الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • "ابن البلد" فيلمٌ عن الثورة التي تسكن العراقيين في الخارج

"ابن البلد" فيلمٌ عن الثورة التي تسكن العراقيين في الخارج

وسط صرخات المتظاهرين في ساحات العراق، والمسافات الزمينة بينهم وبين المهجرين العراقيين في أصقاع العالم، حاول المخرج العراقي حسنين خزعل من منفاه في باريس، ترجمة مشاعر العراقيين في الخارج تجاه صرخات شباب وشابات العراق المناهضة للفساد والظلم في البلاد، من خلال فيلم قصير بعنوان "ابن البلد".


"ابن البلد"، نستطيع أن نقول عنه فيلماُ روائياً قصيراً يتحدث عن انتفاضة أكتوبر في العراق للمخرج العراقي حسنين خزعل، وبطولة الممثل أحمد سعدون، حيث يحاول خزعل من خلال فيلمه الحديث عن معاناة الشباب المغترب وصراعهم الداخلي، ورغبتهم بالتواجد مع الحراك السلمي في العراق.


يحاول خزعل، من خلال فيلمه "ابن البلد"، نقل صورة المظاهرات العراقية داخل جسد عراقيي المهجر، تلك الصورة التي تتجول معهم في أزقة وشوارع باريس، في ميترو الأنفاق، والمقاهي، والشوارع، خلال النوم واليقظة، وفي جميع الحالات التي ترسل لنا رسالة واضحة، بأن الجزء العراقي الآخر منه مازال في البلاد.



"ابن البلد" فيلمٌ عن الثورة التي تسكن العراقيين في الخارج "ابن البلد" فيلمٌ عن الثورة التي تسكن العراقيين في الخارج

مكنونات خزعل الفنية، ورتوشه التقنية كانت واضحة، من خلال رغبة الجامحة لديه هو وأصدقائه باالتواجد في ساحة التحرير والبناء التركي مع المتظاهرين، فحاول من خلال"ابن البلد" ان يحول جسده هو ورفاقه إلى شاشة إسقاط حقيقية لكل تلك المكنونات، حيث تظهر هتافات المتظاهرين في بغداد على جسده أينما رحل أو وقف.


https://youtu.be/QYThfxrNSDk


هي تجربة جديدة نوعاً، بادر لطرحها حسنين، ليرسل رسالة إلى المتظاهرين العراقيين بأن عراقيي المنفى في حالة تظاهر دائم معهم، وأن هتافات ساحة التحرير تعلو في ساحة الجمهورية بباريس مع ظلالهم المتنقلة في ساحات المدينة هناك، كل ذلك مختزلاً في شخصية عراقية لم يظهر فيها البطل، ليكون جميع العراقيين أبطال تلك الصورة.


جريدة ليفانت التقت المخرج العراقي "حسنين خزعل" ليحدثنا أكثر عن فيلمه "ابن البلد"، وليقول: "في البداية من الصعب أن نطلق اسم فيلم على "ابن بلد"، حيث يمكن أن يكون فيلماً تجريبياً، لكني أفضل أن يبقى فيديو، أو عملاً فنياً يتناول حالة العراق الحالية من زاوية مختلفة".


أما عن فكرة الفيلم، فيقول: "فكرة الفيلم هي عن شخص لا يسكن في بلاده، ولكن بلاده هي من تسكن فيه. جاءت عندما كنت أبحث طويلاً عن مصطلح يشرح فكرة أن يكون جسدك في مكان وعقلك في مكان آخر أو العكس، إذ يمكن أن نصنع فيلماً عن شخص مغترب يشعر بالحنين إلى بلاده، أو النوستالجيا، ولكن ما يشعر به "ابن بلد" ليس الحنين، ولكن شعور بالعجز، العجز عن تقديم شيء لأبناء شعبه الذين يتظاهرون مطالبين بحقهم، ففي هذا الوقت، هناك ثورة تجري في العراق، وشعار هذه الثورة يتفق معه جميع العراقيين، جميع الطوائف والمناطق وحتى مغتربي العراق ألا وهو (نريد وطناً!)".


ويضيف خزعل، متحدثاً عن الاغتراب في تلك الأجساد: "كما قلت سابقاً، المغتربون يعيشون في مكانين، وعلى الأغلب لازالوا يعيشون هناك، في العراق، خصوصاً في وقتنا هذا، لذا فإنك تجد كل واحد منهم يحاول أن يفعل أي شيء في سبيل المشاركة بهذه الثورة. إن وجودنا هنا، في هذا الوقت، قد يكون رسالة أو جسر يربط العراقيين وما يحصل في العراق بالعالم الخارجي، وهي محاولة بنفس الوقت لنقل الصورة التي لا ينقلها الإعلام بشكل كافٍ".


ولدى سؤالنا للمخرج العراقي حسنين خزعل، إن كانت هذه الحالة تعبّر عن حالة العراقيين جميعاً في المنفى، قال: "استلمت الكثير من الرسائل من عراقيين يعيشون في المهجر، يقولون بأن حالة "ابن بلد" هي حالتهم وأنهم يعيشون أيامهم هكذا، بالطبع ليس هناك عمل كاف لتجسيد ما يشعر به البعيد عن بلاده، ففي النهاية هذا ما شعرت به أنا، هناك الكثير من المغتربين يعيشون مشاعر أخرى لا يستطيع أحد وصفها غيرهم".


"ابن البلد" هي رواية جديدة من روايات العراقيين في المهجر، حيث تترقب أنظارهم ومسامعهم صوت الهتافات في ساحة الحرية كما يطلقون عليها، ولكن هذه المرة بتقنيات إبداعية جديدة، وبرؤى شباب العراق في الخارج، ليكونوا جزءاً مكملاً لتلك الثورة.


باريس

خاص ليفانت

إعداد ومتابعة: شيار خليل



 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!