الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
أطفال أفغان في
أطفال أفغان في "سوق النخاسة" بسبب الجوع

نشرت شبكة "سي إن إن"، قصصاً وشهادات مؤلمة لعائلات أفغانية باعت أطفالها بنات صغار لرجال طاعنين في السن، مقابل الحصول على حفنة من الأموال تسد بها رمق بقية أطفالها لبضعة أشهر.


من بين هذه القصص، باروانا مالك، طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، وكانت تقضي أوقاتا وهي تلعب القفز على الحبل مع صديقتها، بالقرب من منزل أهلها الطيني المتواضع.


عندما علمت أن والدها سوف يبيعها لرجل غريب يزيد عمره عن 55 عاما، وتقول عنه "هو عجوز بحاجبين أبيضين، ولحية كثيفة طغى عليها الشيب"، مضيفة: "أخشى أن يضربني وأن يجبرني على تحمل الأعباء المنزلية"


يؤكد والديها لمراسلة "السي إن إن" ألّا خِيار آخر أمامهما، فعلى مدار أربع سنوات، قطنت الأسرة في مخيم للنازحين في مقاطعة بادغيس الشِّمالية الغربية، حيث تعيش على المساعدات الإنسانية وأداء بعض الأعمال التي تدر على أفرادها مبالغ زهيدة.


ويقول الأب عبد المالك، إن الأمور زادت سوءاً وأضحت تكاليف الحياة غالية جداً عقب سيطرة حركة طالبان على السلطة في 14 أغسطس الماضي، وتوقف المساعدات الدولية وانهيار الاقتصاد في البلاد.


ولفت الأب اليائس إلى أنه لم يعد قادراً على تأمين أدنى احتياجات عائلته من الغذاء وسد رمقهم، مشيراً إلى أنه سبق وأن باع ابنة له تبلغ من العمر 12 عاما قبل بضعة أشهر


وباروانا هي واحدة من العديد من الفتيات الأفغانيات اللواتي يتم بيعهن تحت مسمى الزواج، وذلك مع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، واقتراب قدوم فصل الشتاء المعروف بقساوته في هذا البلاد


وقبل بيع ابنته في 24 أكتوبر الماضي، كان عبد الملك، كما يقول، لا يستطيع النوم ليلا وهو يشعر بالذنب والألم والعار لأنه مضطر بيع ابنته إلى رجل غريب كبير بالسن، وأردف متابعا: "سافرت إلى عاصمة مقاطعة بحثا عن عمل جدوى، ولجأت إلى الاقتراض من الأقارب والمعارف، فيما لجأت زوجتي إلى تسول الطعام من سكان المخيم، ولكن في النهاية لم يكن أمامنا مناص سوى ذلك الحل المر حتى أتمكن من إطعام بقية أفراد أسرتي فأنا لدي 8 أطفال"


واعترف بأن ما سوف يحصل عليه من أموال سوف تكون كافية لبضعة أشهر فقط، قبل أن يبحث عن حل آخر




أطفال أفغانستان screenshot. cnn

وعندما وصل المشتري الذي يدعى، قربان، قال إنه اشترى تلك الطفلة مقابل 200 ألف أفغاني (حوالي 2200 دولار)، رافضاً أن يسمي ما حدث بأنه زواج، مؤكدا أن لديه زوجة سوف تعتني بباروانا وتعاملها كأنها واحدة من أطفالهما.


وخلال سحبها للطفلة من يديها بينما قدميها تحاول التشبث بأرض المنزل الترابية، قال عبد الملك لقربان وعينيه تجهشان بالدموع" أرجوك إنها زوجتك الآن وهي تحت جناحك.. اعتني بها ولا تضربها".


قصة أخرى، في إقليم غور، قال أب أنه اضطر إلى بيع طفلتين تبلغان من العمر 4 و9 أعوام، وهنا يقول: "أنا ليس لدى عمل مثل معظم سكان مخيم النازحين الذي أقطن فيه، ولكن وضعي أصعب لأنني أعاني إعاقة جسدية"


وأوضح الأب أنه باع كل طفلة مقابل 100 ألف أفغاني (حوالي 1100 دولار) لكل منهما، فيما قالت الصغيرة التي تبلغ من 4 أعوام إنها تعلم سبب إقدام والدها على فعلته، "فنحن أسرة فقيرة وليس لدينا طعام نأكله"


اقرأ المزيد: مقاومة بنجشير لم تندثر.. وتتحضر لمواجهة طالبان

من جهتها، قالت الأخت الأكبر، 10 أعوام، وتدعى، ماغول، إنها تفكر في قتل نفسها إذ ارتبط بها رجل يبلغ من العمر 70 عاماً مقابل مسامحة والدها في ديونه البالغة 100 ألف أفغاني، وتزيد بحسرة: "لا أريد مفارقة أبي.. أتمنى أن أبقى في أحضان أسرتي"


واشتكت العائلات والخبراء عن إحباطهم من نقص المساعدات خلال أسوأ الأوقات في البلاد. وأكدت إيزابيل موسارد كارلسن، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن "عمال الإغاثة الإنسانية ما يزالوا على رأس عملهم، ويقدمون الإغاثة والدعم للمستشفيات لكن هذا ليس كافياً"


بتصرف


ليفانت نيوز _ CNN

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!