الوضع المظلم
السبت ١١ / يناير / ٢٠٢٥
Logo
  • أحمد العودة: قائد اللواء الثامن يتمسك بإدارة درعا المستقلة

  • تعكس مواقف العودة المتغيرة وعلاقاته المتنوعة مع القوى الإقليمية نموذجاً للقيادة المحلية القادرة على إدارة مناطقها بشكل مستقل
أحمد العودة: قائد اللواء الثامن يتمسك بإدارة درعا المستقلة
أحمد العودة \ تعبيرية \ متداولة

استطاع القائد العسكري أحمد العودة، المنحدر من بصرى الشام في محافظة درعا، حفر اسمه في المشهد السوري عبر مسيرة متقلبة امتدت لأكثر من عقد، حيث تميز بعلاقاته المتشعبة مع القوى الإقليمية وقدرته على المناورة السياسية.

ويروي مصدر مقرب من العودة أن القائد الأربعيني، خريج الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق، كان قد أنهى خدمته الإلزامية في الجيش السوري قبل أن يغادر إلى الإمارات مع عائلته، ليعود بعد عام من اندلاع الثورة السورية وينخرط في العمل المسلح ضد نظام الأسد، فاقداً ثلاثة من أشقائه في المعارك.

وتطورت مسيرة العودة من قيادة "كتيبة شباب السنة" إلى قيادي في الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر في 2014، متلقياً دعماً سخياً من غرفة "الموك" العسكرية في الأردن والإمارات، عبر صلة القرابة التي تربطه برجل الأعمال السوري خالد المحاميد، قبل أن يتحول إلى تلقي تمويل روسي محدود.

اقرأ أيضاً: المقاتلون الأجانب بالجيش: مخاوف دولية وشعبية من تحول سوريا لملاذ للمتطرفين

وأضحى العودة في 2018 قائداً لـ"اللواء الثامن" التابع شكلياً للجيش السوري، ثم انضم لـ"الفيلق الخامس" في نهاية 2020، محتفظاً باستقلالية قراره وقيادته لآلاف المقاتلين، ومسجلاً نجاحات أمنية بارزة كالمشاركة في القضاء على قائد تنظيم داعش المدعو أبو الحسن الهاشمي القرشي في مدينة جاسم.

وشكل دخول العودة إلى دمشق في الثامن من ديسمبر، قبل وصول قوات "إدارة العمليات العسكرية"، حدثاً لافتاً، رغم انسحابه بعد ساعات، حيث علل مصدر مقرب منه الانسحاب بقوله: "تجنباً لمشاكل أو اصطدامات في الساعات الأولى للانتصار"، مضيفاً أن قلة الإمدادات مقارنة بالقوات القادمة من الشمال كانت عاملاً في هذا القرار.

ويرى محللون أن موقف العودة الحالي، المتمثل في رفض حل فصيله والاحتفاظ بنفوذه في الجنوب، يعكس رؤية تتوافق مع مصالح دول عربية إقليمية "غير مرتاحة لما يحدث في سوريا"، وفق تعبير الصحفي عبد الله علي، الذي يشير إلى أن هذه الدول "إما أن تسهل على الإدارة الجديدة مسك زمام الأمور في البلد وحكمه، أو أن تدفع بثورة مضادة".

وتبرز حساسية موقف العودة من حقيقة سيطرته على منطقة استراتيجية محاذية لإسرائيل، إضافة إلى عدم رضاه عن التشكيلات العسكرية الجديدة التي تجاهلت قيادات فصائل الجنوب والجيش الحر والضباط المنشقين، مما يجعل من مستقبل علاقته مع السلطة الجديدة في دمشق تحدياً يضاف إلى ملفات عديدة عالقة.

وتشير التقديرات إلى أن العودة قد يلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل الجنوب السوري، خاصة مع تمتعه بعلاقات إقليمية متينة وقاعدة شعبية محلية، مما يجعله نموذجاً محتملاً لقيادة محلية قادرة على إدارة منطقتها بشكل مستقل في إطار نظام حكم لامركزي.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

لن نسمح بوجود الارهاب على...

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!