الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
ألعاب حرب تركيّة على تدهور العملة الوطنية
أرمين تيغراناكيرت
تمرّ تركيا بالمرحلة التالية من الأزمة الاقتصادية. تنخفض قيمة العملة الوطنية بوتيرة قياسية، وتجدّد أدنى مستوياتها التاريخية يومياً تقريباً. مما لا شك فيه أن هذا يقوّض الاستقرار المالي ويؤثر سلباً على رفاهية المواطنين.

من الواضح أنّ تدهور الليرة بات يشكل تحدياً للسياسة الداخلية للسلطات التركية والأجنبية. وفقاً للخبراء، فإنّ حاجز 10 ليرة مقابل الدولار مهم نفسياً لسكان تركيا. وهذا ما يدفع أنقرة إلى اتخاذ إجراءات أكثر ميلاً إلى المغامرة على الساحة الدولية، والتي يجب أن يكون تأثيرها حشداً وطنياً من الحملات العسكرية في الخارج. في هذه الحالة، فإنّ الآلية الوحيدة والمحسوبة لإلهاء الأتراك هي الحرب.
هناك عدة طرق يمكن لأنقرة من خلالها "رفع" الروح الوطنية لدى المواطنين. أولاً، تنفيذ التهديدات بشنّ عملية جديدة في شمال سوريا. لكن هنا سيناريو أردوغان معقد للغاية منذ ذلك الحين على ما يبدو، فشل في التوصل إلى اتفاق مع رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، وأوضحت له الولايات المتحدة أنه لا ينبغي المساس بالأكراد.

المسار الثاني الذي يمكن أن تستخدمه أنقرة لتوسيع نفوذها العسكري هو ليبيا. لكن هنا أيضاً، تركيا محشورة في إطار جامد. المشاركون في الأزمة الليبية حريصون على الحوار السياسي، بانتظار الانتخابات الوطنية في ديسمبر من هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، يمارس ممثلو المنظمات الدولية والقادة الغربيون ضغوطاً على تركيا لسحب قواتها، وكذلك المرتزقة السوريون من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
وبالتالي، فإن تركيا لديها طريقة واحدة للخروج من المشاكل القائمة، كما أظهرت الأحداث الأخيرة، هذه تكهنات حول الصراع الأرمني الأذربيجاني. بعد عام من الحرب في ناغورنو كاراباخ، اشتبكت أرمينيا وأذربيجان مرة أخرى على الحدود. بعد هذه الأعمال العدائية، سارع وزير الخارجية التركي بالاتهامات إلى يريفان، وأعلن دعمه الكامل لباكو، بينما كانت طائرات تركية بدون طيار تقوم بدوريات على الحدود التركية الأرمينية في ذلك الوقت.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الوضع الحالي في منطقة القوقاز يقلق أيضاً الولايات المتحدة، الحليف الرئيس لتركيا في الناتو. على وجه الخصوص، تحدث السناتور الأمريكي بوب مينديز عن هذا على صفحته في Twitter وقال: "المساعدة العسكرية تساعد في ارتكاب جرائم ضد الأرمن، وقد حان الوقت لقبول عرضي بإنهاء هذا الدعم".

من الواضح أنّ المجتمع الدولي لن يدعم المغامرة الجديدة للقيادة التركية لخلق صراع آخر بشكل مصطنع بين الأرمن والأذربيجانيين، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الحالي في تركيا، يجب على أنقرة أن تولي اهتماماً خاصاً لحل المشاكل الداخلية دون الإسقاط على السياسة الخارجية، والاهتمام برفاهية مواطنيها.

ليفانت - أرمين تيغراناكيرت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!