الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • إيران وروسيا تعززان تعاونهما التجاري ضمن مساعي الالتفاف على العقوبات

إيران وروسيا تعززان تعاونهما التجاري ضمن مساعي الالتفاف على العقوبات
إيران وروسيا تعززان تعاونهما التجاري ضمن مساعي الالتفاف على العقوبات

خطت إيران وروسيا الأربعاء خطوة إضافية في تعزيز التعاون المشترك للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على كل منهما، بتوقيع اتفاقية لتسريع إنشاء حلقة أساسية في شبكة للسكك الحديد ستسرّع نقل البضائع وتتيح الاستغناء عن ممرات بحرية أبرزها قناة السويس.

وبعد أعوام من النقاش، أبرمت طهران وموسكو اتفاقية إنشاء خط سكك حديد يربط بين مدينتين في شمال شرق إيران، هما رشت وأستارا الحدودية مع أذربيجان والمطلة على بحر قزوين، ما يتيح عمليا الربط التجاري البري بين جنوب شرق آسيا وشمال أوروبا.

وتأتي الاتفاقية في إطار "الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب" (المعروف اختصارا باسم "خط شمال جنوب") والموقع في مطلع الألفية الثالثة بين روسيا والهند وإيران، ويتيح نقل البضائع برّاً من الأولى الى الثانية مرورا بأراضي الثالثة.

اقرأ المزيد: المعارضة التركية تتحدث عن مخالفات في صناديق الاقتراع

وفي دلالة على أهمية الاتفاقية، حضر حفل توقيعها في طهران الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وعبر الاتصال بالفيديو نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال رئيسي إن الاتفاقية "مرحلة استراتيجية مهمة في التعاون بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي"، مشددا على أن "الإمكانات" بين البلدين "هائلة".

وأكد أن الاتفاقية "لا تنحصر في التعاون بين ايران وروسيا بل تصبّ أيضا لصالح دول المنطقة"، وأن الممر "سيكون مفيدا لجميع دول المنطقة وهو يمتد من آسيا الشرقية الى جنوبها ويصل الى القوقاز وشمال أوروبا".

وهدف البلدين الخاضعين لعقوبات تفرضها دول غربية أبرزها الولايات المتحدة، هو انجاز مشروع الممر بين الشمال والجنوب، وهو شبكة من الطرق البرية والبحرية وسكك الحديد بطول 7200 كيلومتر، تتيح للبضائع الروسية بلوغ المحيط الهندي دون المرور عبر ممرات بحرية غربية وقناة السويس.

وتتعلّق الاتفاقية التي تمّ توقيعها الأربعاء بإنشاء خط سكة حديد بطول 164 كلم بين أستارا ورشت، ما يتيح نقل البضائع الروسية برّاً من بحر قزوين شمالا، عبر الأراضي الإيرانية الى الموانئ الجنوبية في الجمهورية الإسلامية مثل بندر عباس وجابهار، ومنها شرقا نحو آسيا وغربا نحو دول الخليج وجنوبا نحو دول شرق إفريقيا.

ويمكن لروسيا بذلك الاستغناء عن ممرات بحرية تقليدية لصادراتها مثل بحر البلطيق والبحر الأسود وقناة السويس.

"ميزة تنافسية كبيرة"

وقال بوتين في كلمته خلال التوقيع "سيساعد ممر النقل الفريد بين الشمال والجنوب الذي سيكون خط سكة الحديد رشت - أستارا جزءا منه على تنويع تدفقات النقل الدولي بشكل كبير".

واضاف "سيكون لنقل البضائع عبر الممر الجديد ميزة تنافسية كبيرة. وبالتالي فإن تسليم البضائع من سانت بطرسبرغ (روسيا) إلى بومباي (الهند) سيستغرق حوالي 10 أيام. للمقارنة تستغرق الرحلة عبر الطرق التجارية التقليدية 30 الى 45 يوما".

وتوقع الرئيس الروسي "زيادة ملحوظة في حجم تبادل البضائع" سيتيحها إنجاز خط النقل هذا، متحدثا على وجه الخصوص عن "المنتجات الغذائية والزراعية" المخصصة "الى دول الخليج وإفريقيا".

اقرأ المزيد: البيت الأبيض: بايدن سيواصل محادثات سقف الدين هذا الأسبوع‎‎

وتتوقع السلطات الإيرانية أن ينتهي العمل بخط سكك حديد أستارا-رشت في غضون ثلاثة أعوام.

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك توقع خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، أن تتيح السكك الحديد لخط شمال جنوب عبور ما يصل الى 15 مليون طن من البضائع الروسية سنويا بحلول العام 2030.

وينظر خبراء بتشكيك لنجاح مشروع شمال جنوب وخصوصا أن المصالح السياسية لأطرافه قد لا تكون دائما متطابقة. كما أن العلاقة بين إيران وأذربيجان التي يمرّ الخط عبر أراضيها ليست في أفضل أحوالها.

لكن تبعات الحرب الروسية على أوكرانيا أعادت فتح النقاش بين طهران وموسكو بشأن إنجاز السكك الحديدية على الخط.

وفرضت دول غربية عدة عقوبات على موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا اعتبارا من شباط/فبراير 2022. وتعاني طهران بدورها من عقوبات قاسية فرضت غالبيتها على خلفية برنامجها النووي.

وسرّعت طهران وموسكو وتيرة تقاربهما في المجالات الاقتصادية والطاقة والعسكرية منذ بدء حرب أوكرانيا، على رغم وجود تنافس بينهما في بعض المجالات الاقتصادية لا سيما صادرات النفط الخاضعة للعقوبات الغربية.

وتتهم دول غربية إيران بتزويد روسيا طائرات مسيّرة تستخدمها في أوكرانيا.

وحذّرت واشنطن الثلاثاء من أن الطرفين يعتزمان توسيع التعاون العسكري.

وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إلى رغبة موسكو في الحصول على مسيرات إيرانية أكثر تطورا بعد أن تسلمت أكثر من 400 طائرة بدون طيار منذ آب/أغسطس.

ونفت طهران مرارا الاتهامات المتعلقة بإمداد روسيا أسلحة لاستخدامها ضد كييف، لكنها أقرت تزويد موسكو بطائرات مسيّرة قبل بدء حرب أوكرانيا.

المصدر: أ ف ب

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!