الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أسمهان الأميرة السورية المُهجّرة.. جوهرة لم تشع طويلاً في ليالي الأنس المصرية

أسمهان الأميرة السورية المُهجّرة.. جوهرة لم تشع طويلاً في ليالي الأنس المصرية
صورة تعبيرية. أرشيف

لم تصل عائلة أسمهان إلى مصر بزيارة سياحية أو عمل بل هرباً من الاستعمار الفرنسي الذي طارد والدها الناشط في الثورة السورية مع سلطان باش الأطرش  وأحد زعماء جبل الدروز في سوريا.

ولدت آمال فهد فرحان إسماعيل الأطرش عام 25 نوفمبر 1912 على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا ومرت العائلة في طريق عودتها من تركيا إلى بيروت حيث بعض الأقرباء.

كان والدها فهد الأطرش من السويداء مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء حسين المنذر لبنانية من بلدة شويت المتن.

أقامت العائلة في حي الفجالة في مدينة القاهرة وعانت البؤس والفاقة، ما دفع بالأم في 1925 إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.

سافرت العائلة أي الأم والأطفال آمال وفريد وفؤاد عدة مرات هرباً من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقال العائلة لنضال والدها ضدهم. ولدى أمال أخوة آخرين من والدها منير وطلال وكرجية واعتدال ومنيرة.

يقول المخرج والممثل والمنتج يوسف وهبي خلال مقابلة تلفزيونية أنه حاول إقناع أسمهان بالسفر إلى الإسكندرية بدلا من رأس البر، لكنها تمسكت برأيها، وجاءت صديقتها لاصطحابها. والغريب أنها لم تركب معها، واستقلت سيارة استوديو مصر، وماتت غرقا بعدما انحرفت السيارة وسقطت في الترعة. لكن روايته لم تلق تأييداً.

البدايات

ظهرت الموهبة عن أسمهان منذ الصغر عندما كانت تغني بعض أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وشقيقها فريد في المدرسة، وغنت إلى جانب أمها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية. في عام 1931 غنت مع فريد في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين.

في زيارة له، أعجب الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر بصوت آمال وتبناها وأطلق عليها اسم أسمهان تيمناً بطالبة موهوبة كان يدربها وفقدت حياتها.

تزوجت أسمهان من ابن عمها الأمير حسن الأطرش عام 1933 بعمر 16 سنة وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا ورزقت بابنة وحيدة هي (كاميليا). اختلفت مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر.

أيضا، تزوجت من المخرج (أحمد بدرخان)، لكن زواجهما انهار سريعاً وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.

 

السينما

شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم يوم سعيد. شاركت مع محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت "مجنون ليلى". وسجلت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية "ليت للبراق عيناً "في فيلم ليلى بنت الصحراء.

في عام 1941 مثلت أول أفلامها (انتصار الشباب) بمشاركة شقيقها الموسيقار فريد الأطرش.

وفي عام 1944 شاركت في فيلم (غرام وانتقام) مع يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم، وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها. وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية أسمهان الفنية. كانت الحادثة قبل انتهائها من تصوير فيلم غرام وانتقام فغير المخرج (يوسف وهبي) النهاية.

في الغناء

عرف عن أسمهان أنها لم تحصر تعاملها مع ملحن واحد مهما كان شأنه فتعددت أسماء الملحنين الذين غنّت لهم ألحانا خالدة، أمثال أخوها فريد الأطرش الذي غنت من ألحانه أشهر أغنيتين لها وهما "ليالي الأنس في فيينا" و "أنا أهوى" من فيلم "غرام وانتقام" وغنت مع محمد عبد الوهاب في أوبريت مجنون ليلى.

كما غنت لرياض السنباطي "يا لعينيك" و" أقرطبة الغراء" و" الدنيا". وأغنيتها من فيلم غرام وانتقام "أيها النائم". ولحن لها محمد القصبجي وهي" يا طيور" و" اسقنيها" و" كلمة يا نور العين" و" فرق ما بينا الزمان" و" كنت الأماني" و" هل تيم البان"، بالإضافة لأغنيتين من فيلم غرام وانتقام هما "امتى هتعرف" و "أنا اللي استاهل".

