الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • إنهاء آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" جنوب سوريا.. بسواعد أبناء المنطقة

  • التناغم بين قوات النظام وداعش وترك مسألة الأمن في المنطقة للأهالي والوجهاء
إنهاء آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية
القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في حوران/ ليفانت نيوز

عاد ملف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إلى الواجهة في الجنوب السوري، وتحديداً في مدينة جاسم شمال درعا، حيث اندلعت اشتباكات بين مجموعات مسلحة مع التنظيم خلال الأسبوع المنصرم، أدت لقتل أحد أبرز قيادات تنظيم داعش في الجنوب السوري "عبد الرحمن العراقي" وهو عراقي الجنسية، وبرفقته عنصرين من التنظيم بعد مداهمة منزل كانوا يتحصنون بداخله في المدينة، حسبما أعلن تجمع أحرار حوران.

في حين نقل الموقع عن المجموعات المحلية عقب انتهاء الاشتباكات، "مقتل ثلاثة من قادة مجموعات في تنظيم داعش، بينهم قيادي لبناني الجنسية، ومقتل نحو 10 عناصر آخرين، وجرى أسر العديد من عناصر التنظيم، بالإضافة إلى مقتل 4 عناصر من المجموعات المحلية".

وأبرز البيان الذي نشرته مجموعة باسم ثوار جاسم، في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بأنهم قتلوا عدة أمراء لداعش، بينهم «عبد الرحمن العراقي» وأشهر الأسماء التي انشهر بها (سيف بغداد) أو (أبو خالد تسيل) أو(أبو خالد الأدلبي) أو (أبو الأمين)، إضافة إلى «وليد البيروتي» أو «أبو مهند الشامي»، و«أيهم محمد فيصل الحلقي» ، و«لؤي القلموني»، و «أيوب فاضل الجباوي (برقا)» ويعتبر الأخير منفذ أكثر عمليات الاغتيال في المنطقة. و«أبو أيهم» الشرعي العام وهو مفتي الاغتيالات، و«عبد المطلب شحادة العزيزي» (شقيق ابو الليث العزيزي) الأمير العام في حوران.

الجيش الحر

فرضت المجموعات المقاتلة المحلية، حظراً للتجول على أهالي مدينة جاسم مدة خمسة أيام، بسبب الاشتباكات التي درات بينهم وبين مجموعات التنظيم المنتشرة في المنطقة.

وكان نفى قيادي سابق في الجيش الحر لموقع "تجمع أحرار حوران" تسليم عائلات عناصر تنظيم داعش الذين قتلوا خلال اشتباكات مع المجموعات المحلية في مدينة جاسم شمالي درعا، لقوات النظام.

وقال القيادي في تصريحه للموقع "إنّ نساء عناصر التنظيم ما يزلن لدى وجهاء مدينة جاسم، ولم يتم تسليمهن لفرع الأمن العسكري كما يروج بعض المقربين من النظام".

وأضاف القيادي "إنّ النساء اللواتي يبلغ عددهنّ 7 نساء، يرفضنّ العودة إلى مدنهنّ، وسيتم التباحث بين وجهاء المدينة من أجل تسليمهنّ لذويهنّ".

مصادر خاصة

وأكدت مصادر صحيفة "ليفانت نيوز" في المنطقة، أن مجموعات الجيش الحر التي كانت في القطاع هي من تصدت لتنظيم داعش واشتبكت معهم، مبيناً المصدر، أن العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري في المحافظة اجتمع مع الوجهاء هناك قبل أيام قليلة من الحملة التي شنتها مجموعات الجيش الحر على تنظيم داعش، في مزرعة مقابلة لـ"المحكمة الشرعية" للتنظيم الإرهابي. وهو ما يفسر بحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، التناغم بين قوات النظام وداعش وترك مسألة الأمن في المنطقة للأهالي والوجهاء.

