الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • إيران.. احتجاجات مستمرة وتتوسع بعد مقتل مهسا على يد "شرطة الأخلاق"

  • السلطات تستمر بالإنكار.. فبركة أخبار وكذب والعائلة وشهود يدخضون الرواية الرسمية
إيران.. احتجاجات مستمرة وتتوسع بعد مقتل مهسا على يد
صورة توضيحية. طلاب من جامعة طهران، وقفة احتجاجية

ما تزال سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنكر مسؤولية الشرطة في موت الشابة مهسا أميني 22 عاما، بالرغم من انتشار الغضب الشعبي والاحتجاجات على مقتلها.

واعتقلت مهسا وشقيقها كيارش (أشكان) وتعرضا في الإثر للهجوم والضرب من قبل دورية شرطة الآداب في طهران بينما يقتربان من محطة مترو حقاني في 14 سبتمبر الفائت. وبعد ضرب أميني، أخذتها شرطة الآداب إلى مركز احتجاز فوزارا سيء السمعة في وسط طهران.

سيروي شهود عيان في مركز احتجاز فوزارا إن أميني تعرضت للضرب على ما يبدو داخل عربة شرطة الآداب في أثناء نقلها إلى مركز الاحتجاز.

ليست أميني إلا مثالاً عن آلاف النساء في إيران اللواتي يعانين القمع والانتهاكات في ظل النظام الإيراني الديني "ولاية الفقيه" الذي يمثله المرشد علي خامنئي. يقول هادي غيمي، المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران (CHRI): "مهسا أميني هي واحدة من بين عدد لا يحصى من ضحايا حرب الجمهورية الإسلامية على النساء".

في تموز 2022، أعاد إبراهيم رئيسي الرئيس الجديد وممثل التيار المحافظ والمتشدد التأكيد على جميع الكيانات الحكومية لفرض "العفة والحجاب" بصرامة ووصف المقاومة السلمية لقانون فرض الحجاب بأنها "ترويج منظم للفساد "الأخلاقي" في المجتمع الإسلامي".

من جهتها، زعمت وكالة أنباء فارس أن نتائج الفحص الشرعي الأولي أعلنت سبب وفاة أميني "نوبة قلبية". وكتبت وكالة الأنباء المقربة من الحرس الثوري الإيراني أنه "أبلغت عن أعراض استسقاء الدماغ (المضاعفات السابقة) في التصوير المقطعي المحوسب للدماغ".

كما زعمت وكالة أنباء فارس أن مهسا أميني "خضعت لعملية جراحية لورم في المخ وهي في الخامسة من عمرها وتعاني الصرع ومرض السكري من النوع الأول".

ووصف والد مهسا (زينة) أميني، في حديث لصحيفة هام ميهان بشأن الأخبار بشأن مرض ابنته بأنها كذبة. وأفادت صحيفة حميهان، الأحد، أن بعض الفتيات المعتقلات مع جينا أميني كن حاضرات في جنازتها لكنهن رفضن الكلام. كما رفض والدها مقاطع الفيديو التي نشرتها السلطات لتثبت روايتها وشكك كثر بها وبترتيبها الزمني.

يقول والد مهسا أميني: "قُطع الفيديو الذي عرضوه من مركز الاحتجاز. لماذا لم يظهروا ابنتي عندما نزلوا من الشاحنة؟ لماذا لم يطلعوا على ما حدث في ممرات المعتقل؟ وأضاف والد أميني: "ليس لديها صرع ولا مرض قلبي. كان المرض الأكثر شيوعاً الذي أصيبت به هو الزكام، لقد اختلقوا كل هذه الأخبار".

مهسا أميني

حتى أمس السبت، تجاوز هاشتاغ #Mehsa_Amini المليوني شخص على تويتر. بعد أن دخلت مهسا أميني في غيبوبة وتوفيت بعد أن ألقت شرطة الإرشاد والأخلاق القبض عليها.

