الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الأمن والأمان حيُث الإنسان أولاً
إبراهيم بن جلال فضلون

يظل الأمن في المملكة العربية السعودية، هو الهاجس الأكبر لقادة هذه البلاد، التي تنعمُ بمنظومة أمنية في كل ركن من أركانها، لتدق طرقاً بيد من حديد على كل عابث ومارق يحاول القفز على مسلمات تلك المنظومة ومعطياتها، فلا شيء يعدل نعمة الأمن والأمان في الوطن.


ولا شيء يعدل الخوف في وجوه الضعفاء، خاصة عند انفلات الأمن وشيوع الفوضى وسيادة قانون الغاب، وإزهاق روح الأمن الذي ننعم به في مملكة الإنسانية ويغبطنا عليه كثيرين، لذا كان توجيه الملك سلمان وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لوزارة الداخلية بقيادة الأمير عبد العزيز بن سعود -سلمه الله- إلى الشروع في بناء الدولة باطمئنان وثقة، وفق ركائز الرؤية 2030، وترسيخ دعائم الأمن كوسيلة مهمة وحيوية من أهم وسائل البناء.


لكن عندما يُخلخل المجتمع ذلك النظام، يجب بتره، ولعل فاجعة الأباء فيمن يحملون فيهم الأمل، ليحصدوا ما زرعوا فيهم، وكيف يُدمرون أنفسهم، ونحن معهم كأباء، فالموت يكون مصيرنا ببُطىء أليم، لكن عندما يُعلمونهم إطلاق النار والتربية على مسك السلاح والتهديد، وكأنه لُعبة يتسلون بها ويفتخرون، فهي الطامة!!، فما شعورهم حينما يخطئُ ابن بطلقة تقتل أو تصرعُ بريئاً؟ حينها يندمون..


ويتندمون ويطرقون كل الأبواب والطرقات للعفو عن أبنائهم، لما كل هذا الهلاك لنا، ونحن في غنى عنه؟!!. وعندما يصرخ بريئاً ألماً بصوت يعلو صوت الرصاص فيموت أو يُجرح أو...، تجد لا لون يطغى على احمرار الحياة التي شهقت عندما قتل أبن أدم أخاه. فلون الدم يتغلغل في سلوكيات بعض الأباء وجهلهم بالحياة، عند تربية أطفالهم على مسك السلاح، هذا ما حدث وللحكاوى كُتب، لكن عندما يعبث طفلاً في


الثالثة عشر من عمره ولو بسلاح صيد بجوار أخيه بمحافظة السُليل – وادي الدواسر، احدى أكبر محافظات منطقة الرياض، التي تنعم بأمير، هو أقل ما يُقال عنه أمير الخير الأمير فيصل بن بندر، ومُحافظ مشهود له عملهُ، والقصة هي: (منذ يوم 6/5/ 1442هـ، جلسن طفلان يتعلمان على يد مُعلمهم (هاني عبدالتواب) مصري، وحافظ للقرآن الكريم، والذي تصدرت قضيته ترندات عدد من المجتمعات العربية والأوربية، #هاني_عبدالتواب، الذي كان يعبث أحد طلابه بسلاح خرجت منه طلقة برأس مُعلمه الذي هوى فاقداً الوعي إثر طلقة من سلاح، فقط لعبث طفلاً بماذا؟ بسلاح، ليحملوه لوحدة السليل الصحية، تاركين إياه هناك هاربين، ثُم يُسلمهما الأب بعد بلاغ صاحب


المدرسة، الذي قاد بدوره وأبلغ الأمن والمحافظ والإدارة التعليمية، ليهروع الأمن الجنائي لأخذ العينات، والسر يكمن واثقين بالتحقيقات السعودية.. وهو أن هاني مشهود له فلماذا تركاه الأولاد من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الواحدة ظهراً ينزف دون اسعاف ليُحضراه للصحة هاربين... لكن قبل كل ذلك تتم الفاجعة بالوحدة الصحية.. لا إمكانيات في وطن جابه وسبق أكبر دول العالم بمجموعة العشرين في تفشي كورونا، لولا وجود استشاري زائر سارع بالتواصل مع مستشفيات الرياض، ليتم نقله كل هذه المسافة حوالي 6 ساعات ونصف بسيارة مُجهزة وهو ينزف منذ العاشرة صباحاً، وهنا يُشهد لإداراتنا الطبية في مستشفى طواري الإيمان بالرياض، ووجود


المدير المناوب ا/ بكر العطاوي وسرعة استجابته في استقبال الحالة، وتصميمه بعدم ترك المريض واسعافه أولاً، لأنه بحاجة لإجراء تدخل جراحي عاجل، كونه وفريق الأطباء جزء من خط دفاعنا الأول، ويبقى المريض مُنوماً بعد الجراحة، ولا ندري ماذا بعد؟!! -ألهم الله- أهله وأهل أمثاله ممن لم يشعر بهم أحد لا مسؤولين ولا غير مسؤولين!، اللهم إلا من ملئت قلوبهم الرحمة، وحُب الإنسانية، فقد سارع أطباؤنا لإنقاذه، لكن ماذا عن مُطلقي النار، أحدهما خرج بكفالة، والأخر مطلق النار ذات الثالثة عشر من العُمر؟، وقد اعترف، وكُلنا أمل بعدالة الله وقياداتنا التي ننعم بخيرات الأمن، وهم ساهرون عليها... لقد مات هاني شهيداُ لغربته وعلمه بعد أسبوع من المعاناة بالعناية المركزة، تاركاً عبئاً ثقيلاً وأمانة العدالة في أيدي أقسمت برده، ونحن فيهم ثقاة مهما كانت الجنسية فالقصاص حياة يا أولي الألباب...


فباسم طفليه الصغار وأبوية ومن مثلهم في الحياة قد ذهب ضحية ذلك العبث ألتمس اتخاذ ما يجعل العدل رادعاً مُمكناً، يُشفي قلوبهم.. إنها يا سادة قصة إذا عايشتها تجد فيها جنوداً أبطال أولهم أبطال الصحة، ثم الأمن والأمان بوزارة الداخلية، ولا أنسى هنا الدور الملموس للخارجية المصرية.. السفير عمرو محمود عباس، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج.. والسفارة بالرياض وجُهدهما، ووعدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وعهدنا بها وافية للوعد، بل وأقسم كل المسؤولين


على رد حقوق أبنائها، عقب انتهاء التحقيقات الخاصة بالقضية الجنائية. لكن هل مع الوقت سيكون مصيره كمن سبقه.. وماذا بعد؟!!..


  ولعل الرد نابعاً من أعماق قلبي: إننا بيد أمينة، ولو كانوا مُقيمين ضيوف على أرض الحرمين الشريفين، فحق الضعيف والمظلوم تهتز له أرجاء السماء والأرض، والتي حث عليها شرعنا وحكوماتنا حتى مليكنا المُفدى خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين -أطال الله عمرهما-، موجهين به وزارة الداخلية بقيادة الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف -سلمه الله- وننتظر الجواب!!. لتعود إلينا مناطقنا وخاصة محافظة وادي الدواسر ومجتمعنا أمناً مُطمئناً، ننعم فيه كما يرانا العالم الذي سبقنا مُؤشراته في الأمن هذا العام.



ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!