الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
أرض ميعاد أوباما.. اعترافات متأخرة لأخطاء دمّرت الشرق
أوباما

 ليفانت – خاص 


 





حققت مذكرات "أرض الميعاد" للرئيس الأمريكي الرابع والأربعون باراك أوباما، المؤلفة من جزأين، مبيعات وصلت إلى نحو 890 ألف نسخة في الولايات المتحدة وكندا خلال أول 24 ساعة من طرحها في الأسواق، وهو رقم قياسي لدار نشر "بينغوين راندام هاوس"، ومن المتوقع أن تحتل "أرض الميعاد" مرتبة المذكرات الرئاسية الأكثر مبيعاً في التاريخ.


حيث تضمنت صفحات الكتاب الكثير من الآراء الشخصية حول السياسة الخارجية الأمريكية والصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، إلى جانب أحداث الربيع العربي، وحديث عن الأنظمة العربية وبعض الشخصيات السياسية البارزة في المنطقة، ويسترجع أوباما في كتابه ذكريات رحلاته في شتى أرجاء العالم، باعتباره رئيس الولايات المتحدة ولقاءاته مع زعماء العالم.



 




 


وسطر “أرض الميعاد” في سبعمائة صفحة ويضم العديد من الذكريات واللقاءات والأحداث، أثناء تولي أوباما مقاليد البلاد، وتتمتع الصفحات الـ 200 الأولى من الكتاب بسيرة ذاتية، ورحلة أوباما في عالم السياسة، و انتخابه لمجلس الشيوخ الأمريكي، مرورًا بتفاصيل زواجه ودراسته في الجامعة .


تناول كتاب “أرض الميعاد”، أحداثا هامة للغاية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية منها أحداث الربيع العربي ومقتل أسامة بن لادن والاتفاق النووى الإيراني، كما تضمن كتاب أوباما قراراته حول ثورات الربيع العربي، قائلًا إنه ما زال يخشى أن الضغوط التي مارسها خلال الربيع العربي، لم تكن دائما موضوعية، وفيما يبدو أن أوباما نشر الكتاب في توقيت دقيق تماماً، وكأنه يوجه رسائل مباشرة لجو بايدن في سعي ليعتمد الأخير استراتيجيته السابقة.



الربيع العربي كما يراه أوباما في كتابه 



يتحدث أوباما في كتابه “أرض الميعاد” عن اشتعال شرارة الربيع العربي في تونس بإضرام محمد البوعزيزي النار في نفسه خارج إحدى المباني الحكومية، وكيف كانت تلك النار هي الحجر الذي حرك البحيرة الراكدة، إذ توالت الأحداث بعد ذلك باندلاع التظاهرات في الدول العربية الواحدة تلو الأخرى.


مؤكداً أنه بعد التحركات القوية للتونسيين الذين نجحوا في الإطاحة بدكتاتور ، بدا أن السكان في جميع أنحاء البلاد الغليان ، يحملهم الأمل في تغيير حقيقي. كان الوضع معقدًا ، والنتيجة غير مؤكدة. أخيرًا ، قررنا إضافة جملة بسيطة ومباشرة إلى خطابي: “الليلة ، أريد أن أقولها بوضوح: تقف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الشعب التونسي وتدعم تطلعات جميع الشعوب إلى الديمقراطية”.


عن ذلك يقول أوباما أن الإدارة الأمريكية قد وجدت نفسها فجأة مضطرة لاتخاذ قرار، إما مساندة حليف قوى موثوق به، وبالتالي مساندة القمع، أو الوقوف إلى جانب الشعوب التي تسعى إلى التغيير وتتطلع إلى الديمقراطية. وفي الوقت الذي كان فيه مبارك معزولًا عما يحدث في الشارع المصري داخل قصره العاجي، خرج الشباب الثائرون إلى ميدان التحرير مطالبين بالحرية والكرامة وفرصة لحياة كريمة.


 


ويتحدث أوباما في كتابه، عن الرئيس المصري حسني مبارك مقارنة بالرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي قاد انقلابًا عسكريًا في الخمسينات لتتحول الدولة بعدها من الملكية إلى الجمهورية، وعلى الرغم من قضائه على بقايا الحكم الاستعماري البريطاني والنظام الإقطاعي المصري، فإن أوباما يرى أنه أسس خلال سنوات حكمه لعصرٍ من القمع والاستبداد لكل من عارضه، وأن باقي الحكام العرب حذوا حذوه للحفاظ على سلطتهم، مثل حافظ الأسد في سوريا وصدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا، ورغم ذلك كان قمعهم قائمًا على الفساد والمحسوبية -بحسب الرئيس الأمريكي السابق- ويفتقر إلى حنكة جمال عبد الناصر الذي نجح في اقتناص زعامة شعبية في الوطن العربي بأكمله.