لقد عبر مئات الآلاف من المستخدمين على تويتر عن احتجاجهم باستخدام هاشتاغ #Mehsa_Amini وحوّلوه إلى أحد أهم هاشتاج يوم أمس واليوم.

واندلعت الاحتجاجات في طهران اليوم الأحد إذ هتف المتظاهرون "الموت ل [المرشد الأعلى علي] خامنئي!" و"الموت للظالم!" بعد أيام من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب معاملة السلطات لأميني.

أفادت مصادر بالمستشفى أن مهسا أميني لم تكن تستجيب لأي منبه عندما نقلت إلى مستشفى القصري في حوالي الساعة 11:00 مساءً، وأن الموت الدماغي قد حدث ورئتيها امتلأت بالدم. وج

في غضون ذلك، أعلن الحداد العام والإضراب ليومي الأحد والاثنين. وأعلنت الأحزاب الكردستانية الإيرانية والنشطاء المدنيون والسياسيون في كردستان، اليوم الاثنين، يوم الإضراب العام.

وفي هذه الدعوة التي نشرها "مركز تعاون أحزاب كردستان الإيرانية"، طُلب من جميع فئات شعب كردستان والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية ونشطاء حقوق الإنسان المشاركة في هذا الإضراب.

كما أصبحت مراسم تشييع مهسا أميني مسرحا لآلاف من أهالي سقز احتجاجاً على علي خامنئي والجمهورية الإسلامية، وردد الأهالي شعارات باللغة الكردية: "إعدام النظام، أوقف الجريمة" و "عار علينا عار على قائدنا ".

ومزق المتظاهرون راية زعيم الجمهورية الإسلامية وسط الحصار وأطلقوا النار من قبل رجال الأمن. وتظهر الصورة المنشورة لقبر مهسا (زينة) أميني في سقز عبارة "زينة، لن تموت" مكتوبة باللغة الكردية على حجر فوق القبر. يصبح اسمك رمزًا "مكتوبًا.

إلى ذلك، أفادت منظمة حقوقية بإصابة 5 أشخاص بينهم حالات حرجة برصاص الأمن الإيراني ضد محتجين في مدينة سقز.

تظاهرات

في سياق متصل، شهدت إيران تظاهرات ليلية تنديداً بمقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، فقد أفاد ناشطون بعمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن في سنندج عاصمة كردستان إيران.

ويظهر الفيديو الذي تلقته قناة إيران الدولية، خلع  مجموعة من النساء لحجابهن ولوحن به في الهواء في جنازة مهسا أميني في سقز.

كما هتف المشاركون في جنازة مهسا شعار "كوشتن ليه شهر روشيري تاكو كيه غور بحسيري" الذي يعني بالفارسية "القتل من أجل الحجاب، إلى متى ستبقى هذه الأوساخ على الرأس".

بالإضافة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص، استخدم رجال الأمن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. وأعرب آلاف من أهالي سنندج عن غضبهم من مقتل مهسا أميني من خلال تنظيم مسيرة في الشارع وترديد شعارات مناهضة للحكومة للتضامن مع أهالي سقز ودعمهم.

وقطع محتجون طريقاً رئيسياً يؤدي إلى سنندج عاصمة كردستان، وفق ما أفاد ناشطون.

جامعة طهران

احتجت مجموعة من طلاب جامعة طهران على مقتل مهسا أميني وساروا حول الجامعة ورددوا هتافات مثل "امرأة، حياة الحرية" وغنوا ترانيم مثل "تعالي معي يا عزيزتي".

وحمل الطلاب اليوم الأحد، لافتات باللغتين الفارسية والكردية، من بينها "لا أريد أن أموت" و "دماءكم لن تُداس". ووفق الفيديوهات المنشورة، هاجمت مجموعة من قوات "الباسيج" الطلاب وهتفوا "وقح وقح".

