الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الأوضاع الاقتصادية المتردّية.. تغيّر هوية "المطبخ السوري"

الأوضاع الاقتصادية المتردّية.. تغيّر هوية
غلاء أسعار سوريا

أشارت مصادر إعلامية إلى معاناة السوريين، الذين عانوا من الحصار في المناطق الساخنة خلال السنوات الأولى من الحرب، والذين اضطرتهم الظروف المعيشية القاسية إلى ابتكار الكثير من البدائل للمواد المفتقدة، فمنهم من صنع الحلويات من طحين العدس، ومنهم من اقتات لشهور على شوربة الماء والبهار والحشائش البرية، ومنهم من أعاد تدوير زيوت القلي المستعملة وصنع منها صابون الجلي والاستحمام عدا عن استخدامها للإضاءة.


كما استخدم بعض السوريين روث الحيوانات للتدفئة والطهي. بل إن هناك في الغوطة من تمكن من توليد الغاز بوسائل بدائية من الفضلات.


أما المناطق التي لم تتعرض للحصار واستمرت فيها الحياة بشكل شبه طبيعي، فقد استبدلت وما تزال كثيرا من المواد بأخرى شبيهة جراء ارتفاع الأسعار، لا سيما الأدوية التي حل مكانها الأعشاب، فنشطت محلات العطارة كعيادات للطب البديل، وطرأ على الأطعمة والوجبات الكثير من البدائل فظهرت اللحوم المصنعة من مواد نباتية وزيوت الصويا، التي لم يعرفها السوريون سابقاً، كما استبدل على نحو واسع زيت الزيتون الذي أصبح سعر الليتر منه بسبعة آلاف ليرة بزيت الذرة وسعر الليتر منه بأربعة آلاف ليرة، ولحوم الضأن والعجل (وسطي سعر الكيلو 30 ألف ليرة، بلحم الدجاج.


وأشارت صحيفة الشرق الأوسط، إلى أنّه في الأشهر الأخيرة بدأ الدجاج ينسحب من موائد السوريين لدى قفز سعر الكيلو من 3000 ليرة إلى 13 ألف ليرة لتحل مكانه منكهات ومواد أخرى أرخص) (الدولار الأميركي الواحد يعادل 3100 ليرة).


جنون الأسعار أفقد السوريين بهجة زيادة الرواتب


ولفتت المصادر إلى أن اسم وشكل الوجبات السورية ما زال كما هو لكن الطعم تغير. وأعطت على سبيل المثال لا الحصر "الكبة السورية" وهي الوجبة الأكثر شيوعاً وتعتمد بشكل أساسي على لحم الضأن أو العجل، لكنها باتت اليوم تحضر من الدجاج والبرغل والقليل من الطحين أو السميد، بدل اللحم، ومؤخراً راحت كميات الطحين والسميد تزداد ولحم الدجاج يقل حتى بات يقتصر على كميات قليلة جداً مع نكهة من دهن الضأن للحشوة، لتباع الحبة الواحدة بـ1500 ليرة، علماً أنها لو حضرت وفق الأصول لبلغت تكلفتها أضعافاً مضاعفة.


وفي سياق متصل، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الأسبوع الماضي قراراً يسمح بتصنيع "أشباه الألبان والأجبان"، واشترطت على المصنعين تسمية تلك المنتجات بأسماء منتجات الحليب كاللبن واللبنة، واستبدالها بمصطلحات تتناسب مع طبيعة المادة مثل: "كريم مالح، حامض قابل للدهن... الخ"، وذلك بحجة "حماية المستهلك"، وقوننة تصنيع أشباه الألبان والأجبان الشائعة في الأسواق السورية المشكوك باحتوائها على زيوت مهدرجة وسمن ومواد أخرى مجهولة، قد تكون مسرطنة، منها ما يعرف بـ"لبن سكب" ويباع على أنه زبادي بلدي فيما هو مصنع من "حليب مجفف ومستحلبات ونشاء وزيوت مهدرجة بقيمة غذائية وكلفة أقل بكثير من الزبادي البلدي"، الذي يصل سعر الكيلو المصنوع من حليب البقر إلى أكثر من ألفي ليرة بينما يتجاوز سعر كيلو زبادي الغنم الذي يتمتع بقيمة غذائية عالية، إلى أربعة آلاف ليرة.


وكان موقع روسيا اليوم قد أفاد، بأنّ وزارة التجارة الداخلية لدى النظام السوري، أصدرت قراراً بتجميد قرار أصدرته قبل أيام متعلق بـ”أشباه الأجبان والألبان”، وذلك بعد جدل وانتقادات واسعة في البلاد.


اقرأ المزيد: مخاوف من سيطرة حزب الله.. الانهيار الاقتصادي يهدد قدرات الجيش اللبناني


وبحسب المصدر، فقد أصدر وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لدى النظام السوري، طلال البرازي قرارا اليوم يقضي “بتجميد العمل بالقرار رقم 1293 تاريخ 11 مايو/ أيار 2021، المتعلق بضوابط ومواصفات منتجات الألبان والأجبان المضاف إليها الزيوت النباتية غير المهدرجة”، لافتةً إلى أنّ إلى أن إجراء تجميد القرار يأتي بهدف “التوسع بدراسته مع الجهات المعنية ذات العلاقة”.


ليفانت- الشرق الأوسط

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!