الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
ائتلاف المعارضة السورية يرفض نقل مقرّه إلى جنيف!
ائتلاف المعارضة السورية يرفض نقل مقرّه إلى جنيف
وجّه الصحفي صخر إدريس سؤالاً إلى رئيس الائتلاف السوري السابق، يوم الجمعة/ 29 أكتوبر، على منصّة "كلوب هاوس"، عن سبب رفض نقل مقرّ الائتلاف إلى جنيف علماً أن ذلك يمنح استقلالية القرار بمعزل عن أيّة ضغوط، فأجاب الحريري إنّ رفض فكرة نقل المقر بسبب ضعف الإمكانات المادية، وبأنّ المخصصات المالية لمكاتب الائتلاف الموزّعة في عواصم غربية عديدة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، ضئيلة جداً، مقارنة مع حجم العمل الذي يؤدّونه هناك.

علماً، ووفقاً للمعلومات التي لدى إدريس، أنّ هناك جهة دولية عرضت على الائتلاف في دورته السابقة، برئاسة السيد نصر الحريري، الانتقال إلى جنيف وإمداداه بمبلغ يقدّر بـ5 ملايين دولار مما يسمح بمساحة أكبر من حرية اتخاذ القرار، الأمر الذي أغفله الائتلاف، وتحفظ على نشرِه كي لا يسبب لهم مشكلة تضاف إلى مشاكله العديدة.

الائتلاف السوري

تشكل الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012 بالعاصمة القطرية الدوحة، وبمشاركة قوى ثورية وتيارات سياسية وشخصيات مستقلة، في محاولة لتوسيع المجلس الوطني السوري، الكيان المعارض الذي سبقه، وإدخال قوى جديدة تراعي التشكيلات السياسية والثورية التي تشكلت في أعقاب الثورة السورية، منتصف مارس/ آذار عام 2011، ملتحقةً بركب ثورات الربيع العربي.

من هو نصر الحريري؟

شغل منصب رئيس الأطباء في مشفى درعا الوطني، قبل أن يستلم المنصب نفسه في مستشفى "الأسد الجامعي"، بالعاصمة السورية دمشق.

وفي مرحلة الثورة السورية، دخل الائتلاف الوطني المعارض من خلال كتلة الحراك الثوري في درعا، وكان عضواً في الهيئة السياسية لأكثر من دورة، حتى تولّى منصب الأمين العام في عام 2014.

ومن هنا تدرَّج في كيانات المعارضة الرسمية، بدءاً من قيادته الوفد الاستشاري للهيئة العليا للمفاوضات عام 2016، وصولاً لرئاسة الهيئة نفسها بعد عامٍ واحد.

وفي ضوء ذلك، أصبح الحريري تحت المجهر المحلي والإقليمي؛ نظراً لتدرجه في معظم المناصب الرسمية لقوى المعارضة السورية.
ومنذ ذلك الحين، والتراجع سمة أساسية من سمات المرحلة العسكرية للثورة السورية، حيث أعاد النظام السيطرة على مناطق واسعة في الجنوب السوري ومعظم محافظة حلب وحي الوعر الحمصي ومناطق الغوطة الشرقية، وما يزال القضم جارٍ بسبب سياسات الائتلاف المعارض الهزيلة.

نشطاء الثورة يتساءلون!

تساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، في غُرف خاصة على منصّة كلوب هاوس، عن موضوع التغاضي عن فكرة نقل مقر الائتلاف، ولماذا أغفل الائتلاف المعارض وأعضاؤه هكذا معلومة عن الرأي العام السوري؟ وما الذي يجعلهم يخفونها؟ وهل هناك ضغوطات تركية عليهم أو حتى من تيارات داخل الائتلاف، كالإخوان المسلمين، الذي يعتبرون هذا الكيان بمثابة التمثيل الأخير لهم بعد أنّ فقدوا سمعتهم بين أوساط السوريين؟ لماذا لم ينتقل الائتلاف إلى جنيف وبذلك يبتعد عن التبعية المطلقة لدول إقليمية، تساهم في صناعة قراراته بسبب وجوده في إسطنبول التركية؟

انتقد الحضور أسلوب الحريري بتبريره لأمور محاولاً إبعاد نفسه عنها، ونفيه لمسؤوليته، بينما تشير الوقائع لتحمله كل ما جرى مع كتلته التي تتقارب مع الإخوان المسلمين الذي سيطروا على مفاصل صناعة القرار في المعارضة السياسية السورية، الأمر الذي فسّره السوريون على أنه هروب من المسؤولية وتوزيعها بشكلٍ أفقي على جميع كيانات المعارضة.