وتجمع محتجون يوم السبت أمام محافظة سقز بعد جنازة مهسا أميني، وانتفضت بتظاهرات ليلية أيضاً احتجاجاً على تصرفات القوات الأمنية.

جانب من التظاهرات على خلفية مقتل مهسا أميني. إيران

وأقدم المحتجون على تمزيق صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني. فيما واجهت قوات الأمن المحتجين بالغاز المسيل للدموع.

جاء ذلك بعدما أقدم شبان غاضبون في أثناء تشييع جثمان الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً التي قضت من جرّاءِ التعذيب على أيدي الأمن، في مسقط رأسها بمدينة سقز في كردستان إيران، على تمزيق صور المرشد الإيراني علي خامنئي، ورميها بالحجارة ثم حرقها وتريد عبارات، الموت لخامنئي.

أيضا، ردد عدد من المحتجين الذين تجمعوا بعد التشييع أمام قائمقامية هذه المدينة الكردية، هتافات "الموت للدكتاتور" و"عار عليك"، في إشارة إلى خامنئي.

وتصدت القوات الأمنية للمتظاهرين، وأطلقت الرصاص لتفريقهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، حَسَبَ ما أكدت منظمة "هنغاو" الحقوقية. وارتفع عدد المعتقلين والجرحى إلى 33 شخصا، ونقل خمسة أشخاص على الأقل إلى المراكز الطبية في تبريز وحالتهم الجسدية خطرة.

يذكر أن الشابة العشرينية واسمها الكامل جينا (مهسا) أميني، كانت أتت قبل أيام من مدينة سقز إلى طهران مع عائلتها لزيارة أقاربها، إلا أن الشرطة الدينية أو ما يعرف بشرطة الأخلاق، اعتقلتها يوم الثلاثاء الماضي، واصطحبتها مع أخريات إلى السجن بسبب لبسها "حجاباً غير لائق"، بحجة إخضاعها لدورة إرشادية وتوجيهية في الأخلاق، وفق زعمها.

فيما أكدت لشقيقها أنها ستطلق سراحها بعد ساعة، لكن ذلك لم يحصل، بل نقلت الشابة إلى مستشفى كسرى في العاصمة يوم الأربعاء في غيبوبة دماغية تامة شبه ميتة، لتؤكد عائلتها لاحقا أنها توفيت.

مهسا أميني

خلال السنوات الماضية، نظمت العديد من الحملات النسائية في البلاد ضد فرض الحجاب الإجباري، إلا أن السلطات كانت في كل مرة تقمعها، وتعتقل عشرات الناشطات. ويتعرض عدد لا يحصى من النساء لعنف النظام الحاكم بسبب القوانين التمييزية ضد المرأة أو الافتقار إلى الحماية القانونية ضد العنف.

لقد أُجبرت جميع النساء في إيران على ارتداء الحجاب بعد عام من ثورة 1979 على الرغم من الاحتجاجات المستمرة والمقاومة السلمية. كان آخر الأمثلة التي تصدرت عناوين الصحف في هذا السياق، ما تعرضت له الكاتبة سيبيده راشنو مؤخراً للضرب في حجز الدولة.

اقرأ المزيد: بايدن يصل إلى لندن للمشاركة في جنازة الملكة إليزابيث

أُجبرت راشنو على الإدلاء بتصريحات على التلفزيون الحكومي بعد اعتقالها في يوليو 2022 بزعم ارتدائها حجاباً غير لائق في حافلة في طهران. تواجه الآن سنوات في السجن بعد اتهامها بارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي.

وتدعو منظمة الكومنولث لحقوق الإنسان قادة العالم والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى محاسبة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على وفاة أميني، وأيضا سجل الدولة في تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان عندما يزور نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

 

إعداد وتحرير: وائل سليمان

ليفانت نيوز _ إيران إنترناشيونال _ المرصد الإيراني لحقوق الإنسان _ IRAN_HRM

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!