اقرأ المزيد: الروس والنظام يسعون لنقض اتفاق التسوية.. وإعادة سيطرة النظام على مناطق في حوران

وشهدت درعا خلال الأسابيع الماضية العشرات من عمليات القتل والخطف والاعتقال، وهي حالة مستمرة منذ دخول معظم المحافظة في عمليات تسوية ومصالحة مع النظام صيف عام 2018.

وتشير مصادر "ليفانت نيوز" أن أهالي محافظة درعا يتعرضون بشكل شبه يومي لخطر الخطف والاعتقال من قبل النظام وميليشياته، إما بهدف الابتزاز المالي، أو بهدف التجنيد الإجباري، إضافة إلى عمليات القتل التي يقف وراءها مجهولون وتستهدف جميع مكونات المحافظة من موالين ومعارضين للنظام.

وسبق هذا التصعيد العسكري، حالة من التخوف في جاسم من تكرار سيناريو الحصار والقصف لإرغام سكان المدينة على الخضوع، كذلك هناك حالة توجس عامة من دخول النظام وإقامة نقاط داخل المدينة؛ إذ إنها ستمكّنه من اعتقال السكان وابتزازهم وممارسة انتهاكات يومية بحقهم.

الروس يتبنون العملية

نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن ضابط روسي قوله، إن القوات الروسية والسورية قتلت 20 متطرفاً في عملية بجنوب سوريا، بينهم مسؤولون عن تفجير حافلة للجنود.

وبحسب "تاس" عن الجنرال أوليغ إيغوروف، إن "المجموعة الروسية المعنية بالتفاعل مع الوحدات الأمنية التابعة للقوات المسلحة السورية قامت بعملية خاصة في بلدة جاسم بمحافظة درعا جنوب سوريا لتصفية مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي".

اقرأ أيضاً: مقتل وجرح العشرات باستهداف حافلة مبيت لـ “الفرقة الرابعة”

وبيّنت "تاس" أن الإرهابيين شاركوا في تفجير حافلة الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 جندياً من قوات النظام بالقرب من دمشق.

فيما أكد إيغوروف، أن من بين القتلى في العملية منظم الهجوم على الحافلة وآخرين مرتبطين بعمليات تنظيم "داعش" في درعا.

وكان هجوم الحافلة الأخير، أحد أكثر الهجمات دموية التي تستهدف الجيش السوري منذ شهور.

ابتزاز النظام والتنظيم

قال قيادي في اللواء الثامن المدعوم روسياً لـ"صحيفة الشرق الأوسط"، أن "التنظيم الإرهابي استغل حاجة الناس لتمرير مشاريعه، وانتهاز فرصة انشغال الأطراف بمصالحها. كما استفاد من تردي الحالة المادية والاقتصادية العامة لإعادة تجنيد عناصره السابقين مقابل رواتب شهرية مجزية".

وأضاف القيادي، إن المجموعة الأخيرة من عناصر التنظيم في مدينة جاسم تقدم لكل عنصر مرتباً شهرياً يتراوح بين 300 و400 دولار أميركي، مقابل تنفيذ عمليات قتل واغتيال واستهداف شخصيات مدنية سواء كانت محسوبة على المعارضة أو النظام في المنطقة؛ وفق اعترافات لأحد عناصر الخلية".

ووفقاً للقيادي، استفاد التنظيم من حالة النزوح المستمرة في المنطقة ليستأجر ويشتري المنازل ليسكنها عناصره، موضحاً أن عناصر التنظيم كانوا يقدمون أنفسهم على أنهم نازحون من مناطق أخرى لكسب ثقة الناس هناك؛ إلا أنهم خضعوا لمراقبة من المجموعات المحلية التي كانت ضمن صفوف الجيش الحر، ليتبينّ أنهم من التنظيم الإرهابي وكانت جلّ عملياتهم تتركز باستهداف قيادي الجيش الحر الذين فضلوا البقاء في المنطقة على أن يخرجوا إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة الجيش الوطني المعارض الموالي لتركيا.

ليفانت – خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!