عن أغانيها في حياتها القصيرة، عاهدني يا قلبي، عذابي في هواك، هديتك قلبي، غير مجد في ملتي واعتقادي، نار فؤادي، محلاها عيشة الفلاح، مجنون ليلى، يا لعينيك، الدنيا، ياطيور، اسقنيها، يا ليت للبراق، كلمة يا نور العين، كنت الأماني.

أيضا لديها، عليك صلاة الله وسلامو، كان لي أمل، إيدي في إيدك، الشمس غابت أنوارها، انتصار الشباب، ليالي البشر، أنا أهوى، يا ديرتي، أيها النائم، نشيد الأسرة العلوية، أنا الي أستاهل، رجعت لك يا حبيب، الشروق والغروب، الليل، الدنيا في إيدي، أعمل إيه عشان انساك، أنا بنت الليل، حديث عينين، في يوم ما أشوفك، ويا حبيبي الله، الورد.

وأشهرها: دخلت مرة الجنينة، ليالي الأنس في فيينا، إيمت حتعرف، أسقينيها، أسمع البلبل يغني، أنا أهوى، في يوم ماشوفك، نويت أداري أيامي، يا بدع الورد، يا حبيبي تعالى الحقني، يا طيور.

آواخر حياتها

تعاملت في فترة من الفترات في عام 1941 مع الاستخبارات البريطانية لتحرير سوريا من قوات فيشي الفرنسية عبر إقناع زعماء جبل العرب بعدم التعرض للجيوش البريطانية والفرنسية (الديغولية) وتلقت مقابل ذلك أموالاً وفيرة. 

تخلى عنها الإنكليز وبدأت تعمل لمصلحة فرنس الديغولية وراحت ترفض طلباتهم لتتخلى عن العلاقة بهم وتلتفت إلى عملها كفنانة. وقال ممثل بريطانيا في لبنان في تلك الفترة إدوارد سبيرز أنه تعامل معها لقاء أموال وفيرة.

وأثيرت إشاعات حول علاقتها العاطفية برئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، وهذه العلاقة أثارت غيرة الملكة نظلي والدة الملك فاروق التي كانت مرتبطة أيضاً معه بعلاقة غرامية، وعرف عنها الإدمان على الشراب والتدخين.

وفي عام 14 يوليو 1944 سقطت هي وصديقتها بالسيارة في ترعة الساحل برأس البر في مدينة طلخا عندما كانت تقصد المكان للراحة مع صديقتها "ماري قلادة" لتموتا سوياً بعد أن تمكن السائق من النجاة.

اقرأ المزيد: سعوديات بمسيرة ملهمة

تزوجت "أحمد السالم" الذي عانت مشكلات في زواجها معه، وعندما توفيت كانت على خلاف معه حتى إن هناك الكثير من التخمينات بكونه هو المسؤول عن وفاتها. في الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم "غرام وانتقام" في مصر لم تكن سعيدة بزواجها معه إذ في بداية عام 1944 اتهمته بإطلاق الرصاص عليها.

اختفى السائق بعد الحادثة مباشرة، وظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب. ووجهت أصابع الاتهام للعديد من الجهات مثل المخابرات البريطانية وزوجها الأول حسن الأطرش وزوجها الثالث أحمد سالم.

كتبت جريدة الحدث البيروتي في 29 سبتمبر 1941: " الأميرة أمال الأطرش قررت الاستعادنة بالله وتخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع لتوزيع الطحين على الفقراء مجانا في منزلها الكائن في عمارة مجدلاني حارة سرسق.

في عام 2009، صدر مسلسل بعنوان أسمهان يتناول سيرة حياتها القصيرة والمثيرة للجدل، للمخرج شوقي الماجري ومن بطولة الفنانة السورية سلاف فواخرجي. كما يوجد متحف لها في السويداء في منزل زوجها حسن الأطرش يضم مقتنياتها.

 

ليفانت نيوز_ خاص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!