في ذلك الوقت حرص الرئيس الأمريكي على التواصل مع رجال الجيش والمخابرات المصرية لطمأنتهم من أن التعاون المصري – الأمريكي والمساعدات الدورية التي تصل للدولة المصرية غير مرتبطة بوجود مبارك في الحكم، حيث وصلت الرسالة بنجاح وفي غضون أسبوع واحد أعلن نائب الرئيس، عمر سليمان، تنحي مبارك عن الحكم، لتعيش مصر لحظة تاريخية على حد تعبير أوباما.


كانت النتيجة المباشرة لسقوط الرئيس المصري أن اتخذت العديد من الدول العربية بعض الإجراءات الإصلاحية في محاولة لتجنب مصيره، فقامت الجزائر بإلغاء قانون الطوارئ المطبق منذ 19 عامًا، كما أجرى ملك المغرب محمد السادس عدة إصلاحات دستورية عززت من قوة البرلمان المنتخب في البلاد، وحذا ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين حذوهم، حيث يشير أوباما إلى أن سياسة الولايات المتحدة خلال أحداث الربيع العربي قد تبدو متناقضة لغير المطلع على حقيقة الأمور، خاصةً بعدما فشلت الإدارة الأمريكية في احتواء الأمر بسوريا والبحرين.


ولكن أحداث ما وراء الكواليس كانت مختلفة، إذ لم يكن لأمريكا نفوذ في سوريا مثل نفوذها في مصر، لأن سوريا خصمٌ قديم للولايات المتحدة في المنطقة ومتحالفة مع إيران وروسيا. جاءت النتيجة بأن أصبحت الإدانة الأمريكية لنظام بشار الأسد وفرض الحظر الأمريكي لم يكن لهم أي تأثير حقيقي على أرض الواقع، لاعتماد سوريا على النفوذ الروسي لتجنب فرض عقوبات دولية في مجلس الأمن.



بسبب القضية الفلسطينية.. أيباك تشتبه به على أنه رجل بولاءات متعددة



يشير الرئيس السابق للولايات المتحدة إلى أنه واجه منذ توليه السلطة الملف الشائك لـ”القضية الفلسطينية”. إذ كان عليه أن يحمي حق “الشعب اليهودي”، خاصةً وأن إسرائيل كانت منذ الحرب الباردة حليفة أمريكا، والراعي الرسمي لسياساتها داخل الشرق الأوسط، إلا أنه رغم ذلك لم يستطع أن يتغاضى عن منع الفلسطينيين من حق تقرير المصير، والمبادئ الأساسية للحياة التي تمتع بها حتى مواطنو الدول غير الديمقراطية.


 


وفي كتابه انتقد أوباما لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية “أيباك”، والتي عملت على ضمان تقديم الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل واشتهرت بسيطرتها على أعضاء الكونجرس الأمريكي. وقال إن نفوذ أيباك يمكن أن يطول كل سياسي في واشنطن حتى هو نفسه.


ويذكر أوباما أن تعاطفه مع الفلسطينيين، والصداقة التي جمعته بأشخاص معادين للسياسة الإسرائيلية، إلى جانب كونه مواطنًا أسود البشرة باسم مسلم، كل هذا جعل أيباك تشتبه به على أنه رجل بولاءات متعددة.


ويذكر أوباما أن موقف نتنياهو كان سلبيًا وحادًا من مقترح أوباما بتجميد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلّة، خطوةً أولى للسلام. وهاجم حلفاء نتنياهو في واشنطن مقترح أوباما واتهموه بمحاولة إضعاف التحالف الأمريكي الإسرائيلي، وذلك بالتركيز على المستوطنات بدلًا من التركيز على «العنف الفلسطيني» الذي رآه الإسرائيليون العائق الأساسي أمام عملية السلام.



أوباما: بايدن كان يعارض عملية اغتيال بن لادن



يقول الرئيس الأسبق أوباما في كتابه “أرض الميعاد”، أن جو بايدن، نائب الرئيس في فترة باراك أوباما، والرئيس المنتخب حالياً، عارض العملية العسكرية التي شنتها قوات خاصة أمريكية سنة 2011 في باكستان وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. في هذا الإطار، كتب أوباما “عارض بايدن شنّ الغارة بسبب العواقب الكبيرة في حال فشلها؛ مشيراً إلى أنه ينبغي تأجيل اتخاذ القرار حتى تتأكد الاستخبارات تماماً من وجود بن لادن في المكان”.


 


وكان بايدن قد وجّه انتقادات مماثلة قبل ذلك، خلال حملة أوباما لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، حيث أكد الرئيس السابق حينها أنه إذا استطاع تحديد مكان بن لادن داخل الأراضي الباكستانية، وكانت الحكومة الباكستانية “غير راغبة أو غير قادرة على القبض عليه أو قتله”، فعندئذ كان سيُقدم على العملية.


وتابع أوباما: “لقد أدى تصريحي آنذاك إلى ردود فعل غاضبة من الحزبين، حيث اعتبر كل من جو بايدن، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والمرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين، أنني لست جاهزاً لأن أكون رئيساً”.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!