الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الأقليات العرقية في روسيا تواجه خطر الإقحام بالحرب الأوكرانية

الأقليات العرقية في روسيا تواجه خطر الإقحام بالحرب الأوكرانية
مشاة البحرية الروسية يتخذون موقفهم خلال التدريبات العسكرية الروسية-البيلاروسية Union Courage-2022 في ساحة تدريب Obuz-Lesnovsky في بيلاروسيا (الصورة: الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع الروسية عبر أسوشيتد برس)

يتعرض أفراد الأقليات العرقية في روسيا، إلى خطر إقحامهم في حرب ليس لهم فيها أي مصلحة، حسب شهادات أوردتها مجلة "فورين بوليسي" ضمن تقرير أفصح عن رفض شرائح عديدة من المجتمع الروسي للمشاركة في الحرب على أوكرانيا.

ويتواجد في روسيا الفدرالية عدد من الأقليات من مختلف الأعراق، إذ أخضعت روسيا الإمبراطورية القديمة مجموعة عرقيات فيما تسعى روسيا الحديثة إلى الحفاظ على سلطتها عليهم بإقحامهم في غزو أوكرانيا، وهو ما يرفضه كثيرون.

وقال التقرير في الصدد: "يمكن لنظام بوتين أن يرسل البوريات والشيشان والداغستان ليموتوا في أوكرانيا بسبب قرون من التوسع الاستعماري العنيف".

ومن ضمن الأقليات التي أظهرت رفضها للغزو منذ البداية، أقلية البوريات الذين ينتمون لجمهورية بورياتيا التي تدخل في نطاق الاتحاد الروسي بالمنطقة السيبيرية، وقد حدث أول توغل روسي رسمي لسيبيريا في عام 1581، لكن إخضاع المنطقة الشرقية الهائلة استغرق قروناً من الاحتلال العسكري والاستغلال الاقتصادي والاستعمار الاستيطاني لتحقيقه.

أقرأ أيضاً: الجمعية العامة للأمم المتحدة تُدين روسيا بأغلبية ساحقة

ولم يكن غزو روسيا لشمال القوقاز أقل عنفاً، والذي أطلقه القيصر نيكولاس الأول في عام 1817، إذ أدى إلى عقود من الصراع الدموي والإبادة الجماعية ضد الشركس، وذكر التقرير تعليقاً على هذا المشهد: "التجاهل الصارخ من الدولة الروسية الحديثة، استمرار منطقي للأيديولوجية الإمبراطورية التي نشأت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر".

وقد قالت فاطمة تليس، وهي صحفية من "شركيسيا" Circassie تعمل لدى إذاعة "فويس أو أميركا" ضمن حديث للصحيفة إن أحدث مظاهر العنف الروسي ضد المنطقة هي الحربان الشيشانية الأولى والثانية، في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأكملت: "يتذكر الناس ما فعلته روسيا بالشيشان، لقد كانت تلك رسالة إلى جميع الجنسيات الأخرى تحت الاحتلال الروسي".

وعليه، يرفض العديد من المنتمين لتلك المناطق، حسبها، تزكية حرب بوتين على أوكرانيا ويسعون إلى الهروب من روسيا لتفادي إقحامهم عنوة في قوات الغزو، فيما تكشف البيانات التي جمعتها وسيلة إعلام روسية مستقلة iStories أن الشباب من أقلية بوريات هم من بين أكثر المتضررين من أمر التعبئة "وهو ما أشعل الخوف واليأس في جمهورية سيبيريا الشرقية" حسب فورين بوليسي.

وذكرت سيدة من عرق البوريات للمجلة، شريطة عدم الإفصاح عن اسمها: "يحاول الجميع المغادرة (..) الرجال يخشون مغادرة قراهم، لذلك ذهب الكثيرون إلى الغابات" قبل أن تتابع "هناك شائعات بأن السلطات ستفتش الغابات أيضاً"، وبينت في سياق شهادتها أن موظفي مكاتب التجنيد العسكري في المنطقة يحذفون أسماء أقاربهم ويضيفون أسماء آخرين بشكل عشوائي.

وعلى الرغم من أن الكرملين قال إن مرسوم التجنيد الأخير، يطال فقط جنود الاحتياط ذوي الخبرة القتالية وأنه سيجري إعفاء الطلاب، بيد أن تقارير أفادت بقيام الحرس الوطني الروسي بسحب الطلاب من جامعة بوريات الحكومية، وتلقّي رجال في الخمسينيات من العمر إشعارات التجنيد، بينما يُمشّط ضباط التجنيد  القرى لتجنيد أي رجل يمكنهم العثور عليه.

وواجهت بورياتيا قمعاً وحشياً، أثناء الحقبة الستالينية، ففي عام 1937، جرى إطلاق النار على كلّ كبار قادة بوريات الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية المستقلة أو نُفيوا إلى معسكرات الاعتقال، فيما ألقي القبض على الآلاف من الناس "ولا توجد عائلة بوريات واحدة لم تفقد أقاربها بسبب هذه القمع " وفق شهادة ألكسندرا جارماشابوفا ، عن مؤسسة مؤسسة "الحرية لبورياتيا".

وكشف تقرير فورين بوليسي أيضاً أن التعبئة القسرية للأقليات العرقية قد أثرت بالفعل على علاقات روسيا- الوريثة الشرعية للاتحاد السوفييتي- مع جيرانها، في حين تمتعت روسيا طويلاً، بهيمنة ثقافية وسياسية متواصلة في المنطقة، بينما يستمر مواطنوها السابقون التحدث بلغتها ويتدفقون على مدنها للعمل والتعليم.

بيد أن غزوها لأوكرانيا تسبب في قيام العديد من تلك البلدان بإعادة تقييم علاقاتها مع عاصمة الإمبراطورية السابقة "بينما حفّز أمر التعبئة هذا الطلاق"، بينما نأت كازاخستان وهي جمهورية سوفيتية سابقة، بنفسها عن روسيا منذ 24 فبراير، تاريخ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!