الوضع المظلم
الإثنين ٠٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أصبحت تشبه المدن التركية أكثر من السورية.. تركيا تُغيّر وجه الشمال السوري

أصبحت تشبه المدن التركية أكثر من السورية.. تركيا تُغيّر وجه الشمال السوري
المساعي التركية لمهاجمة شمال سوريا \ تعبيرية \ ليفانت نيوز

منذ سبع سنوات، بدأت تركيا تتدخل عسكرياً وسياسياً في الشمال السوري، بحجة دعم الثورة السورية ومحاربة الإرهاب، ومنذ ذلك الحين، شهدت المناطق التي سيطرت عليها تغييرات جذرية في معالمها وهويتها وثقافتها، بحيث أصبحت تشبه مدن تركية أكثر من سورية.

في كل مكان تنتشر الأعلام التركية والشعارات العثمانية واللوحات الإعلانية باللغة التركية. وفي كل مدينة توجد مؤسسات تركية تقدم خدمات تعليمية وصحية وثقافية وبريدية وعسكرية، وفي كل شارع تمر سيارات تركية تحمل بضائع ومساعدات وأفراداً.

اقرأ أيضاً: بعد ضربة للجيش التركي.. أردوغان يجدد تهديداته لـشمال سوريا

ومن بين المدن التي تحولت إلى مدن تركية، مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، التي تقع بالقرب من الحدود التركية، في هذه المدينة، تم استبدال تمثال حافظ الأسد بدوار "التآخي" الذي يحمل علمي تركيا والثورة السورية.

وتم تسمية حديقة المدينة باسم "حديقة الأمة العثمانية" وتزيينها برموز تركية، وتم افتتاح مركز "يونس أمره" الثقافي التركي ومركز البريد التركي PTT ومركز السرايا الذي يضم عناصر تركية.

ومن بين المدن الأخرى التي تغيرت بفعل التدخل التركي، مدينة الباب والراعي وجرابلس في ريفي حلب الشمالي والشرقي. هذه المدن تدار بشكل كامل من قبل السلطات التركية مع واجهة من السوريين، وتعرف باسم "درع الفرات" وهي العملية العسكرية التركية التي بدأت في منتصف عام 2016 لدعم مليشيات الجيش الوطني السوري.

وفي هذه المدن، تم تغيير المناهج التعليمية وإدخال اللغة التركية كلغة أساسية من الصف الأول حتى الثانوية، كما تم تحويل نظام الشهادتين الثانوية والإعدادية إلى النظام المؤتمت المتبع في تركيا. وتم إدخال بيانات الطلاب كاملة لنظام التعليم التركي.

وفي مدينة الراعي، التي تتبع إدارياً لمنطقة الباب قبل الثورة السورية، تم تغيير اسمها إلى "جوبان باي" باللغة التركية، وتم رفع صور قتلى الجيش التركي في العمليات العسكرية في سورية، وتتحدث معظم سكان المدينة اللغة التركية بسبب أصولهم التركمانية.

وفي مدينة عفرين وريفها، التي احتلتها مليشيات الجيش الوطني بدعم من الجيش التركي في عمليته العسكرية الثانية في سوريا مطلع العام 2018، تم تهجير الآلاف من الأكراد واستبدالهم بمهجرين من مناطق أخرى، وتم تغيير أسماء الشوارع والأزقة والقرى والمدن إلى أسماء تركية، وتم تدمير الآثار والمعالم الكردية والسورية واستبدالها بمعالم تركية.

هذه هي الصورة التي يراها الزائر للشمال السوري بعد سبع سنوات من التدخل التركي، وهي صورة تعكس تغيير وجه المنطقة وهويتها وثقافتها، بحيث أصبحت تشبه مدن تركية أكثر من سورية.

ليفانت-فوكس حلب

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!