، يعاتب فيها المرشد المؤسسة العسكرية على التباعد بينها وبين الجماعة، وعدم السماح لأعضاء الجماعة بالانضمام للقوات المسلحة.

اقرأ أيضاً: مصر.. تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً للمرة الخامسة

في تلك المواجهة، يرد وزير الدفاع السيسي، بأن الإخوان يقومون بالتدخل في أمور لا تخصهم، وأن رئيس الدولة رئيس كل المصريين سواء الإخوان أو غيرهم، ولا يجوز للإخوان التدخل في مؤسسات الدولة كما يفعل خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي بذهابهما بمطالب وأوامر الجماعة إلى الأجهزة الأمنية.

الإعلان الدستوري لمرسي

وفي الحلقة الخامسة للمسلسل، كُشفت مُخططات مؤسسة الرئاسة ومكتب الإرشاد (الإخواني)، للتجهيز للإعلان الدستوري الذي يعتبر الخطيئة الكبرى للرئيس السابق محمد مرسي في حق المصريين، حيث استغنى به عن الدستور، ومنح نفسه صلاحيات كاملة، فرض بها سطوته على سلطة التشريع، ممثلة في مجلسي الشعب والشورى، وأقال به النائب العام بعد سطوته على مؤسسة القضاء أيضاً.

اقرأ أيضاً: شبح الحرب يلوح مجدداً في ليبيا.. لماذا يحشد الإخوان لصراع مسلّح؟

وشهدت الحلقة الإعلان الدستوري الذي فاجأ به محمد مرسي المصريين، حيث خصص مجموعة من خبراء القانون التابعين للجماعة عكفوا عليه سراً وأخرجوه للشعب جهراً في مفاجأة لم تتوقعها القوى السياسية حينها، وأفصح المسلسل عن الغضب العارم الذي انتاب القوى السياسية جراء الاعلان الدستوري، ومنح الرئيس نفسه صلاحيات مطلقة، وصفها الشعب حينئذٍ بالسطو على حق السلطات، لتنطلق التظاهرات والاحتجاجات في كل ربوع البلاد لرفض الإعلان الدستوري، لتواجهها مظاهرات الإخوان، في مشهد كان إيذاناً بحرب أهلية بين الطرفين، بينما كان الفريق عبد الفتاح السيسي يراقب الأوضاع من مكتبه في وزارة الدفاع، ولم يرُق له ما حدث، فطلب لقاء رئيس الجمهورية في الحال.

تهديدات الإخوان للجيش المصري

في حيت استعرضت الحلقة الثامنة من المسلسل تسريباً خطيراً بين الرئيس الإخواني المتوفى محمد مرسي، والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية آنذاك.

وأفصح التسريب عن تهديد محمد مرسي للمشير طنطاوي بإحراق الإخوان لمصر، لو خسروا الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في يونيو من العام 2012 وتمت وقتها بينه وبين الفريق أحمد شفيق، وأثناء التسريب، تكلم مرسي بثقة عن فوزه بالانتخابات حتى قبل إعلان النتيجة، ودعا إلى عدم تغيير النتيجة حتى لا يجري إضرام النيران في البلاد، قائلاً إن النتيجة إذا تغيرت سيؤدي ذلك إلى حالة من الاضطراب لا نعلم إلى أي مدى ستذهب ووقتها لا أحد يستطيع مواجهتها.

اقرأ أيضاً: حمد بن جاسم يعلن وفاة جماعة الإخوان

كما كشفت تورط صفوت حجازي عضو جماعة الإخوان في تهريب شحنة أسلحة من فيتنام إلى سيناء، بجانب كشف كواليس تحويل أحمد عبد العاطي، مدير مكتب رئيس الجمهورية إلى "جاسوس" لمكتب الإرشاد داخل مؤسسة الرئاسة، لينقل لهم تحركات الرئيس السابق محمد مرسي، ويبلغهم بما يجري داخل قصر الاتحادية أولاً بأول.

كما بينت اقتراح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقائد الأركان حينها، على الرئيس المعزول محمد مرسي إقامة حوار وطني بين كل القوى السياسية لحل الأزمة التي تلت إصدار مرسي الإعلان الدستوري المكمل، وتخفيف حدة الاحتقان بالشارع ضد مرسي وجماعته قبل دخول البلاد في نفق مظلم، وإثر ذلك، أبلغ أحمد عبد العاطي، مدير مكتب المعزول محمد مرسي، على الفور، مكتب الإرشاد وتحديدا خيرت الشاطر نائب المرشد بزيارة الفريق السيسي إلى مؤسسة الرئاسة، ليطلب بعدها الشاطر من مرسي التدخل وإخراج السيسي من الصورة، وأعلنت رئاسة الجمهورية فيما بعد غيابها عن الحوار الوطني.

