الوضع المظلم
الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
الأخلاق عنوان الشعوب
معراج أحمد معراج الندوي (1)

الأخلاق معناها الطبع والسجية، وهي حالة النفس التي تعبر عنها أفعال الخير والشر من دون الحاجة للتفكير، وهي السمة البارزة لكافة المجتمعات الراقية في العالم المتحضر. الأخلاق تعتبر أساس بقاء الأُمم، وهي المؤشر على انهيار الشعوب أو استمرارها، لأنّ انهيار أخلاق الشعوب هو انهيار لكيانها، فإنّ سلامة المجتمع وقوة بنيانه وسمو مكانته وعزة أبنائه في تمسكه بفضائل الأخلاق.

الأخلاق الحسنة هي عبارة ع حالة إنسانية سلوكيّة، وهي مبادئ وقواعد منظمة لسلوك الإنسان، تقوم هذه القواعد بتنظيم الناس جميعاً، وتعمل على توجيه سلوكياتهم بطريقة تحقق غاية وجودهم، ويمكنهم بهذه الأخلاق أن يتميزوا من بقية البشر. 

الأخلاق هي الأساس لبناء المجتمعات الإنسانية، وهي ضرورة اجتماعية، لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لابد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد المجتمع، وتصارعوا، وتناهبوا، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار والدمار.

إن ارتقاء القوى المعنوية للأمم والشعوب ملازم لارتقائها في سلم الأخلاق الفاضلة، وإنَّ انهيار القوى المعنوية للأمم والشعوب ملازم لانهيار أخلاقها، حيث تلعب الأخلاق دوراً أساسياً في تهذيب المجتمعات، وهي التي تحمي المجتمعات من الانهيار والانحلال، وتصون المدنية والحضارات من الضياع، ممّا يجعلها المسبّب الأساسي لنهضة الأمم وقوّتها.

الأخلاق هي عامل أساسي يخلق النظام للأفراد، ويُساعد على الحد من النزاع بينهم وتحقيق مصالح متبادلة، وتُعزز التعاون في المجتمع. الأخلاق هي عنوان الشعوب، وهي أساس الحضارة ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فـإن هم ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا".

تساعد الأخلاق الحسنة على تجنب الوقوع في العيب واللوم والنقد، ولا تجعل صاحبها يميل إلى الخطيئة أو الإجرام، وهي خُلق الرسول صلى الله عليه وسلّم، وتعتبر مكارم الأخلاق بناء شيّده أنبياء الله عليهم السلام، وقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى يُتمم ذلك البناء، قال الله سبحانه وتعالى في وصف ومدح سيد الخلق رسول الله: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ".

إن التحلّي بالأخلاق الحسنة، والبعد عن أفعال الشر والآثام يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس وإرضاء الضمير، كما إنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.

ما أحوجنا اليوم لنشر وترسيخ مفاهيم وقيم الأخلاق الفاضلة بين فئات المجتمع، لأن السلوك الإنساني بطبعه المتغير، لا يمكن أن يستقيم إلا بتلك الأخلاق الحسنة التي تهذب النفوس وتصقل العقول، وترتقي بالفكر والشعور الإنساني الرفيع، وبهذه الأخلاق يمكن للإنسانية أن تستقر وتنعم في وئام ومحبة وتسامح وسلام.

 

ليفانت – معراج أحمد معراج الندوي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!