بشكل واضح، لن يغفر السوريون للحريري وغيره ممن تصدّروا المشهد السياسي بعد كل هذه الأخطاء التي لا تغتفر على الإطلاق.
كالعادة، تنصّل الحريري من الإجابة بطريقة واضحة، عازياً الأمر إلى العجز المادي في الائتلاف، رغم العرض المغري الذي قدّمته جهات دولية.

خرجت معلومة الصحفي القدير إدريس من إطار السرية وأصبحت ملكاً للشارع الثوري السوري الذي بدأ تداولها بغرابة شديدة، مكرراً الأسئلة نفسها، ما الذي يجعل المعارضة السورية تتمسك بوجودها في تركيا والحراك الدولي المعنيّ بالقضية السورية في معظمه بجنيف السويسرية؛ لا سيَّما العملية السياسية المنصوص عليها في مجلس الأمن عبر القرار الدولي 2254/2015.

وفي أثناء كتابة هذه المادة وردت معلومات أخرى، تؤكد الواقعة بتفاصيل جديدة؛ وفي الجلسة ذاتها عرض مبعوث دولة كبيرة الموضوع على الحريري، وكانت إجابة الأخير سلبية، فكسر المبعوث قلماً كان يدوّن فيه ملاحظات، مبدياً استياءً من رد رئيس الائتلاف المعارض وقتذاك.
وبحسب مقربين من الائتلاف، فإنّ "الحريري" لا ينطق ببنت شفة قبل العودة إلى داعميه الأتراك، لذلك من الواضح أنّ رئيس الائتلاف الأسبق، لن يُقدم على أي خطوة من شأنها تحرير الائتلاف من التبعية المفرطة، في خطوة مشابهة لنظام الأسد الذي باعَ سوريا لحلفائه الروس والإيرانيين.

ومن هذا المبدأ، لا يمكن للمعارضة السورية الممثلة بكيانات الائتلاف وملاحقاته من (الجيش الوطني) أنّ يكونوا حماة للقضية السورية وحراساً لمبادئها التي نادت بالحرية والكرامة والعدالة الإنسانية، وبناء الدولة العصرية الديمقراطية، وهم يفرطون كل يوم بمكتسب دفعَ السوريون دماءً من أجل تحقيقه، واعتقال مئات الآلاف من السوريين في سجون الأسد، ومعتقلات القوى الجهادية الدخيلة على سوريا وشعبها.

اقرأ المزيد:اللجنة الدستورية بين الإصلاح الدستوري والدستور الجديد.. “دستور من خاطركم”

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلقت مجموعة كبيرة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية بعنوان ("كلن يعني كلن" الأسد ومسد والإخوان المسلمين أولهم)، بعد فشل الجولة السادسة من أعمال اللجنة الدستورية، التي يشارك فيها ثلاثة وفود عن المعارضة والنظام والمجتمع المدني، الأمر الذي دفع أعضاء من الائتلاف السوري المعارض، مثل أحمد رمضان - نصر الحريري، إلى ركوب الموجة وفتح غرفة حوارية يحمّلون زملاءهم في المعارضة المسؤولية عما حدث في الجولة الأخيرة بجنيف.

اقرأ المزيد:أزمة المحروقات وانحسار الغطاء النباتي في سوريا

وفي هذا السياق، لا يمكن فصل كل هذه الإخفاقات للمعارضة السورية عن تنظيم الإخوان المسلمين الذين التحقوا بركب موجة الحراك الشعبي الثوري، الأمر الذي أدّى إلى ابتعاد الكثير من الحكومات العربية والغربية عن دعم السوريين، سوى في مواضع محدودة، مثل تقديم الدعم الإغاثي والتعليمي واستضافة اللاجئين السوريين في بلادها.

ليفانت - خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!