-
إيران سترد في الزمان والمكان المناسبين
لا يختلف عاقل مع القول بأن إيران لا تستطيع الدخول في حرب ضد أمريكا. لكن خسارة مجرم كبير كالذي فطس اليوم تضع إيران في حرج كبير، فهي لا تستطيع المضي دون رد عليه، وفي الوقت نفسه لا تستطيع التسبب بمواجهة عسكرية ليست قادرة على الخروج منها بسلام، لقد وضعت إيران نفسها في موقف لا تحسد عليه بعد سلسلة من الأعمال المارقة كالهجوم على المنشآت النفطية السعودية وإسقاط الطائرة الامريكية المسيرة وأخيرا الهجوم على السفارة الأمريكية. وقد قامت إيران بكل ذلك لحسابات خاطئة ربما تسببت بها بعض تصريحات ترامب وردود أفعاله الكلامية وغير الحاسمة تجاه ذلك، وبعد أن تمتعت في فترة أوباما بشهر عسل أعطاها وهم القوة المفرطة، وإمكانية اللعب بأبعد مما تسمح لها قوتها الذاتية الذهاب إليه بمحاولتها السيطرة على دول الإقليم وتحقيق حلمها بإعادة إمبراطوريتها البائدة.
الآن تواجه إيران ساعة الحقيقة، فمنذ فترة طويلة تمارس طهران سياسة حافة الهاوية، ولم تُكشف أوراقها لأن الطرف الآخر لم يكن يدفعها لذلك، ولكن الآن الأمر مختلف، وسيكون عليها العودة لحجمها الطبيعي المساوي لقوتها وأن تبتلع الإهانة وكرامتها معاً، وإلا ستكون نهاية نظامها الحالي على يد من سمح لها بهذا التمدد.
ويبقى المخرج الوحيد لهذا المأزق أن تقوم بعمل ما يحفظ ماء وجهها دون أن يدفع أمريكا للرد عليه بشكل حاسم، وربما بعد التفاهم معها على ذلك، أو أن تصرح بأنها ستقوم بالرد في المكان والزمان المناسبين.
وإلا فستفتح على نفسها أبواب جهنم.
اللهم اجعلهم ممن لايفقهون.
السفير السابق الدكتور بسام العمادي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!