الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أزمة تدفع أبا خليل لبيع ممتلكاته لتفتح الباب أمام النفوذ الإيراني في سوريا

أزمة تدفع أبا خليل لبيع ممتلكاته لتفتح الباب أمام النفوذ الإيراني في سوريا
دير الزور

لم يجد أبو خليل حلاً لتأمين تكلفة علاج ابنته سوى بيع منزله وقطعة أرض في قريته غرانيج بسعر أقل من قيمتهما الحقيقية لتاجر عقارات محلي، بسبب قدرته على تأمين سرير في مستشفى الأطفال من خلال علاقاته مع مسؤولين إيرانيين وأعضاء من حزب الله.

وقال أبو خليل لموقع تلفزيون سوريا: "ازدادت حركة بيع العقارات في قريتنا والقرى المجاورة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وانتشار الفقر، والكثير من أبناء المنطقة قرروا الهجرة".

تعتبر ناحية هجين، التابعة إداريًا لمنطقة البوكمال في محافظة دير الزور، من المناطق ذات الكثافة السكانية، حيث بلغ عدد سكانها 97,870 نسمة حسب تعداد عام 2004. ومنذ عام 2014، تسعى إيران إلى إنشاء طريق بري يربطها بسوريا ولبنان عبر العراق، للوصول إلى البحر المتوسط، حسبما أكد الخبير الجيوسياسي أحمد الجاسم، وهو من بلدة أبو حمام التابعة لناحية هجين.

اقرأ المزيد: لا أمن ولا أمان للتقنية.. إلى أين يتجه العالم؟

وأضاف الجاسم لموقع تلفزيون سوريا: "تسعى الميليشيات الإيرانية لتوسيع نفوذها في سوريا من خلال شراء العقارات والاستيلاء على الأراضي، خاصة عند الحدود مع العراق، وحزب الله، بالإضافة إلى ميليشيات أخرى، يحاول أيضًا الحصول على نفوذ منفرد من خلال شراء الأراضي والمنازل عند الحدود السورية العراقية ومصادرة الممتلكات العقارية في تلك المناطق".

وأشار الجاسم إلى أن إيران وحزب الله يحاولان تغيير التركيبة الديموغرافية للمناطق الحدودية مع العراق عبر شراء الأراضي والمنازل وتهجير سكانها، غير مكترثين بالدستور السوري الذي يمنع بيع الأراضي الحدودية.

قبل عام 2008، لم تكن القوانين السورية تسمح للعرب أو الأجانب بامتلاك العقارات في سوريا، لكن مع صدور القانون رقم 11، تم فتح الباب أمام تملك غير السوريين لدور السكن، وتبعه القانون رقم 11 لعام 2011 الذي أتاح للأجانب تملك جميع أنواع العقارات في سوريا. وأثار صدور هذين القانونين تساؤلات حول الغاية منهما، خاصة مع توقيت صدور الأخير الذي تزامن مع بدء الثورة السورية، حيث بررت الحكومة التعديلات القانونية لجذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية وطمأنة المستثمرين بشأن استثماراتهم في سوريا.

والجدير بالذكر أن إيران تسعى لربط العراق بشرق سوريا وصولاً إلى لبنان من خلال دعم الميليشيات المحلية الموالية لها. وأظهر معبر القائم-البوكمال الحدودي مع العراق كيف تستخدم إيران هذه الممرات لتعزيز ميليشياتها، مما سمح لها ببسط نفوذها الإقليمي وتوسيع تأثيرها على المجموعات القبلية المسلحة في المنطقة. ومع ذلك، فإن الوجود الأمريكي في شرق وشمال شرق سوريا، بالإضافة إلى قاعدتها في التنف قرب الأردن التي أُنشئت ضمن التحالف ضد تنظيم الدولة، يمكن أن يعوق المشروع الإيراني.

المصدر: تلفزيون سوريا 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!