الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
إهانة الحياة.. أما من صوت يصل؟
سلامة خليل

لم يعد من قدرة عند المواطن السوري على تحمل مشاق وكلفة الحياة، فما يحدث يفوق حدود الوصف، ومهما فصّلت فلن تلامس قساوة وبشاعة ما يعاش في كل لحظة تمرّ على الإنسان في هذا البلد. 


لقد خاض السوريون كل أشكال الصراع من أجل تغيير هذا النظام المجرم والفاسد، ولكن اجتمعت الأمم، كل الأمم على إجهاض حلم السوريين بدولة تحقق كرامتهم واستقرارهم كباقي شعوب الأرض. فلذلك أما من صوت يصل لرعاة هذه اللعبة، بأنّه أصبح لا بدّ من وقف هذه المهزلة القاتلة والمرعبة بأثارها على من تبقّى في بلاد المحنة هذه.


اليوم، دخل الموظف في حدود حالاته الوسطية يصل إلى 30 دولاراً شهرياً، ومتطلبات الحياة بأبسط أشكالها تحتاج إلى أضعاف وأضعاف هذا الرقم للعيش الطبيعي، فما أدراك، وفي هذه المرحلة من العام، عند التحضير لدخول الأطفال إلى المدارس ومستلزماتهم، وعند التفكير ولو بالحد الأدنى لما اعتاد السوريون على فعله كل عام، فهذا شهر المونة الذي يساعدهم على تأمين مستلزماتهم في فصل الشتاء، وهذا شهر الأخذ بالاحتياطات اللازمة لاستقبال الشتاء وبرده بتأمين المحروقات، ولا سيما في منطقة جبلية باردة مثل السويداء.


فإن صدقوا وبدؤوا بتوزيع المحروقات، المازوت، في هذه الفترة فدخله بالكاد يكفي للحصول عليه بالسعر المدعوم 185ل.س لليتر الواحد، فله الأولوية ولكن من أين سيأتي بحقيبة المدرسة لطفله والمدارس على الأبواب، فأقل سعر لحقيبة مقبولة في الأسواق لا يقل ثمنها عن 15000 ل.س، ناهيك عن الدفاتر، فالدفتر بحدود ال1000 ل.س والقرطاسية، واللباس المدرسي، وهو بسيط عبارة عن قميص وبنطال يتراوح ثمنهم بين 20000 إلى 40000 ألف ل.س حسب الجودة، ولكن وقبل أن يذهب إلى المدرسة أو يحصل على الدفء، ألا يجب أن يأكل، أن يتغذّى وهو في سن البناء.


في بلاد صندوق العجائب هذه، تعال يا مواطن تعال اتفرج وشوف: فاللحم لم ينزل عن 16 ألف للكغ الواحد من أشهر، والفروج يحافظ على 5 آلاف للكغ من أشهر أيضاً، وأخيراً (كرتونة البيض وهي ثلاثون بيضة ) بلغت 5 آلاف ل.س، واللبنة 3 آلاف للكغ، والزيت الليتر 3 آلاف أيضاً، فمن أين ستجهز ربة المنزل مونة الشتاء وقد تراوح سعر كغ الجوز بين 15 و20 ألف، والثوم من 4 إلى 5 آلاف ل.س؟، هذه الأسعار التي لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال امتلاك القدرة على دفعها لقاء هذه الأساسيات والأوليات للبقاء حياً، فهم يسعرون المواد حسب سعر صرف الدولار الذي تجاوز 2000 ليرة سورية للدولار الواحد.


الموظف اليوم، وهو الشريحة الأوسع في السويداء، يقدم سلفة على راتبه، أو قرض لتأمين مستلزمات هذا الشهر من محروقات وقرطاسية ومونة، والمصارف ومعتمدو الرواتب يعتذرون، فكيف إذا أضفت عليهم أسعار الكمامات التي تتجاوز أسبوعياً 15000 للعلبة من 50 كمامة.


في ظل هذا العجز المطلق والقناعة المطلقة بأنّ هذا النظام لن يستطيع تقديم أي شيء، فهو منشغل فقط بتصفية التركة وتحديد النسب بين (الأسد _مخلوف_ وحديثاً الأخرس)، لذلك ومن جديد أما من صوت يصل للرعاة أن أوقفوا هذه الجريمة المستمرة بحق السوريين، فقلوب أعدائنا قد لانت لما نحن فيه، “كفى”. 


ليفانت – سلامة خليل  

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!