-
أدغال
أوروبا المتميزة "حديقة"، والعالم من حولها "أدغال"، والحق عكسياً، إذ أصبحت أوروبا حديقة لأنها نهبت الأدغال لقرون أيها العبثي "جوزيب بوريل"، نحن نمتلك حُريتنا التي خُلقنا بها، فما كان بالماضي لن يعود في صورة أيا كانت من الاستعمار أو الاحتلال. عندما تقول أو يتشدق غيرك بأن أوروبا تفكر بـ"الغزو مرة أخرى لأجل الموارد"، نحن نشفق عليكم لأن هذا الشتاء (حديقتكم ستتحول إلى كتل من الجليد بدون الغاز).
إنه تصريح ينم على المطبخ الغربي كأفضل مزيج من الحرية السياسية المعلنة والرخاء الاقتصادي المسلوب والترابط الاجتماعي المدّعية بشريتها أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماماً، فتفكيرها بالغزو مرة أخرى لأجل الموارد، وشيطنتهم هو مبرر منطقي، بقاعدة "خير وسيلة للدفاع، هو الهجوم"، فلن تحمي الحديقة نفسها من غزو الغابة ببناء الجدران حول نفسها.. ولكن بالانفتاح عليها، فلا تتفاخرون بـ "بناء حديقتكم الجرداء"، على أجساد أراضينا الخضراء أرض العرب مرة أخرى، بنهب ثروات ما تسمونها "الأدغال"، التي يمكنها أن تبتلع الحدائق، والبستانيين مهما كانت الأسوار حولها، فعلى الأوروبيين أن يرضخوا لواقعهم المرير وينخرطون مع عالمهم الكبير بدلاً من أن يبتلعهم في نزوة أو كلُقمة خبز.
لقد كان الرد العربي كافياً ومريراً في حلقومهم المنتفخ من خيراتنا، حيث استدعت الخارجية الإماراتية، إيميل بولسن، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لديها، وطلبت تفسيراً مكتوباً بشأن تصريحات بوريل "المؤذية والعنصرية"، واعتبرت قطر، أن تصريح بوريل ينم على عنصرية واختلال توازن، وإفلاس حضاري وقيمي، كموقف عربي موحد ضد مهاترات الغرب المتتالية.. وليقف الجميع مرتعداً إذا العرب قد غضبوا والدرس السعودي لهم في أوبك+ كان قاسياً، فهل يعي العالم قوة العرب بوجود دول كبار كالسعودية والإمارات ومصر؟ حيث تمتلك مصر أقوى جيوش في المنطقة، والـ12 عالمياً، بينما تمتلك الدول العربية الأخرى ثروة اقتصادية هائلة، كالسعودية والكويت والإمارات وقطر.
ولنتخيل وحدتهم إذا قرروا تكوين جيش عربي موحد، من تلك الكُتلة البشرية التي تصل 385 مليون نسمة، فسيكون هناك أكثر وفق إحصائيات الجيوش العربية على موقع غلوبال فاير باور ( 5 ملايين جندي و10000 طائرة حربية و5 آلاف طائرة هليكوبتر و20 ألف دبابة و60 ألف مدرعة حربية، تقريباً، و3000 قاذفة صاروخية، 20 غواصة، وألف سفينة حربية)، تحركها قوة اقتصادية، وفقاً لإجمالي الناتج القومي المحلي العربي أكثر من 5 تريليونات و990 مليار دولار سنوياً، ووفق المساحة الاجمالية للمنطقة العربية ستكون أكثر من 13 مليون و500 ألف كم2، لتحتل المرتبة الثانية، بعد روسيا الاتحادية في قوتها البشرية والتسليحية والاقتصادية. إنهم العرب يا سادة فلتغلقوا عليكم أبوابكم عندما يثورون.
ليفانت - إبراهيم جلال فضلون
إبراهيم جلال فضلون
حول الكاتب
- إبراهيم جلال فضلون
- إبراهيم جلال فضلون
لمحة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!