الإخوان والقاعدة وتقسيم مصر

في حين كشفت الحلقة التاسعة العلاقة الوطيدة بين محمد البرادعي وجماعة الإخوان المسلمين، إذ أظهر التسريب محمد مرسي وخيرت الشاطر مع بعض الشخصيات وهم يتحدثون جميعا عن مسألة تولي محمد البرادعي رئاسة الوزراء، كما شهدت تفاصيل خطة جماعة الإخوان لتنفيذ عمليات إرهابية في مدن القناة، وأوضح ضابط الأمن الوطني زكريا يونس أن معظم الخلايا الإرهابية التي خرجت من السجون بعفو من المعزول مرسي، هي الذراع الرئيسية لتنفيذ مخطط الجماعة.

واستعرض موقع "القاهرة 24" تفاصيل جرائم المتهمين في 28 مارس 2014، حيث قالت جهات التحقيق إن مخططهم الإجرامي كان يستهدف التجارة الدولية في قناة السويس، وتحديداً في المنطقة النفطية، وتقسيم مصر باتخاذ سيناء ومنطقة البحر الأحمر لإقامة دولتهم، وإنشاء جهاز داخل التنظيم لتنفيذ الاغتيالات، واشار الموقع المصري إلى أن النيابة على علم بمصدر أموال هؤلاء من خلال رسالة عثر عليها بمنزل أحد المتهمين موجهة لأيمن الظواهري، يطلبون فيها أموالاً ومخططات لتنفيذ أعمالهم الإرهابية.

اقرأ أيضاً: محلل تونسي يكشف لليفانت علاقة تصريحات أردوغان بالإخوان.. و"الاحتلال العثماني"

أما الحلقة العاشرة، فقد كشفت عن تسريب موثق بالصوت والصورة، للقيادي الإخواني خيرت الشاطر، يهدد عبره بعمليات تفجيرية وإدخال القاعدة لمصر، ودور المرشح الرئاسي السابق حازم صلاح أبو إسماعيل في ذلك، كما تضمن التسريب تهديداً حقيقياً من الشاطر بإحداث تفجيرات عند وزارة الدفاع والمنشآت الحيوية المصرية، لإحداث إرباك للأجهزة الأمنية المصرية وإنهاك الجيش، كما أفصح عن وجود تعاون بين الإخوان والقاعدة من خلال حازم صلاح أبو اسماعيل.

الفن الكاشف للطبيعة الإرهابية للتنظيم

وقد علق وزير الأوقاف المصري، الدكتور مختار جمعة، على الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار 3"، عبر سلسلة تغريدات نشرها غلى حسابه في "تويتر"، قائلاً: "مسلسل الاختيار (يقصد الجزء الثالث) كاشف لطبيعة الجماعة الإرهابية وشيء من مخططاتهم في محاولة الاستيلاء على كل مفاصل الدولة والتحكم فيها وفق مخططاتهم للسيطرة عليها مع سحق كل مخالفيهم كما يكشف بعض جوانب عنصريتهم المقيتة وأوجه خيانتهم للوطن".

اقرأ أيضاً: عضو سابق مقرّب من الإخوان المسلمين يقود حملة ضد الائتلاف السوري المعارض 

وأضاف: "مسلسل الاختيار كشف إلى أي حد تعاملت جماعة الإخوان ورئيسها مع الدولة بنظام البلطجة وليس ذلك عليهم بغريب.. والمسلسل مجرد كاشف لطبيعتهم بالصوت والصورة التي لا نكران لأي منهما"، متابعاً: "مسلسل الاختيار برهن بالدليل القاطع أن الدولة كانت تدار من مكتب الإرشاد، وأن خيرت الشاطر ورجاله هم من كان يحكمون ويسيطرون على صنع القرار، وأن التمكين لعناصر الجماعة وعملائها كان على رأس أولوياتهم وفوق كل اعتبار".

وأخيراً، يشارك في بطولة مسلسل "الاختيار 3" عدد كبير من كبار النجوم المصريين، ومنهم ياسر جلال، كريم عبد العزيز، أحمد السقا، أحمد عز، عبد العزيز مخيون، خالد الصاوي، صبري فواز، بيومي فؤاد، أشرف زكي، ايمان العاصي، محمد رياض، خالد زكي، أحمد بدير، وميان السيد، وبدء عرضه منذ بداية رمضان الجاري، حيث ووفق المعلومات المتوفرة عنه، فأنه سوف يستعرض 30 تسريباً خطيراً عن الإخوان، حتى نهاية رمضان.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!