الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
اتفاق الرياض ، والتعنت الإخواني
خالد الذعتر

تصاعد المواجهات في محافظة أبين بين لم يكن مستغرباً لأن ذلك كان متوقعاً نتيجة الدفع الإخواني باتجاه خلق أرضية خصبة لتفجير الوضع ، ولعل ما حدث ماقبل ذلك من خروقات إخوانية لحالة التهدئة العسكرية في جبهة ( الطرية ) بمحافظة أبين ، يؤكد حالة الإصرار الإخواني على إعادة حالة الصدام مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الواجهة وكسر حالة الثقة التي يتم العمل على بناءها بموجب إتفاق الرياض ،،


المحاولات الإخواني على تفجير الوضع الأمني في محافظة أبين والتصادم مع قوات المجلس الإخواني هي تأتي لتحقيق عدد من الأهداف ، الهدف الأول منها هو يعود لما تشكله أبين من أهمية استراتيجية حيث السيطرة عليها يعد مطمح إخواني كونها منفتحة على البحر العربي وهذا فرصة مهمة للتنظيم الإخواني لإيجاد منفذ له لفتح قنوات اتصال ودعم مع الأطراف الإقليمية الداعمة له ( قطر وتركيا ) ، والهدف الأخر هو أنها تعد البوابة الشرقية للعاصمة عدن التي ظلت مطمعاً رئيسياً للإخوان حيث السيطرة عليها يعني ضرب المجلس الانتقالي الجنوبي في مسقط رأسه وتحقيق التغلغل في المحافظات الجنوبية ،،


والأمر الأخر مرتبط بإتفاق الرياض فعندما ننظر إلى هذا الإفاق نجد أنه جاء لينهي حالة الهيمنة الإخوانية على الحكومة اليمنية وأن يلغي كافة أشكال الإقصاء لكافة القوى الفاعلة على الأرض وبخاصة القوة الجنوبية وجاء ليؤسس مبدأ الشراكة والتي نجدها في في بند تشكيل الحكومة والذي ينص على تشكيل حكومة كفاءات مناصفة مابين المحافظات الشمالية والجنوبية ، وبالتالي الخاسر الأكبر من إتفاق الرياض مابعد الجماعة الحوثية هي الجماعة الإخوانية التي ستخسر محاولاتها للهيمنة والسيطرة على الحكومة اليمنية وتسييرها لمصلحتها ، وبالتالي فإن هذا كما يقولون هو " مربط الفرس " وبالتالي محاولات التباطؤ والتلكؤ لتنفيذ بنود الإتفاق تقف خلفها محاولات إخوانية ترى أن مصلحتها تكمن في إجهاض هذا الإتفاق والعودة إلى حالة التأزم الأمني والتي كانت سائدة ماقبل اتفاق الرياض ،


وبالتالي فإن الهدف الأخر خلف محاولات تفجير الوضع في محافظة أبين وإعادة التصادم العسكري مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي هو العمل على عرقلة تنفيذ ( إتفاق الرياض ) ، بخاصة وأن ميليشيات الإخوان تدرك جيداً أن تنفيذ ( الشق السياسي من إتفاق الرياض ) عبر تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب يعني قطع الطريق امام محاولات الإخوان في السيطرة على الشرعية اليمنية وتسييرها لخدمة مصالحهم ، وبالتالي تحاول عبر تفجير الوضع الأمني خلق أرضية خصبة لفرض شروطها والعمل على تأخير تنفيذ الشق السياسي من الإتفاق ،،


أحداث الصدام في محافظة أبين تعيد التأكيد أن الإخوان لايزالون يصرون على ضرب وحدة الصف لخدمة الإرهاب الحوثي ، وبالتالي يعيدون تأكيد المؤكد بأنهم جزء من الأزمة التي تعيشها اليمن ومن الصعوبة بمكان أن يكون جزء من الحل لهذه الأزمة فعندما ننظر إلى دخول الحوثيين إلى صنعاء وإنقلابهم على الشرعية كان الإخوان عاملاً مساهماً في التمهيد لهذه الخطوة وذلك بالإجتماعات والترتيبات بين الجماعة الإخوانية والحوثيين في 2014 والتي أسفرت عن التوصل إلى هدنة بين الطرفين وصدور أوامر إخوانية لمقاتليها بعدم الدخول في صدام مع الحوثيين ما فرض على 40 ألف مقاتل تابعين للجماعة الإخوانية لعدم التصادم مع الحوثي في خروجه من صعده باتجاه محافظة عمران إلى السيطرة على العاصمة صنعاء ،،


وبالتالي نجد أن الانقلاب الحوثي على الشرعية وتمكنهم من دخول صنعاء لم يكن ليمر بهذه السهولة لولا وجود مساهمة إخوانية سعت لتمهيد الطريق للجماعة الحوثية ، واليوم وتؤكد الأحداث الحالية أنه لايزال هناك إلتزام من قبل التنظيم الإخواني باستمرارية دعم الإرهاب الحوثي ، وذلك عبر الإصرار على تشتيت الجهود الرامية لإنهاء الانقلاب الحوثي وتثبيت شرعية الدولة اليمنية إذ لايزال يصر الإخوان على إستكمالا خدمة الحوثيين عبر محاولات شق الصف وخلق صراعات جانبية مع القوات الجنوبية لا تخدم إلا الأهداف الحوثية ،،


خالد الزعتر

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!