الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
"ذئاب آلية" لحماية المحاصيل الزراعية في اليابان

تسعى اليابان للحد من الدمار الزراعي والبيئي واسع النطاق، الذي تسببه الأعداد المتزيدة من الحيوانات مثل الغزلان والخنازير البرية وقرود المكاك والدببة، عن طريق استخدام أجهزة جديدة - تتراوح من الطائرات بدون طيار إلى الروبوتات - لصدها.

في العام الماضي، شهدت المدينة اليابانية فوكوتشياما زيادة تزيد قليلاً عن 30٪ في الأضرار التي لحقت بالمحاصيل والبساتين من الحيوانات البرية مقارنة بالعام السابق، وفقًا لشوجو أودا، مسؤول المدينة المسؤول عن الزراعة والترويج للغابات. يقول إن "الخنازير البرية والغزلان هما الجانيان الأساسيان".

وتكثر التقارير عن تعدي الحيوانات البرية على المناطق المأهولة بالسكان وتدمير المحاصيل والموارد الطبيعية الأخرى، مع بعض الحالات التي أدت إلى مواجهات جسدية أدت إلى إصابات بشرية وحتى وفيات. 

على الصعيد الوطني، بلغ تأثير هذه الحيوانات على المنتجات الزراعية حوالي 16 مليار ين (120.5 مليون دولار) في السنوات الأخيرة ، مع الصراع المستمر بين الإنسان والحياة البرية الذي أدى إلى تآكل النظم البيئية الإقليمية وإرهاق المزارعين.

اقرأ أيضاً: اليابان تستعد لإطلاق أول مركبة فضاء

في حين أن الوضع هو نتيجة مباشرة للتغيرات البيئية الكاسحة التي من صنع الإنسان والتي حلت بالأرخبيل على مدار القرن الماضي، إلا أن الحكومات والمجتمعات المحلية تتدافع لإيجاد طرق لمعالجة هذه المشكلة وسط تسارع هجرة سكان الريف ونقص الصيادين في الشيخوخة. المجتمع الذي لديه بعض من أكثر قوانين الأسلحة صرامة في العالم المتقدم.

وأشارت صحيفة "اليابان تايمز" أن قطعان الغزلان والخنازير البرية مسؤولة عن 60 في المائة من تلك الخسائر، حيث يقدر عدد تلك القطعان بـ 2.6 مليون غزال و 800 ألف خنزير، وفقا لوزارة البيئة اليابانية.

ومع تقدم السكان اليابانيين في العمر بسرعة، انخفض عدد الصيادين المرخصين بنسبة 91 في المائة، من 518 ألفًا في العام 1975 إلى 44604 في العام 2018، مما زاد في أعداد قطعان الحيوانات البرية، وبالتالي ارتفاعها خطرها على المزارعين.

ولحل تلك المعضلة، لجأ المزارعون وسكان الريف الآخرون إلى حلول تقنية مثل طائرة الصيد بدون طيار "UD4JH"، والتي تبلغ تكلفتها 11300 دولار.

وبالإضافة إلى قدرتها على الصيد يمكنها إطلاق الألعاب النارية وتشغيل صوت نباح الكلاب من خلال مكبر الصوت.

ويمكن سماع صوت النباح التي تصدره تلك الطائرات، وهي على ارتفاع 100 متر في الهواء.

وفي العامين الماضيين تمكن المزارعون من صيد حوالي 100 من الغزلان والخنازير باستخدام هذه الطائرات، مما شجع  المزيد من سكان الأرياف على استخدام تلك الأجهزة.

وفي سياق متصل، تعتبر "الذئاب الآلية" التي تمتاز بمظهر شرس ومخيف أحد أفضل الوسائل لحراسة المحاصيل في محافظة هوكايدو، شمالي اليابان.

ويغطي تلك الذئاب الفرو مع امتلاكها عيون حمراء ساطعة ومكبرات صوت تنشط عندما تكتشف مستشعرات الأشعة تحت الحمراء وجود حيوان قريب.

وتطلق تلك الأجهزة عواء بقوة 90 ديسيبل، بالإمكان سماعه على بعد أكثر من 800 متر. ولا تكتفي "الذئاب الآلية" بالنباح والعواء، فهي قادرة على إطلاق أصوات أخرى مثل صوت إطلاق الرصاص.

وعلى الرغم من انقراض الذئب الياباني منذ أكثر من قرن من الزمان، فقد أوضحت شركة "وولف كاموي"، المصنعة للجهاز أن "الذئاب الآلية" أثبتت فعالية كبيرة وأنها تسعى إلى تطوير نسخ منها بعجلات لتقوم بدوريات داخل الحقول والمزارع.

من جهته، أوضح كازواكي كيكوتشي، الذي يملك مزرعة للأناناس العضوي في محافظة أوكيناوا، والذي تضررت محاصلية بسبب الخنازير البرية، أن "الذئاب الآلية" ساهمت في إنقاذه مواسمه، وأنه أضحى حريص على استخدامها دائما. 

ليفانت نيوز_ "اليابان تايمز"

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!